رواية "بقعة عمياء": حين تتكلم الظلال بصوت الحقيقة
بقعة عمياء - بولا هوكينز
في صباح غائم فوق جرف موحش، تتبدل حياة إيدي ورايان إلى الأبد. صديق طفولتهما، جيك بريتشارد، يُعثر عليه جثة هامدة في قلب المطبخ، والدماء تسرد حكاية لا تعرف الكلمات روايتها. من اللحظة الأولى، تنبض الرواية بتوتر خفي، يربك الملامح البسيطة لحياة هادئة، ويكشف عن شروخ قديمة تحت قشرة السكون.
تتشابك الخيوط بين شخصيات تحمل في أعماقها أسرارًا أثقل من أن تُقال، وأوجاعًا أقدم من أن تُنسى. وبين وفاء معلن وخيانة صامتة، تنمو الشكوك كأشواك بين أقدام المحبة القديمة. ولا يعود السؤال: "من القاتل؟"، بل "أي جرح أعمق من أن يُرى بالعين المجردة؟".
بأسلوب آسر، تنسج بولا هوكينز روايتها حول بقعة لا تراها العين، ولكنها تتسلل إلى القلب ببطء ومرارة. مشهد الجريمة لا يحمل رائحة الدم فحسب، بل عبقَ سنواتٍ من الأحلام المخذولة، والتحولات التي تُبنى بحجارة الندم.
تُقدم الرواية مزيجًا مدهشًا من التشويق النفسي، والحنين الموجع، والتأمل العميق في هشاشة الروابط الإنسانية. بطل الرواية ليس شخصًا بعينه، بل تلك المسافة الغامضة بيننا وبين من نحب، حيث تتكون البقع العمياء التي تعمى عنها بصائرنا.
"بقعة عمياء" عملٌ يذكّر القارئ بأن أكثر الحقائق ألماً، لا تكشفها العيون بل الأرواح حين تُضطر إلى مواجهة مراياها الداخلية.