المبادرة (7) "السلامة العامة والأمن"
إن الأمن ليس فقط غياب الجريمة، بل هو حضور الطمأنينة. والسلامة لا تعني مجرد الاستجابة للحوادث، بل الاستعداد لها، والوقاية منها، وبناء ثقافة عامة تحترم الحياة وتحميها. ومن هنا، تنبثق هذه المبادرة كمحور لا غنى عنه في خطة بلدية صيدا، إذ تُعيد رسم العلاقة بين المواطن والمكان، على أساس الأمان المشترك والمسؤولية المتبادلة.
1. تعزيز خدمات الطوارئ ويتضمن ذلك:
- ترقية محطات الإطفاء وخدمات الإسعاف، من حيث المعدات، عدد النقاط، وسرعة الاستجابة.
- تطوير أنظمة الاستجابة للكوارث الطبيعية أو البشرية، من خلال خطط طوارئ واضحة، وتدريبات دورية.
هذه الخطوة تعبر عن وعي إداري بأن حياة الإنسان لا تنتظر لحظة الكارثة لتُحمى، بل تُصان بالتحضير والتجهيز المسبق.
2. برامج مراقبة الأحياء بالتعاون مع السكان ويتحقق هذا من خلال:
- إنشاء مجموعات مراقبة أهلية تطوعية، بالتنسيق مع قوى الأمن والبلدية.
- تعزيز ثقافة "الجوار الآمن" حيث يصبح كل ساكن عينًا على الحي، وسندًا لأخيه في اليقظة والحرص.
هذه المقاربة تُحيي فكرة "العونة" الشعبية القديمة، لكنها تُلبسها ثوبًا عصريًا من التنظيم والتكنولوجيا.
3. حملات سلامة المرور وتشمل:
- توعية السائقين والمشاة بالقوانين المرورية، عبر الإعلام والمدارس واللافتات التفاعلية.
- تحسين البنية التحتية للسلامة كالإشارات، المطبات المنظمة، وتخطيط الممرات بوضوح.
هذه الخطوة تحمي الأرواح، وتعكس احترامًا للحياة اليومية، ولحق كل فرد في التنقل بأمان.
خلاصة وتأمل
المبادرة السابعة تُجسد الأمن كقيمة إنسانية وإدارية شاملة. ترسم ملامح مدينة يسير فيها الطفل إلى مدرسته مطمئنًا، وتعيش فيها المرأة بأمان يتسع للغروب وما بعده، ويخلد فيها المسن إلى النوم بطمأنينة كاملة.
فحين يحس المواطن أن مدينته تحميه، يُقبل عليها، ويستثمر فيها، ويُحبها.
وبهذا الأمان، تُصبح صيدا مدينة التاريخ، ومدينة الثقة بالحاضر والمستقبل.
غدًا المبادرة (8) "إدارة المياه والطاقة"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب