المبادرة (8) "إدارة المياه والطاقة"
لا شيء يُجسد الصراع المعاصر بين الاستهلاك والموارد كما تفعل المياه والطاقة. فهما شريان الحياة، وميزان الاستدامة، ومؤشر الوعي الحضاري لأي مجتمع. وفي هذا الإطار، تأتي مبادرة بلدية صيدا لإدارة هذين الموردين ليس فقط من منطلق اقتصادي، بل من موقع أخلاقي ومسؤول تجاه البيئة والجيل القادم.
1. أنظمة المياه الفعّالة وتركز هذه الخطوة على:
- الاستثمار في تقنيات ترشيد المياه، مثل أنظمة التحكم الآلي في ضخ المياه، والصيانة الدورية للشبكات.
- إصلاح خطوط الأنابيب المتسربة، التي تُعد من أكبر مصادر الهدر في المدن القديمة.
إن الحفاظ على كل قطرة ماء هو تعبير عن احترام الإنسان لنعمة الخالق، وعلامة على التحضر المؤسسي.
2. برامج كفاءة الطاقة وتشمل:
- تشجيع الأسر والمؤسسات على اعتماد الأجهزة الموفرة للطاقة، مثل الإضاءة LED، والمكيفات الذكية، والسخانات الشمسية.
- تنظيم حملات توعوية حول تقنيات الاقتصاد في الكهرباء، ودعم مبادرات الطاقة المنزلية المستدامة.
بهذه المبادرات، تُنقل ثقافة التوفير من دائرة الإلزام إلى روح المسؤولية المجتمعية المشتركة.
3. تعزيز حصاد مياه الأمطار ويتجلى هذا التوجّه في:
- إنشاء أنظمة لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في الري والتنظيف، لا سيما في المؤسسات العامة والحدائق.
- تثقيف المواطنين حول تقنيات الحصاد المنزلي، عبر إرشادات عملية وورش توعوية.
هذا البند يعيد إحياء حكمة الأجداد الذين تعايشوا مع مواسم المطر بحصافة، في توازن مع الطبيعة ومحدودية مواردها.
خلاصة وتأمل
هذه المبادرة ليست مجرد بنود تقنية، بل إعلان واضح بأن المدينة تتعامل مع الطبيعة كصديق لا كخصم. فكل إصلاح في الأنبوب، وكل جهاز موفر، وكل خزان لحصاد المطر، هو خطوة نحو العدالة البيئية، والاستقلالية في الموارد، والتخطيط بعيد المدى.
وحين تُصبح المياه مسؤولية مجتمعية، والطاقة قيمة أخلاقية، يُولد عهد جديد من الإدارة الواعية، حيث لا يُهدر النور، ولا تُترك قطرة ماء للضياع.
غدًا المبادرة (8) "إدارة المياه والطاقة"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب