المبادرة (5) "الرعاية الصحية والرفاهية"
إن صحة الإنسان هي أساس وجوده، ومصدر قدرته على العطاء والعمل والانخراط في مجتمعه. ولأن المدينة لا تُقاس بجدرانها ولا طرقها، بل بمدى عنايتها بأجساد أبنائها ونفوسهم، تأتي هذه المبادرة لتضع الرعاية الصحية والرفاهية في صلب مشروع النهوض.
ليست المسألة هنا صحية فحسب، بل اجتماعية وإنسانية واقتصادية في آنٍ واحد، حيث تلتقي العافية بالكرامة، والوقاية بالتنمية.
1. توسيع خدمات الرعاية الصحية الأولية وتشمل هذه الخطوة:
- بناء المزيد من العيادات الصحية المحلية في الأحياء والأطراف.
- إطلاق وحدات صحية متنقلة للوصول إلى المناطق النائية أو المهمّشة.
في هذا التصوّر، تصبح الرعاية الصحية خدمة يومية متاحة للجميع، لا امتيازًا طبقيًا أو عبئًا ماليًا.
2. حملات التوعية الصحية والاستشارات المجانية وتتجسد في:
- تنظيم حملات توعوية في المدارس والأحياء، حول التغذية، النظافة، الوقاية من الأمراض المزمنة والمعدية.
- توفير خدمات استشارية مجانية عبر فرق مختصة، تُنصت وتُرشد وتُوجّه.
هذا البند يُعزز فكرة "الصحة الوقائية"، التي تسبق المرض وتقلل من كلفته الإنسانية والمالية على المدى البعيد.
3. تعزيز نمط الحياة الصحي من خلال:
- برامج اللياقة البدنية والبطولات الرياضية في النوادي والمدارس والساحات العامة.
- نشر ثقافة التغذية السليمة والأنشطة البدنية التي تعيد التوازن إلى حياة الأفراد في زمن الغرق بالجلوس والتقنيات.
الرعاية هنا لا تُفهم بوصفها علاجًا فقط، بل أسلوب حياة، حيث تتفاعل الصحة الجسدية مع الصحة النفسية والاجتماعية.
خلاصة واستلهام
إن هذه المبادرة تعبر عن نظرة نبيلة إلى الإنسان: لا بوصفه عاملًا أو مستهلكًا، بل كائنًا مكرمًا، يستحق أن يُصان جسده، ويُطمأن قلبه، وتُراعى حاجاته. حين تتقدم الرعاية الصحية إلى قلب السياسات العامة، فإننا لا نحمي الفرد فحسب، بل نحمي المجتمع كله من الهشاشة والانهيار.
هكذا تبني صيدا عهدًا جديدًا: أن لا يُترك أحد خلف السور، لا لضعف في الجسد، ولا لعجز في الدخل.
غدًا المبادرة (6) "الإدماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب