المبادرة (6) "الإدماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية"
المدينة هي نسيج إنساني متماسك، لا تكتمل هويته إلا بشراكة جميع أبنائه. ومن هنا، تنبع أهمية هذه المبادرة، التي تنظر إلى العدالة الاجتماعية لا بوصفها شعارًا، بل ممارسة واقعية تبدأ من رعاية الإنسان وتبلغ ذروتها في تمكينه من أن يكون جزءًا فعّالًا في صياغة القرار.
إن هذه المبادرة تُعيد الاعتبار لأولئك الذين غالبًا ما يُتركون على هامش الحياة العامة: كبار السن، ذوو الإعاقة، الأسر ذات الدخل المحدود، والشباب الباحثون عن صوت.
1. دعم الفئات الضعيفة وهذا يشمل:
- برامج مساعدة موجهة لكبار السن، من خدمات صحية إلى أنشطة اجتماعية تحفظ كرامتهم وتفعل حضورهم.
- رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة عبر بنى تحتية مناسبة، وتدريب، ودمج فعلي في سوق العمل والتعليم.
- مساعدة الأسر ذات الدخل المحدود ببرامج دعم غذائي، أو تعليمي، أو تأهيلي.
هنا، تتجسّد القيم الإسلامية والإنسانية الأصيلة في رعاية الضعيف، لا بالشفقة، بل بالتمكين والإنصاف.
2. إنشاء مركز مجتمعي وفعاليات عامة ويتحقّق ذلك من خلال:
مركز مجتمعي شامل يوفّر قاعات لقاء، ورش عمل، مكتبة، أنشطة ترفيهية وتعليمية.
استضافة المهرجانات، المعارض، والعروض الثقافية التي تُبرز التنوع وتُرسّخ روح الوحدة.
هذه المساحة العامة تُعيد للمجتمع مكانه الطبيعي كفاعل لا كمتلقٍّ، وكجمهور متنوع لا ككتلة صامتة.
3. إطلاق منصات المشاركة وصنع القرار ومن أبرزها:
- منتديات رقمية وتطبيقات ذكية تتيح للمواطن التعبير عن رأيه، واقتراح الحلول، وتقييم الأداء البلدي.
- جلسات استماع ومشاورات أهلية منتظمة تُحاكي تقاليد "العُرف" والمجالس المحلية القديمة، لكن بصيغة عصرية.
بهذا، تتحوّل الإدارة من سلطة فوقية إلى شراكة أفقية، تُنصت وتتناقش وتُراجع.
خلاصة وتأمل
هذه المبادرة تعبر عن مدينة تعترف بكل أبنائها، وتفتح لهم أبواب المشاركة والكرامة. إنها مقاومة راقية ضد التهميش، وبناء حضاري ضد التفرقة الطبقية والاجتماعية.
فما قيمة مدينة لا يسمع فيها صوت الضعيف؟ وما معنى تنمية لا تشمل الجميع؟
بهذه الرؤية، تعود صيدا إلى جوهرها: مدينة الناس… لا مدينة النخبة.
غدًا المبادرة (7) "السلامة العامة والأمن"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب