المبادرة (3): "النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل"
في مدينة كصيدا، ذات الامتداد التاريخي التجاري والحرفي، يشكل الاقتصاد المحلي العمود الفقري للاستقرار الاجتماعي والتماسك المجتمعي. تأتي هذه المبادرة لتُعيد تمكين الدورة الاقتصادية من أسفل، لا عبر القرارات الفوقية المجردة، بل من خلال دعم البنية الإنتاجية المحلية، وتمكين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
1. دعم الشركات المحلية وذلك من خلال:
- تقديم المنح المالية والحوافز الضريبية.
- إطلاق برامج تدريبية موجهة نحو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
هذا الدعم لا يُراد له أن يكون إحسانًا إداريًا، بل شراكة استراتيجية مع القطاع الإنتاجي، تحفزه ليكون محركًا للنمو والابتكار.
2. إنشاء مناطق صناعية ومراكز ابتكار وتتجلى في:
- إعداد بنى تحتية خاصة بالمشاريع الصناعية، مع توفير شروط لوجستية وتنظيمية مشجعة.
- إقامة مراكز ابتكار تساعد في تطوير الأفكار الريادية وربطها بالسوق.
بهذا تتحول صيدا إلى بيئة حاضنة للإبداع الصناعي والتكنولوجي، لا مجرد موقع استهلاكي، بل مركز إنتاجي تنافسي.
3. تمكين رواد الأعمال والشباب من خلال:
- إطلاق برامج إرشاد وتمويل للمشاريع الناشئة.
- تهيئة الموارد والدعم المؤسسي، بما يتيح للشباب أن يتحوّلوا من طالبي عمل إلى صانعي فرص.
هذه الخطوة تعبر عن فلسفة جديدة في التنمية: لا تُعطي الإنسان سمكة، بل تُمكنه من أن يصطادها بنفسه، بل وتدعمه في تسويقها وتطويرها.
خلاصة وقراءة في العمق
إن هذه المبادرة تتجاوز الأرقام والنسب، إلى كرامة الإنسان. فالعمل ليس فقط وسيلة للكسب، بل هو مساحة إثبات للذات، وميدان لبناء المجتمع المتوازن. ومن خلال دعم الاقتصاد المحلي، تُعيد المبادرة الاعتبار للكفاءات الصيداوية، وللثقافة الحِرَفية التي لطالما تميزت بها المدينة.
هذه ليست مبادرة مالية، بل رؤية حضارية تضع "الإنسان المنتج" في قلب مشروع النهوض.
غدًا المبادرة (4) "التعليم والتعلّم مدى الحياة"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب