المبادرة (4) "التعليم والتعلّم مدى الحياة"
في مدينةٍ كصيدا، وُلدت فيها المدارس، ونشأت فيها الحلقات العلمية، وتوارثت فيها العائلات تقاليد طلب العلم، لا يُمكن للنهوض أن يتحقق إلا من بوابة التعليم. فالعمران لا يُبنى بالحجارة فقط، بل بالعقول والمهارات. ومن هذا المنطلق، تأتي هذه المبادرة لتُعيد تأكيد دور التعليم كقوة دافعة للتحول المجتمعي عبر كل مراحل العمر.
1. رفع كفاءة المدارس ومرافقها ويتجلى ذلك في:
- تحديث البنية التحتية للمدارس: بما يشمل الصفوف، الملاعب، المكتبات، والمختبرات.
- توفير أدوات رقمية حديثة: كالألواح الذكية، والحواسيب، وشبكات الإنترنت، لدمج التعليم بالتكنولوجيا.
هذا ليس تحسينًا شكليًا، بل هو إعداد بيئة تعليمية تحترم عقل الطالب، وتوفر له أسباب التعلم العصري في فضاء آمن ومحفز.
2. فتح مراكز التدريب المهني وهو بند حيوي يهدف إلى:
- تزويد الشباب والكبار بالمهارات التطبيقية المرتبطة بسوق العمل، كالكهرباء، والحرف، والبرمجة، والسياحة، وغيرها.
- ربط التعليم المهني بحاجات المدينة الفعلية، بما يحول التدريب إلى فرصة اقتصادية مباشرة.
في هذا الإطار، يتحول التعليم من مسار نظري مجرد إلى محرك مباشر للتشغيل والإنتاج.
3. تنظيم ورش العمل والندوات والدورات الإلكترونية ويتحقق هذا عبر:
- تعزيز مفهوم "التعلم مدى الحياة"، الذي لا يتوقف عند الشهادة الجامعية.
- إتاحة محتوى تعليمي مستمر للفئات العمرية كافة، سواء حضوريًا أو عن بُعد.
إنها دعوة لأن تبقى العقول يقِظة، وأن تظل المعارف حيّة متجدّدة، في زمن تغيرت فيه المعايير بسرعة البرق.
خلاصة
هذه المبادرة تعيد الاعتبار لرسالة التعليم كأداة تحرير وتمكين. فهي تشمل المجتمع برمته، وتُعيد صياغة مفهوم المدرسة، من جدران وأجراس، إلى فضاء متكامل للمعرفة والنمو المستمر.
إنها دعوة لمدينة تعلم أبناءها كيف ينجحون في الامتحان، وكيف ينجحون في الحياة.
غدًا المبادرة (5) "الرعاية الصحية والرفاهية"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب