المبادرة (2) "الاستدامة البيئية"
في ظل التدهور البيئي العالمي، وتزايد الضغوط على الموارد الطبيعية، تبرز هذه المبادرة بوصفها التزامًا أخلاقيًا قبل أن تكون خيارًا إداريًا. تهدف بلدية صيدا من خلالها إلى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان وبيئته المحلية، بما يضمن تحقيق التنمية دون التفريط بالأجيال القادمة.
1. إدارة النفايات وإعادة التدوير
تركز هذه الخطوة على:
- تبني أنظمة إعادة تدوير متقدمة: ما يعني الانتقال من الطمر والحرق إلى إعادة الاستخدام الذكي للمواد.
- تحفيز الأسر والشركات: من خلال الحوافز أو التوعية، لتقليل النفايات من المصدر نفسه.
هذه الرؤية تعبر عن تحول من التعامل مع النفايات كعبء، إلى اعتبارها موردًا اقتصاديًا وبيئيًا يمكن استثماره.
2. توسيع المساحات الخضراء
من خلال:
- إنشاء حدائق ومنتزهات جديدة، وزراعة الأشجار في الشوارع والأحياء.
- تحسين جودة الهواء عبر خفض التلوث وتخفيف آثار الحرارة في المناطق العمرانية المكتظة.
- توفير فضاءات ترفيهية للعائلات، تُعزز الصحة النفسية والتماسك الاجتماعي.
يُعد هذا البند تجسيدًا ملموسًا لفكرة "المدينة المتنفس"، حيث يصبح الجمال الطبيعي شريكًا في تكوين الهوية الحضرية.
3. تبني مصادر الطاقة المتجددة
وتتجسد في:
- استخدام الطاقة الشمسية أو البديلة في المباني العامة.
- تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة.
- تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، في خطوة تحاكي السياسات البيئية في الدول المتقدمة.
هذه الخطوة تعبر عن إدراك حقيقي لأهمية التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة على المدى الطويل.
خلاصة
إن المبادرة البيئية ليست مجرد مشروع تجميلي أو رفاهي، بل هي لب المشروع الحضاري. إنها دعوة لإعادة ترتيب الأولويات: أن يُصبح "الحفاظ على الحياة" هو الأصل في كل سياسة تنموية. وقد آن الأوان أن تنضم صيدا، بتاريخها ومكانتها، إلى المدن التي تفهم أن البيئة ليست ترفًا، بل هي قاعدة لكل بقاء كريم وعيش سليم.
غدًا المبادرة (3) "النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل"
يقدم د. عبد البديع الددا، انطلاقًا من إحساسٍ عميق بالمسؤولية، ورؤيةٍ تستلهم من إرث صيدا العريق وتحديات حاضرها، مقترحًا لمجموعة من المبادرات التنموية المتكاملة التي تشكل نواة خطة عمل بلدية صيدا للعام 2025.
تقديم: إبراهيم الخطيب