توزيع المساعدات بين الأمس واليوم (بقلم د. عبد الرحمن عثمان حجازي)
يختلف أسلوب توزيع المساعدات اليوم عن السابق، فاليوم ترافق وسائل التواصل الاجتماعي عملية التوزيع: من تعداد الأصناف الموزعة، عددها، الورقة المطبوعة على العلبة، المتضمنة اسم المتبرع والإعلان عن مكان التوزيع وساعته المحدده كي يتجمهر الناس ترافقهم وسائل الإعلام لتغطية الحدث.
كثير من الناس المعوزين الذين هم بأمس الحاجة الغذائية ينأون بأنفسهم عن ذلك حفاظا على كرامتهم وأنفسهم، فيحرمون بذلك من مساعدة هم بأمس الحاجه إليها. ويحل مكانهم خبراء الجمع والمنع الذين لديهم الخبرة في الاستيلاء على المساعدات وبيعها بثمن بخس. وتزدحم رفوف السوبرماركت ببضاعة مكانها بيوت الناس لا محلات البقالة.
في الماضي كان معظم الميسورين يوزعون المساعدات قبل أذان الفجر، يطرقون الأبواب والناس نيام وبذلك يحفظون للناس كرا متهم ويحرصون على وضع المساعدات في أكياس لا يعرف ما فيها ولا من قدمها.
يروي أحد كبار السن أن والده طلب منه توصيل المال إلى أحد الرجال شرط أن لا يراه أحد . لكن ذلك الفتى أعطى المال للرجل أمام الناس. اعتذر الرجل عن أخذ المال شاكرا: أنا لست بحاجه للمال يا بني.
أخذ الوالد المال وذهب إلى الرجل وأظهر أنه يحتضنه ووضع المال في جيبه ومضى. تعلم الولد أن ابن صيدا عزيز النفس يقدم عزة نفسه على كل شيء.
هكذا كان ابن صيدا في الماضي، ألم تحرق صيدا نفسها في العهد الفارسي انتصارا لعزتها وهكذا كانت على الدوام فلنحافظ على عزة نفس ابن صيدا ليبقى عزيز النفس موفور الكرامة، إن الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان تتطلب منا ذلك وتدعونا إلى الوحدة والتعاون.
@ المصدر/ بقلم د. عبد الرحمن عثمان حجازي - خاص صيدا سيتي