صيدا سيتي

مبادىء التلقين (4) - ما المقصود بكلمة “Prompt”؟ مؤسسة رجب وسهام الجبيلي تطلق منحة دراسية سنوية في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) نبراس عبد الحسيب الشيخ سعيد (أرملة السفير ممدوح الشاغوري) في ذمة الله هدية محي الدين الجردلي في ذمة الله مبادىء التلقين (3) - ماذا يحدث عندما تتحدث مع ChatGPT؟ صيدا… مدينة تجمع الأزمنة وتوسّع أفق المتوسط جوعان وما بدك تدفع كتير؟ مطعم ريماس بلش بالديليفري مبادىء التلقين (2) - من أين يتعلم ChatGPT؟ صيدا: منارة الثقافة، وجسر الحوار المربية الفاضلة الحاجة سهيلة محمد منياتو (أرملة الحاج مصطفى صفدية) في ذمة الله محمود سعد سعد في ذمة الله مبارك خطوبة أحمد أيوب ومريم خليل مبادىء التلقين (1) - ماذا يعني مصطلح "الذكاء الاصطناعي" (AI)؟ 10 خطوات لتعزيز ممارسة القراءة ما الذي يدفع الإنسان للتحرك؟ التفسير السلوكي للدافعية الماجستير بامتياز للمحامي زين أسامة أبو ظهر فرصة إستثمارية | عدة فرن كاملة للبيع والمحل للاستثمار نحو بيئة جامعية مُحفِّزة للابتكار: قراءة تربوية نقدية في تجارب دولية مقارنة صيدا تفوز بلقب عاصمة الثقافة والحوار لعام 2027 موقع صيدا سيتي يفتح المجال أمام الأقلام لكتابة حكايات المدينة

من يحكم المدينة: المال أم المشروع؟

صيداويات - الخميس 26 حزيران 2025 - [ عدد المشاهدة: 4692 ]

بقلم وليد العاصي:

عندما يقوم رجل أعمال بترقيع الطرقات على نفقته الخاصة، يتحدّث الناس عن ذلك كأنّه أمرٌ عادي، بل ضروري. في بلدٍ اعتاد الناس فيه ملء الفراغ العام بالمبادرات الفردية، لم يعد مستغربًا أن يتقدّم أصحاب الثروات لحجز مواقع القرار، لا عن طريق صناديق الاقتراع وحدها، بل عبر “المساهمة” المباشرة في الخدمات، كأنهم يثبتون حقهم في الإدارة بقدرتهم على الدفع.

لكن الخطورة هنا لا تتعلّق بالفعل نفسه، بل بما يشرعنه هذا الفعل: غياب الدولة الفعلية، إفلاس البلدية، وتسيد المال على السياسة.

لا أحد يرفض تزفيت الطرقات أو تحسين الإنارة أو ترميم البنى التحتية. لكن السؤال الجوهري يبقى:
- هل تُحكم المدن بـ”فضلية” الأثرياء؟
- هل معيار الوصول إلى القرار هو المال، لا التخطيط؟
- هل نختار من يملك، أم من يفكر؟

حين تصبح المساهمة المالية بوابة إلى الحكم، لا مجرد دعم طوعي، تتراجع السياسة لتفسح المجال لـ”عروض شخصية” تُقدّم خارج أي رؤية متكاملة. تتحوّل البلديات إلى واجهات لممولين، والمؤسسات إلى مجرد مظلة قانونية لتسويات ما وراء الكواليس.

الأسوأ أن الناس، تحت وطأة الحاجة، صاروا يتعاطون مع هذا النمط ببراغماتية يائسة: “إذا كان من سيدفع، فليكن هو المسؤول”. وكأن السلطة تُمنح لمن يثبت أهليته عبر الإنفاق، لا عبر الكفاءة والالتزام العام.

وهنا بيت القصيد: ليست المشكلة في من يقدّم، بل في غياب مؤسسات تُمأسِس هذه المساهمة وتُخضعها للرقابة. نحن لا نرفض الجهد التطوعي، بل نرفض أن يُصبح مشروعًا للحكم. نرفض أن تتعامل المدينة مع مناصبها كحصص لمن “يستثمر” فيها.

ما نحتاجه ليس فقط مالًا، بل مشروعًا عامًا واضحًا، قابلًا للمساءلة.

نحتاج إلى بلديات تعود إلى وظيفتها الأصلية: مؤسسة منتخبة، مسؤولة، مستقلة عن الحسابات الشخصية.

وما نحتاجه أكثر هو استعادة الإيمان بالدولة كمرجعية، لا كخيار مهمل. 


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير وبرمجة: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1009246674
الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه.
موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة