الشعبي الناصري يستنكر تجاهل الحكومة لحقوق الإخوة اللاجئين الفلسطينيين وللدعم اللبناني الواسع لهذه الحقوق وينتقد التعتيم الإعلامي على التحركات المؤيدة

توقف المكتب الإعلامي للتنظيم الشعبي الناصري أمام ردود الفعل المتباينة على التظاهرة السلمية التي جرت بعد ظهر أمس الثلاثاء 3/7/2019 في مدينة صيدا، وتقدمها أمين عام التنظيم النائب الدكتور أسامة سعد بمشاركة الألوف من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني، وذلك تلبية لدعوة اللقاء السياسي الشعبي اللبناني الفلسطيني، ومن أجل المطالبة بالحقوق الإنسانية والاجتماعية للإخوة اللاجئين الفلسطينيين، ورفضاً لإجراءات التضييق التي اتخذها وزير العمل بحق العمال الفلسطينيين والمؤسسات الاقتصادية الفلسطينية.
وقد لاحظ المكتب بارتياح صدور مواقف سياسية وإعلامية موضوعية نوّهت بانضباط المتظاهرين وبسلمية التظاهرة التي لم تشهد "ضربة كف". كما تناولت تلك المواقف ما تضمّنته كلمة الدكتور أسامة سعد في ختام التظاهرة من مطالبة بإعطاء الإخوة اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الانسانية والاجتماعية المشروعة، ومن بينها حق العمل. كما تناولت ما هتف به المتظاهرون من مطالب.
غير أن المكتب الإعلامي قد لاحظ أيضاً، لكن بأسف شديد، أن بعض الجهات الرسمية والسياسية والإعلامية قد اتخذت مواقف غير موضوعية تجاه التظاهرة؛ من تلك المواقف التجاهل والإنكار، أو محاولة تقزيم التظاهرة من خلال الحديث عن لقاء، وليس تظاهرة، أو القول بمشاركة العشرات، وليس الألوف!!
إلا أن أكثر ما يؤسَف له هو لجوء البعض، لدى الكلام عن التظاهرة، إلى استحضار مرحلة الحرب الأهلية، وبأسلوب سطحي منحاز يغفل عوامل انفجار تلك الحرب السياسية والاجتماعية، كما يغفل العوامل الخارجية، وعلى رأسها الدور الإسرائيلي.
ومما يؤسف له أيضاً استعادة لغة الحرب الأهلية وشعاراتها وتصنيفاتها لدى التطرق إلى قامة وطنية شامخة هي الشهيد معروف سعد، وإلى النائب أسامة سعد، وذلك بطريقة بعيدة كل البعد عن الموضوعية.
في المقابل يهمنا أن نشدد، ومعنا غالبية اللبنانيين، على رفض العودة إلى لغة الحرب الأهلية وشعاراتها وعداواتها ، ونؤكد مجدداً على الدعوة للاستفادة من دروسها من أجل عدم الوقوع فيها في المستقبل. كما ندين من يلجأ إلى استخدام تلك اللغة، أو إلى استخدام التحريض الطائفي والعنصري لمواجهة التباينات والخلافات السياسية.
بالنظر إلى ما سبقت الإشارة إليه، بخصوص تظاهرة الأمس وتداعياتها، من المهم التأكيد على النقاط الآتية:
1- لا بد الاشارة إلى أن تأييد التنظيم، وعلى رأسه أمينه العام الدكتورأسامة سعد، للحقوق المشروعة للإخوة الفلسطينيين، ومشاركته في الدعوة إلى التظاهرة التي دعا إليها اللقاء السياسي الشعبي اللبناني الفلسطيني، إنما يقومان على الأسس الآتية :
أ- الالتزام بالقضية الفلسطينية، وبمواجهة صفقة القرن وما تسعى إليه من تصفية لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة، فضلاً عن السعي لتوطين اللاجئين الفلسطينيين أو تشريدهم. والالتزام المشار إليه هو أيضاً محط إجماع لبناني وفلسطيني، وتتبناه السلطات اللبنانية.
ومن البديهي أن محاربة مساعي التوطين أوالتشريد إنما تستدعي توفير ظروف حياة مقبولة أمام اللاجئين، بما يساعدهم على الصمود حتى يحين أوان العودة، كما تستدعي تأمين الحقوق الإنسانية والاجتماعية والمدنية المشروعة لهم، مع استثناء الجنسية اللبنانية.
بـ - الالتزام بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان التي يتبناها لبنان، وبالحقوق المشروعة لكل إنسان التي تتضمنها هذه الشرعة.
ولا بد من التنبيه إلى أن واقع الظلم والحرمان من الحقوق الأساسية الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينييون في لبنان يشكّل إساءة كبرى للبنان ولسُمعته الدولية.
ولا بد من القول أيضاً إن واقع الظلم والحرمان إنما يُشكّل تربة خصبة لنمو كل أشكال التطرف والتّمرد، وقد يؤدي إلى إنفجارات من شأنها تهديد الامن والاستقرار في لبنان.
من هنا يبدو واضحاً أن توفير الظروف الحياتية المقبولة للاجئين هو أيضاً لمصلحة لبنان؛ سواء في معركة محاربة التوطين، أم لجهة سمعة لبنان الأخلاقية والدولية، أم على صعيد حماية الأمن والاستقرار.
2- يرفض التنظيم رفضاً قاطعاً محاولات بعض أوساط السلطة الهادفة إلى تحميل المسؤولية للعمال الفلسطينيين، أو لسواهم من العمال، عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في لبنان، ولاسيما أزمة البطالة.
فكل الدلائل تشير إلى أن هذه الأزمة هي نتاج السياسات التي تعتمدها قوى السلطة منذ الطائف حتى اليوم. وهي ثمرة فساد هذه السلطة وعجزها وفشلها. والطبقة الحاكمة تسعى للتهرب من المسؤولية من خلال تأجيج الخطاب العنصري، ومحاولة إلقاء مسؤولية الأزمة على الآخرين.
3- من المعروف أن هناك تعاطفاً مع الحقوق المشروعة للإخوة الفلسطينيين لا يقتصر على مدينة صيدا، بل يمتد إلى مختلف المناطق اللبنانية وإلى كل الطوائف.
وفي صيدا هناك إجماع شعبي لبناني على تأييد تلك الحقوق ودعمها. وهو ما بدا واضحاً في المشاركة اللبنانية الوازنة في تظاهرة الأمس، بالإضافة إلى المشاركة الفلسطينية.
لذلك نستنكر تجاهل الحكومة لموقف ابناء صيدا والتعتيم عليه، مع التذكير بأن صيدا هي عاصمة الجنوب والمدينة الثالثة في لبنان، كما نستنكر تجاهل التأييد اللبناني الواسع لمطالب الإخوة الفلسطينيين.
@ المصدر/ المكتب الإعلامي للتنظيم الشعبي الناصري