صيدا سيتي

صيدا: عام إنقلابيّ... واستبدال الأصيل بالتقليدي

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - السبت 31 كانون أول 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

لم يكن العام 2022 عادياً في صيدا ومنطقتها، كان استثنائياً وشكّل ما يشبه الانقلاب في الأحداث السياسية والانتخابية، وتميّز بتطورات لافتة ما زالت المدينة تعيش تداعياتها، من ابرزها:

أولاً، الانتخابات النيابية وغياب تيار «المستقبل» عن المشهد الصيداوي للمرّة الاولى حيث لم تترشح السيدة بهية الحريري بخلاف ثلاثة عقود، وذلك التزاماً بقرار رئيس «التيار» سعد الحريري تعليق العمل السياسي في لبنان، ففاز النائب عبد الرحمن البزري بالمقعد النيابي حاصداً أعلى عدد من أصوات الناخبين، إلى جانب النائب أسامة سعد بعد تشكيلهما لائحة مستقلّة من دون التحالف مع «الثنائي الشيعي».

ثانياً، نتائج الإنتخابات وقد شكّلت مفاجأة من العيار الثقيل حيث مُنيّ «التيار الوطني الحر» بخسارة جسيمة بسبب خلافاته الداخلية من جهة وتراجع شعبيته وفقد مقعديه النيابيين في جزين (زياد أسود وسليم خوري)، إضافة الى ابراهيم عازار المدعوم من «الثنائي الشيعي»، وحلّ مكانهم النائبان غادة أيوب وسعيد الأسمر المدعومان من «القوات اللبنانية» والنائب شربل مسعد الذي تحالف مع سعد والبزري.

ثالثاً: التلاقي الصيداوي السياسي والبلدي والأهلي وقد شكّل علامة فارقة في مشهد المدينة، ترجم بتشكيل مبادرة «صيدا تواجه» من القوى السياسية الرئيسية في المدينة، الحريري (المستقبل)، سعد، (التنظيم الشعبي الناصري) البزري وبسام حمود (الجماعة الاسلامية) والبلدية (محمد السعودي) و»تجمع المؤسسات الأهلية» بهدف تخفيف معاناة المواطنين قدر المستطاع في ظل تفاقم الأزمات وتراجع الخدمات وتلاشي حضور المؤسسات الرسمية.
وشهدت المدينة خلال العام تحرّكات إحتجاجية خجولة لم ترق إلى مستوى انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، مع إرتفاع الدولار والأسعار بشكل جنوني والغلاء، وقد شكّلت فواتير الاشتراك بالمولّدات الخاصة هاجساً كبيراً في زيادة المعاناة مع تحرير أسعار المحروقات وارتفاع صفيحتي المازوت والبنزين، ناهيك عن فقدان الكثير من الأدوية وحليب الاطفال، غير أنّ المشكلة الأكثر تأثيراً تمثّلت بتراكم أطنان من النفايات في الأحياء والشوارع وفي الحاويات وقربها وعلى الأرصفة ومقابل المستشفيات والمدارس والمستوصفات الطبّية ودور العبادة وسواها من الأماكن الحيوية، بعدما توقّف معمل معالجة النفايات الحديث عند «سينيق»، جنوب المدينة، عن العمل أكثر من مرّة، وتوقفت شركة جمع ونقل النفايات بسبب عدم دفع مستحقّاتها المالية، ما دفع رئيس البلدية السعودي إلى إنشاء صندوق دعم لتأمين قرض لها لمواصلة عملها، على أمل أن تقبض جزءاً من مستحقّاتها المالية قريباً.
ولم يخل العام من أحداث مأسوية أبرزها جريمة قتل الفتى شحادة خضر رجب (17 عاماً) وكان يعمل صرّافاً جوّالاً ويقف عند نقطة دوار «الشهداء» يومياً وهو وحيد عائلته التي تقطن داخل أحياء صيدا القديمة بعد اختفائه لنحو أسبوعين، ووفاة محمد نجم بعد اختفائه لـ17 يوماً إثر خروجه الى شاطئ صيدا لممارسة هواية صيد السمك، حتى وجد جثة على شاطئ عمشيت، ناهيك عن وفاة الطفلتين ريان ورزان صالح جراء تسمّم غذائي وهما كريمتا الشيخ وليد عبد الرازق صالح إمام مسجد «المصطفى» قرب حسبة صيدا.

وسجل خلال العام، ارتفاع عمليات السرقة التي طالت كل شيء بمتناول اليد، وشملت مختلف أنحاء المدينة ومنطقتها، إضافة إلى عمليّة سطو مسلّح استهدفت صاحب شركة الخضري للصيرفة، ولكنّها فشلت بعدما تمكّن أحد العاملين من التّصدي للسارق وإطلاق النار عليه ما دفعه إلى الفرار، ناهيك عن عمليات نصب واحتيال وخسارة بالتجارة أبرزها من أحد الصرّافين ومن الطالب في البكالوريا الأولى والناشط المتمرّس في مجال التداول بـ»كريبتو»، وانتهت بتواريه عن الأنظار.

بالمقابل، اقتحم المودع وفيق محمد كالو مصرف «لبنان والمهجر» في صيدا، مطالباً بـ 5 آلاف دولار أميركي من وديعته المحتجزة لإنقاذ ابنه محمد (شهران)، الذي يعاني من ثقب في القلب ويحتاج إلى عملية قلب مفتوح. وفي بلدة الغازية اقتحم المودع محمد قرقماز ومعه نجله ابراهيم «بنك بيبلوس»، وهدّدا الموظّفين بسلاح بلاستيكي وسكب مادة البنزين، وبإحراق الفرع في حال لم يحصل على وديعته.

وسجّلت في المدينة ظواهر لم تكن مألوفة من قبل عنوانها «استبدال الأصيل بالتقليدي»، فانتشرت ظاهرة تركيب ألواح الطاقة الشمسية، والإقبال على شراء الذهب بديلاً عن المال والصرافة غير الشرعية في السوق السوداء، والـ»توك توك»، الى جانب الدرّاجات النارية والكهربائية والهوائية، والعودة إلى الفانوس واللوكس وبابور الكاز بدلاً من الغاز ومرقة «ماجي بدلاً من الدجاج وملح الليمون بدلاً من الحامض... في إشارة إلى مدى الفقر المدقع الذي وصلت اليه عائلات كثيرة مع ازدياد نسبة البطالة.

واختتم العام بريسيتال ميلادي أقامته مؤسسة الأرض البيضاء تحت عنوان «White Christmas» أحيته جوقة جامعة «سيدة اللويزة» برئاسة الأب خليل رحمة، في كاتدرائية مار الياس الحي في مطرانية صيدا للموارنة، بحضور رئيس المؤسسة النائب السابق أمل أبو زيد، وجمع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والقوى السياسية في المدينة يتقدّمها سعد والبزري والسيدة الحريري، في تلاق للمرة الاولى لمناسبة الأعياد المجيدة من دون أن يعني ذلك طي صفحة الخلافات السياسية، وانّما الرغبة في اعادة مدّ جسور التواصل لمصلحة أبناء منطقتي صيدا وجزين.

المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن

الرابط | https://tinyurl.com/fewz58ur


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 980979657
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة