صيدا سيتي

الشهاب و(الأمل) فلسفة!

X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

الأمل ضياء ساطع الخطوب، ومرشد حاذق في بهماء الكروب، وعلم هادٍ في مجاهيل المشكلات، وحاكم قاهر للعزائم إذا عرتها فترة مستفزة للهمم و إن عرض لها سكون؟

ما أجمل عناية الله بالإنسان بما تحتمل النفوس أملأ في قضاء بعض الوطر ومما يتصل به الحامل للأنفس على تجشم المصاعب لنيل ما تميل إليه من الأمر الرفيع!

الأمل هو الباحث الشريف الذي يسهل على الأرواح كل صعب، ويقرَب كل بعيد، ويصغّر كل عظيم، ويلين كل خشن، ويسلبها عن جميع الآلام، ويرضيها بالتعرض للهلكة، ومفارقة الحياة فضلاً عن بذل كل نفيس، والسماح بكل عزيز!

هذا الباعث الجليل وهذا الموجب الفعَّال هو الأمل، وليس الأمل هو الأمنية والتشهّي اللذين يلح بهما الذهن تارة بعد أخرى، ويعبّر عنهما بليت لي –كذا- من الملك و –كذا- من الفضل؟ مع الركون إلى الراحة، والإستلقاء على الفراش، واللهو بما يبعد عن المرغوب فيسوق إليه ما يهجس بخاطره بدون أن يصيب تعباً أو يلاقي مشقةً؟

إنما الأمل رجاء يتبعه عمل، ويصحبه حمل للنفس على المكارة، وعرك لها في المشاق، والمتاعب، وتوطينها لملافاة البلاء بالصبر والشدائد وبالجلد، وتهوين كل ملَّم يعرض لها في سبيل الغرض من الحياة حتى يرسخ في مداركها أن الحياة لغو إذا لم تفذ بنيل الإرب فيكون بذل الروح أول خطوة يخطوها القاصد فضلاً عن المال الذي لا يقصد منه إلاّ وقاية بناء الحياة من صدمات حوادث الكون؟

الأمل ثقة النفس بالوصول الى غاية سعيها من ودائع الفطرة، كما أن الميل للرفعة هو أمراً فطرياً إلا أن ثبوتهما في عموم البشر (على قدر المزاحمات) بما يأتون من أعمال؟ وهم يتزاحمون فيها كما يتزاحمون في الآمال؟ فنشأت تلك المقاومات بين النوع البشري حكمة من الله ليعلم الذين جاهدوا ويعلم الصابرين.

الأمل وحب الحياة أمران طبيعيان في الإنسان وهما يوقنان (ظاهراً وباطناً) أن لهذا الكون مدبراً عظيم القدرة، تخضع كل قوة لعظمته، وتدين كل سطوة لجبروته الأعلى، وأن ذلك القادر العظيم بيده مقاليد ملكه، يصرف عباده كيف يشاء.. وأن صاحب اليقين ينظر إلى قوة الله فيركن إليها في أعماله ولا يجد اليأس إلى نفسه طريقاً فكلما تعاظمت عليه الشدائد زادت همته انبعاثاً في مدافعتها معتمداً على أن قدرة الله أعظم منها وكلما أغلق في وجهه باب فتحت له من الركون إلى الله أبواب.. فتشد عزيمته في السعي لنيل الأمل والفوز والكمال بما أعده الله له من السعادة في الأولى والآخرة!

فيا أيها اللبنانيون صبراً جميلاً على كل الازمات التي أصابتكم في هذا العهد.. و الأمل كبير.. و اعلموا أن الله وحده باعث فينا الرحمات! و أن صلاح أمرنا في لبنان آت!

المصدر | بقلم الأستاذ المربي منح شهاب - صيدا

تم النشر بواسطة ‏صيدا سيتي Saida City‏ في الخميس، ٣ فبراير ٢٠٢٢

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981501610
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة