الأمن السيبراني في ضوء مقاصد الشريعة
الأمن السيبراني في ضوء مقاصد الشريعة
آمنة على البشير محمد البشير
حولية کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسکندرية
Article 8, Volume 37, Issue 1, Winter and Spring 2021, Page 449-505
المصدر | الدوريات المصرية
الأمن والاستقرار عنصران ضروريان في الحياة لابد من توفيرهما حتى تتمکن الدولة من الارتقاء بنفسها وبمن هم فيها ، فالأمن السيبراني جزء من أمن الدولة؛ لأن الأمن والخوف نقيضان لا يجتمعان. وقد ذکر الله تعالى أهمية الأمن للناس في کثير من المواضع منها قوله تعالي: [وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً] [سورة البقرة:125]، وبما أن الأمن السيبراني جزء من الأمن فتأتي أهميته نسبة لتطور التکنلوجيا في هذا العصر الذي صارت فيه من أکبر الأماکن لتجمع المعلومات المهمة لذلک يسعي کثير من المخترقين للحصول على هذه المعلومات وباتت حمايتها ضرورة لا يمکن الاستغناء عنها ، ومن هنا برزت فکرة الأمن السيبراني للحفاظ على هذه المعلومات. يهدف البحث إلى إلقاء ضوء على أهمية الأمن السيبراني والتعريف به، على ماذا يطلق هذا المصطلح، وبيان أنواعه، ومکوناته، وسلطات القائمين عليه وضمان استمرارية البيانات وتعزيز حمايتها وسريتها وخصوصيتها مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلکين وأجهزة الدولة ، وتقليص مخاطر وآثار التهديدات السيبرانية المحتملة في مجالات استخدام الشبکات. يلخص البحث بيان مکانة الأمن السبيراني في الإسلام وبيان مکانته في مقاصد الشريعة الإسلامية وآثاره في المقاصد الضرورية في حفظ (الدين، والنفس والعقل والمال والنسل)، ولا يکون حفظ هذه الضروريات وحمايتها بغير الأمن الذي تزدهر به الحياة وتتطور، ولو زال الأمنُ في أي مجتمع تضطرب الحياة وتسود الفوضى والفساد ولأصبح حفظ هذه الضروريات مستحيلاً. اتضح أنّ من مقاصد الشريعة من العقوبات حفظ الضرورات الخمس من جانب الوجود والعدم، وکلها شرعت لحماية الناس والمجتمع من أي فساد في الأرض بأي وسيلة، ولا شک أن العقوبات التعزيرية شرعت أيضاً لحماية تلک المصالح من الاعتداء عليها حتى يعيش الناس في أوطانهم ومجتمعاتهم آمنين ، ووضع الضوابط الأساسية للأمن السيبراني.