صيدا سيتي

محمد اليمن يطلق حملته الانتخابية: عين على السياحة وإشراك الناس غسان عبد المعين الشريف في ذمة الله عناية سعد سليم (زوجة المهندس عبد الكريم الحريري) في ذمة الله صيدا تستعد للعرس الانتخابي... زفة صور وموكب شعارات! سقوط التحالفات يشعل المعركة في صيدا مفتشو الصحة جنوباً جالوا في إفران وملاحم في صيدا واقفال مطعم لمخالفته المعايير "مستشفى الراعي" احتفل بعيد العمال واليوم العالمي للتمريض ويوم القابلة القانونية 90 امرأة تخوض غمار الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء صيدا - الزاهرني فيديو خطبة الجمعة للشيخ ماهر حمود 16-5-2025 - وأنتم الأعلون! الحاج حسين عبد الله سليم (أبو حسن) في ذمة الله من فصلٍ إلى فصلٍ… حكاية بلدية بنكهة كشفية نساء صيدا بين صناديق الاقتراع... وصناديق المفاجآت! صيدا تنتخب... والمخترة تنتفض! المرأة الصيداوية تدخل المعركة البلدية وتكسر احتكار الرجال بسبب ترشّحه للانتخابات... فصل مسؤول جمعية كشفية لبنان والسلاح الفلسطيني بعد حرب الإسناد انتخابات صيدا… «لعبة كراسي» بلا لوائح مكتملة: الزعماء يربحون والناس تائهون! سبع لوائح متنافسة في صيدا... و"الجماعة" قررت دعم لائحة مستقلة الحاجة مريم محمد توفيق زيدان (أرملة الحاج قاسم عبدو) في ذمة الله محمد حسن الحاج علي (أبو حسن) في ذمة الله

صيدا تستعد للعرس الانتخابي... زفة صور وموكب شعارات!

صيداويات - السبت 17 أيار 2025
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

على بُعد سبعة أيّام فقط من حفل الزفاف الانتخابي الكبير، ارتدت صيدا ثوبها الجديد من صور المرشّحين، وزُيّنت شوارعها، وساحاتها، وأحياؤها الشعبية بكرنفال لافتات لا يشبهه إلّا موسم الربيع في ازدهاره... إنما بألوان أقلّ انسجامًا، وشعارات أكثر غموضًا!

وجوه المرشحين تبتسم في كلّ زاوية، حتى ظنّ بعض المارة أن المدينة تحوّلت إلى معرض دائم للبورتريهات "الواعدة". وكلّ صورة ترافقها عبارة مدروسة بعناية، توهم الناخب أنّ صاحبها يحمل مفاتيح التغيير... والمفاتيح كثيرة، والمغاليق أكثر.

المنافسة تدور لا على البرامج، بل على من يستطيع أن يعلّق صورته في أعلى نقطة، أو يبتكر شعارًا يُقرأ بالعكس فلا يتغيّر معناه. أما الشعارات، فتنوّعت، وكأنّ المدينة تخوض معركة استرداد سيّارة ضائعة، لا انتخابات بلدية.

وهكذا تمضي الأيام، وصيدا تستعدّ لـ"الاستحقاق"، فيما الجدران تنوء بحمل الوعود، والعيون تراقب المارّة، والمرشّحون يستعدّون لمعركة "الصورة أطول عمرًا من البرنامج"... ولا عزاء لمن يبحث عن خطة عمل.

صورٌ على أعمدة المجد البلدي

في موسم الانتخابات الصيداوي، لا حاجةَ لقراءة البرامج ولا الاستماع للخطابات، فالعقول تُخاطَب بالصور، والقلوب تُستَمال باللافتات! ها هي الوجوه المتحمّسة تُطِلّ من كل زاوية، تتربّع على اللوحات، وتغزو الشرفات، وتتدلّى من النوافذ كأنها فوانيس رمضان، وإن اختلفت النوايا والمواقيت!

لم تترك الحملات الانتخابية شبرًا إلا وامتدّت إليه، حتى أعمدة الإنارة المسكينة وجدت نفسها مجنّدة في هذا السباق المحموم، تحمل على أكتافها صور الوعود العريضة، والابتسامات المدروسة، وكأنّها تقول: "اصطفوا على ظهري، فالنصر لمن يعلو أكثر!"

وما بين صورٍ مرفوعة على الشرفات كأنها تمائم انتخابية، وابتسامات تتدلّى من النوافذ كأنها عرائس تُزفّ إلى صناديق الاقتراع، تغدو المدينة لوحةً سريالية تتداخل فيها الخدمة العامة بالعرض المسرحي، والجدّ السياسيّ بمسحةٍ من الكوميديا البصرية.

هكذا تستعدّ صيدا لمعركتها... ليس فقط عبر البرامج، بل بصراع الطوابق والواجهات، حيث كل وجهٍ يَعد بالخدمة، وكل لافتةٍ تُقسم على التنمية، فيما يبقى السؤال الأهم: من يخدم من؟ الوجه أم المواطن؟ أم أن الخدمة تبدأ من "الصورة"، وتنتهي عند "المواطن الصالح"؟

صيدا الكبرى ومعركة الأرقام 

وهكذا تبلغ حماوة المعركة الانتخابية ذروتها في مشهد يُشبه يوم الحشر الانتخابي: مئةٌ وأحد عشر فارسًا يشهرون ترشيحاتهم لاقتناص واحدٍ وعشرين مقعدًا بلديًّا، يتوزعون على سبع لوائح، فيا سبحان موزّع الحصص ومدبّر التحالفات! وبين كل لائحة وأخرى، يطلّ المستقلون كفرسان طروادة، يلوّحون بشعار: "لسنا منكم ولسنا عليكم... لكن صوتونا!"

ولأن صيدا تُحب الكرَم حتى في المنافسة، فقد قررت أن تخوض المعركة الموازية على جبهة المخاتير، بستّين مرشحًا يتسابقون على ثلاثةٍ وعشرين مقعدًا، موزعين على ثلاثة عشر حيًّا، وكأن كل حيٍّ عازمٌ على أن يكون له ناطقٌ رسميّ، مؤرشفٌ للولادات، شاهِدٌ على التوكيلات، ومُفتيًا في شؤون "مين ساكن وين؟".

هكذا تُدار الانتخابات في صيدا: بين طموحٍ يتكاثر كالفطر بعد المطر، ومقاعدَ لا تُنجب إلا بقدَر... فتأمّل!

الناخب بين فيسبوك وإنستغرام

وبينما كان الصحفيّ يترقّب مقالته على صفحة الجريدة كمن ينتظر مولوده الأول، باغتته الحقيقة: الناخب اليوم لا يقرأ... بل "يُتابِع"!
فالمرشحون - جزاهم الله تحديثًا - غادروا صفحات الجرائد، واعتكفوا في معابد "فيسبوك" و"إنستغرام"، يرفعون شعاراتهم كما تُرفع الرايات في مواسم الأعراس، ويأملون - بكل ما في الأمل من رجاء - أن يُمنحوا الثقة بقلوب مُعجبة وعيون مُندهشة.

وأما الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية، فقد أخذت تلوّح مودِّعةً من بعيد، كأنها تقول: "لقد أدّيت ما عليّ، فخذوا عني الراية يا مؤثّري المحتوى!"

وهكذا، صار الناخب يتلقّى الوعود مصوّرة، ويقرأ البرامج عبر القصص السريعة، في زمنٍ لا يقرأ فيه الناس إلا ما يُكتب فوق الصور، وتُقاس فيه الجدارة بعدد القلوب الحمراء والتعليقات المُفعمة بالحماسة!

معركة اللافتات

ويُروى عن أحد الخطاطين – وهو شاهدٌ على مواسم الكلام المعلّق – أنّ الطلب على طباعة الصور واللافتات في صيدا قد شقّ عباب الركود، وانطلق يعدو كأنه مرشحٌ بدوره! فالرجل، الذي شابت يده من كثرة ما خطّ "الأستاذ المحترم"، و"الشيخ الوقور"، و"المهندس الجهبذ"، يقول إن الحركة في هذه الدورة الانتخابية تُشبه مهرجانًا للألوان، وتفوق صخبَ ما رأته مدينته في الأعوام الخوالي، حتى باتت آلات الطباعة تشكو من الإرهاق، وتطلب عطلة انتخابية.

أما السبب، فليس هبوط سعر الحبر، ولا اختراع لافتة تتكلم، بل ارتفاع عدد المرشحين الذين قرروا - دفعة واحدة - أن يعرفوا عن أنفسهم كما لم يفعلوا قط: من كان بالأمس مجهولًا في زوايا الحيّ، صار اليوم "رجل المرحلة"، ومن لم يكن يُسلّم عليه البائع، أصبح وجهه يبتسم على زجاج المتاجر بلا إذن.

وهكذا، تحوّلت الانتخابات من موسم صناديق إلى موسم لافتات، ومن سباق برامج إلى سباق خطوطٍ وألوان، حتى خُيّل لبعضهم أن الخطّاطين هم الفائزون الحقيقيون، وأن الحبر  يُستخدم للترشّح أيضًا!

موت الصورة في الإقليم وقرى شرق صيدا

وأمّا في ربوع إقليم الخروب، وما جاورها من قرى شرق صيدا، فقد سجّلت آلات الطباعة تنهدًا طويلاً، إذ تناقص الإقبال على طباعة الصور كما تتناقص أوراق الخريف في حضرة الشتاء. والسبب أن مواقع التواصل الاجتماعي قد دخلت كل بيت دخول الفاتحين، وتمدّدت في الأيدي والجيوب والقلوب، بلا استئذان ولا اعتذار.

فمن كان بالأمس يُنفق مالاً ويُجهّز نفسه لرحلةٍ إلى المصوّر كي يلتقط "ذكرى"، بات اليوم يرفع هاتفه بزاوية محسوبة، يُطلق ابتسامة مصطنعة، ويغمر الصورة بفِلترٍ يُحوّله إلى مخلوقٍ لا يعرفه أحد، ثم يُعلنها للعالم: "ذكريات اليوم الجميل مع النفس الرائعة".

لوائح صيدا

في موسم الانتخاب حيث تُزهر الصور كما الزهور البلاستيكية، وتنتفخ الشعارات كما العبارات الإنشائية في دفاتر الإنشاء، تطلّ علينا لائحة "سوا لصيدا" برئاسة المصطفى حجازي، لتُعلن عن نفسها في مؤتمر صحافي يُشبه حفل تعارف أكثر من كونه برنامجًا إصلاحيًّا. تُعرَض فيه الأسماء كأنّها تشكيلة موسم جديد من مسلسل درامي، مع وعود انتخابية تشبه كثيرًا وصفات الجدّات: مجرّبة منذ عقود، دون تغييرٍ في النتيجة.

وفي الجانب الآخر من المسرح، تتابع لائحة "صيدا بدها ونحن قدّها" برئاسة عمر مرجان تمارين الإحماء، وهي تُقفل على تشكيلتها النهائية كما يُقفل الطهاة غطاء طنجرة الضغط؛ استعدادًا لإطلاقها بعد يومين، على أمل أن لا يتسرّب البخار قبل الافتتاح.

ولا تزال "نبض البلد" بقيادة مصطفى دندشلي تدقّ طبولها بهدوء، بينما "لخير الناس" تتسلل بخجل في الزوايا، علّها تصطاد بعض النوايا. أما لائحة "صيدا تستحق" بقيادة مازن البزري، فتقف شامخة كعنوانٍ لعريضة مطلبية من دون مطالب واضحة، في حين يتأمل نادر عزام، زعيم "إنماء صيدا"، فكرة الانسحاب بجديّة تفوق تلك التي دخل بها السباق.

ولأن المشهد الانتخابي لا يكتمل من دون المفاجآت، تظهر لائحة أحمد جرادي فجأة كأنّها إعلان تجاري وسط نشرة الأخبار، لتزيد من بهجة التنوّع وتُذكّرنا أن الديمقراطية في صيدا تشبه أحيانًا طبق المقلوبة: كلّما زاد عدد المكونات... صعب التكهّن بالنكهة!

مهرجان "البلديّة الكبرى"

وتُسرّب الألسن الصيداوية - بوقار لا يخلو من نشوة شماتة - أنّ التحالف الانتخابي الذي جمع بعض الأطياف السياسية قد انحلّ كما ينحلُّ السكر في فنجان شايٍ انتخابيّ مرّ المذاق. فالكل كان على "قلب لائحة واحدة" حتى اكتشفوا أنّ القلب أكثر من حجر، وأنّ كل فريق يرى في المرآة رئيساً للمجلس ونائبًا وعضوًا فخريًّا فوق العادة!

وهكذا تفرّقت الجموع، وانقسمت القوى، وصارت كل لائحة تُعدّ العدّة وكأنّها خارجة إلى بدر الكبرى، لا إلى صندوق اقتراع. ويستعدّ الفرقاء لمعركة انتخابية من العيار الثقيل، يُشحذ فيها سيف "الديمقراطية"، ويُمتشق رمح "التنافس الشريف"، وتُطلق فيها أسهم الوعود المضلّلة، وأبخرة الشعارات المعسولة.

أما المشهد الأكثر طرافة، فهو "الناخب السيّد"، الذي بات يُراوده حلم تشكيل لائحة خاصة به وحده، تضمّ قريبه وجاره ونسيبه، ومدرّس ابنه، وصاحب الدكّان الذي يبيع بالأقساط! كلٌّ يرى في نفسه زعيماً مصغّراً، و"زعيم الظل" الذي ينقذ البلدية من الغرق... عبر تشطيب الجميع!

إعداد: إبراهيم الخطيب


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 997215203
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة