من صيدا إلى سيادة المطران إيلي بشاره حداد! (رئيس أساقفة صيدا للروم الملكيين الكاثوليك)
كتب منح شهاب:
وقفت أمام صرح مطرانية صيدا أتأمل وأنظر فإذا بالبساطة شعاره وأبوابه مشرعة لكل من يريد الدخول.
وولجت فشاهدت صرح المطرانية قد تحول الى (بيت للصيداويين) وان لمحمود حقاً فيه لا يقَّل عن حق مارون، وان قلب المطران حداد الكبير يتسع لأحمد كما يتسع لحنّا!
وان بركته تعم الجميع لا فرق بين هذا أو ذاك وهو يتمنى للصيداويين بركات السماء وخيرات الأرض وروحاً طيبة تسري في طيات صدورهم، تحملهم على الشعور الصادق بأنهم إخوان في السراء والضراء، يتقاسمون حلو الحياة ومرّها، يجابهون صعوبات الأزمة المعيشية وهذه الظروف بإيمان حيَّ بالله عز وجَّل! وبالمثل العليا!
والمبادئ الروحية التي هي خير تراث تركه لنا الأجداد، أمانة عُلقت في عنق كل واحد منَّا، ويتوجب علينا جميعاً الإحتفاظ بها، وتوريثها لمن يأتي بعدنا، رسالة المطران حداد نقية في الفصح المجيد.. إذ كل ما يريده في رسالته من خير لنا وإزدهار لهذا البلد العزيز!
لقد كان حديثه كله بياناً من التبيين! ودرراً فريدة من التسامح الرفيع! جاعلاً روح المحبة تنتشر بين الأفراد والجماعات وشجب البغضاء والكراهية والحقد والحسد، داعياً في عظات (الفصح) بتجنيد جميع الصيداويين لخدمة صيدا ورقي مجتمعهم الصيداوي، والدفع بصيدا إلى الغاية الكبرى، وإيصالها لذروة المثل الحميدة والوقوف بها فوق قمة الخير والحق والجمال!
وعلى الرغم من ان سيادته يتحاشى الخوض في أحاديث السياسة إلاّ أنه يعتبر إماماً في الوطنية الصحيحة البنّاءة البعيدة عن الدعاية والإعلان.. البريئة من البدع والضلال، ذلك أن وطنيته صادقة وصالحة مستوحاة من قلب زاخر بالتقوى وضمير تنعكس عليه صدر الإنسانية والخير، ونفس صافية باره!
لقد جعل مطرانية صيدا بيتاً للجميع، وندوة للمفكرين، ومنبراً حراً للرأي السديد! كما أصبحت المطرانية نموذجة بنظامها ودقتها وأهدافها ومثلها العليا! وفي أسرع من لمح البصر أعاد الإخوة الصيداوية إلى سيرتها الأولى، فجمع بين القلوب وتبادل الصيداويون (حب بحب)! هذا؛ وإنكم لترون رواده وضيوفه وهم خارجين من مكتبه مأخوذين بإيمانه ونبله ووطنيته وصراحته وثقافته وعلمه وإجتهاده وتفوقه!
والآمال تجتليه من قريب - مطلة - أو بعيد من أن الكفايات - لديه - وهي أحرى - لا شك - بالتأييد!! ليصبح مستشاراً في المجلس الحبري البابوي في الفاتيكان لتفسير النصوص القانونية في الكنائس الشرقية ومدبراً رسولياً على أبرشية الكرسي الأسقفي في مطرانية صور للروم الملكيين الكاثوليك فاستوى فيه كل معنى فريد!
نعم! المطران إيلي بشارة حداد يستحق ذلك وأكثر من ذلك فهو شخصية كبيرة! نادرة في لبنان! تميزت بإخلاصها للمجتمع اللبناني! وبوطنيتها وتفانيها في سبيل الخير والمحبة والإنسانية والسلام.
أدام الرب لنا سيادة المطران إيلي بشارة حداد ذخراً وملاذاً وموئلاً للعيش اللبناني المشترك، و(فصح مجيد)!
منح شهاب - صيدا
Posted by صيدا سيتي Saida City on Friday, April 28, 2023