صيدا سيتي

النفايات تحاصر صيدا: حلول موقتة... بإنتظار دفع المستحقات المالية

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الإثنين 16 كانون ثاني 2023
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

تترنح مدينة صيدا تحت وطأة أطنان من النفايات التي تراكمت في الشوارع والأحياء وعلى الأرصفة بشكل مقزز وباتت تشكّل خطراً على الصحّة والبيئة معا، مع فصل الشتاء ومواسم "الانفلونزا والكوليرا والكورونا"، أزمة ولّدت أزمات متشعّبة امتدت إلى القوى الصيداويّة ودفعت رئيس البلدية المهندس محمد السعودي الى "الاستقالة" دون العودة عنها حتى اليوم مع تحميل البلدية المسؤولية.
وأزمة النفايات في المدينة التي بدأت منذ أشهر، تعدّدت أسبابها ولكنها جاءت كنتيجة للانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان منذ ثلاث سنوات ونيف، حيث عجزت الوزارات ومؤسسات الدولة المعنية عن القيام بواجبها، وفي دفع المستحقات المالية للبلديات واتحادها والشركات المتعهدة معها، في وقت كانت فيه المدينة تتفاخر بأنها أنشأت أول معمل حديث لمعالجة النفايات الصلبة وتخلصت من المكب، الذي تحول الى جبل عال قائم على شاطئها وحولت البلدية في عهد السعودي الى حديقة عامة، لتنعم بمدينة نظيفة وصفر نفايات على مدى عقد كامل قبل ان تتجدد اليوم بلا أفق للحلول السريعة.
وتؤكد مصادر صيداوية لـ"النشرة"، ان ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى الأزمة:
1-توقف معمل معالجة النفايات الحديث عند منطقة "سينيق" جنوب المدينة عن العمل بين الحين والآخر، إضافة إلى إضراب العمال الذين طالبوا برفع رواتبهم لتتماشى مع الغلاء وارتفاع كلفة الحياة وانعدم القيمة الشرائية، تزامنا مع عدم دفعات مستحقاتهم المالية، حيث توضح مصادر البلدية انه يعمل اليوم بطاقته الادنى، ما يعني أنه شبه متوقف فعليا، ويحتاج الى إعادة تأهيل وصيانة كاملين، علما ان قدرته الاستيعابية عند بدء تشغيله كانت تلامس 450 طنا من النفايات، ويستوعب كل نفايات المدينة وقرى اتحاد بلديات صيدا–الزهراني، وقد استوعب في الفترة السابقة جزءا من نفايات بيروت (200 طن يوميا) مساهمة في معالجة مشكلة نفاياتها.
2-وقف عملية رفع ونقل النفايات لأنّ الشركة المتعهّدة NTCCلم تقبض مستحقاّتها المالية، إضافة الى عملية كنس الشوارع بعد انتهاء عقد الشركة الموكلة هذه المهمة وهي نفسها، ما جعل النفايات تتراكم في الشوارع والاحياء وتتدلى من الحاويات وعلى الارصفة وقرب المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمراكز الطبية، وتحاصر عربات الخضار والمنازل في الأحياء الشعبية المكتظة.
3-ان بلدية صيدا واتحاد بلدياتها لم يستوفيا أيّ أموال من الدولة عبر الصندوق البلدي المستقلّ رغم كل الوعود، في وقت جرى فيه التمديد لولاية البلديات لعام جديد حتى أيار 2023، دون رفدها بالأموال الضرورية للقيام بواجباتها في ظلّ الازمة المعيشية وتراجع تفكك الدولة وتراجع خدماتها، وهذا يعني ان العجز عن دفع الاموال المطلوبة سبب كل هذا.
وفي معالجة الأسباب، تحركت القوى السياسية الصيداوية ومبادرة "صيدا تواجه" التي تضم النائبان عبد الرحمن البزري وأسامة سعد، النائبة السابقة بهية الحريري، ومسؤول "الجماعة الإسلامية" بسام حمود ورئيس البلدية محمد السعودي ونائبه ابراهيم البساط، نحو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي قطع وعدا بـ"دفع المستحقات المالية في أقرب وقت ممكن"، بعدما جرى تمديد عقد الشركة المتعهدة لجمع ونقل النفايات NTCC حتى نهاية أيار 2023 وفق ما كان سابقا، فوافقت على مواصلة القيام بالمهمّة الى ذلك الحين وبقدر الامكان، بعدما جرى في وقت سابق تأمين قرض مالي لها بقيمة 5 مليارات ليرة لبنانية بدل مازوت لتسيير الاليات والمعدات الى حين دفع المستحقات المالية.
وفي موضوع كنس الشوارع، أكد رئيس البلدية السعودي أنّ "فرق بلدية صيدا ستتولّى المهمة بعد إنتهاء عقد شركة NTCC، وستبدأ العمل قريباً بعد تأمين كافة المستلزمات الضرورية لها، موضحاً أنّ المشكلة كلما طالت تتشعّب وتتكاثر والسبب واحد عدم وجود الأموال اللازمة في ظل عدم قيام الدولة ووزاراتها المعنية بدفع مستحقّات البلديات والاتحادات مع تفاقم الازمة المالية والمعيشية والاقتصادية.
وفي موضوع المعمل، يبدو انه وصل الى نقطة الصفر واللاعودة، والأمور متروكة على حالها بين التوقف والعمل بالحد الادنى، في وقت تراكمت النفايات بالقرب منه عبر سلسلة تلال، ولم تجدِ دعوة النائب سعد لمصادرته ووضع اليد عليه وتشغيله، لانه يحتاج الى اجماع صيداوي والى محاكم وأمر قضائي وفرق عمل متخصّصة وأموال معا، فيما يتردّد في أروقة المدينة ان شركة قدمت عرضا جديدا لبناء معمل وتشغيله سريعا ولم يدرس الطلب بعد.
توازيا، استنهضت هذه الأزمة قوى سياسية وفاعليات ومؤسسات المجتمع المدني للانخراط في عملية رفع النفايات وكنس الشوراع، وقد شكل "حزب الله" باكورتها في مناطق الفيلات وساحة النداف والمية ومية وطلعة مسجد الإمام علي وصيدلية المصطفى وطريق مدرسة الأميركان ومنطقة الإسماعيلية، وهي الأكثر شعبية واكتظاظا، ثم دعوة رجل الاعمال مرعي ابو مرعي لإنشاء صندوق دعم والتبرع لرفع النفايات ولجنة انماء الشرحبيل في منطقة بقسطا، وتجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا بدعم من جمعية التنمية للانسان والبيئة.
ووفق معلومات "النشرة"، فإن اجتماعا سيعقد لمبادرة "صيدا تواجه" في الايام المقبلة (بعدما تأجل الاسبوع المنصرم لاسباب مختلفة، منها اصابة بعض اعضائها بالكورونا وارتباط البعض الآخر بمواعيد مسبقة) من أجل طرح فكرة جمع مئة الف ليرة لبنانية من المنازل والمحال عبر جباة أصحاب وموزعي اشتراكات المولدات الخاصة في المدينة، في آلية تضمن تنظيم عملية الدفع الذي يعتبر بمثابة تبرع، ويعزّز الشراكة بين القوى السياسية والبلدية والمجتمع المدني والمواطنين معا، على اعتبار ان المشكلة مستعصية ولا تلوح حلول في الافق القريب من جهة، وبالتالي فإنّ المطلوب تضافر الجهود معًا لتمرير المرحلة ريثما تدفع الدولة مستحقاتها المالية.
المصدر | النشرة
الرابط | https://tinyurl.com/yzash5mh


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 980921873
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة