الشهاب: نفسي على نفسي (فلسفة)؟

هل صحيح أني أستطيع الوصول إلى ما أريد متى شئت وحاولت؟ هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً أو حتى إحتمالاً، أو أملاً قوياً؟
إذن ما أبعد الأشياء وما أقربها! ما أقصر وما أطول المسافات بين أبعدها وأقربها. ما أكذب المسافات بين الأشياء، ما أكذب الأشياء في القرب والبُعد؟ وهل يوجد قرب وبعد أو قريب وبعيد؟
أريد أن يكون ما أراه وما أقرأه الآن صحيحاً، أريد أن تجعلوه صحيحاً، وأن تعلموا أنه صحيح، وأن تجعلوني أعرف وأقتنع أنه بين الأشياء، وبين أبعد الأشياء وأقربها هي دائماً أكذب المسافات، هي دائماً أكذب الأشياء؟
أريد أن تجعلوني أعرف أن لفظتي القرب والبعد لفظتان لهما تفسير بين الأحداث، وبين الأشياء؟ أريد أن تجعلوني أعرف كلمة قرب وبعد هي لغة واقع وشيء من الأشياء؟ أريد كل ذلك، أريده، ثم أريد مع ذلك وبعد ذلك أن أقول: أن أسباباً لم تكن منتظرة أو متوقعة أو محسوبة إلى أسباب أخرى منتظرة ومتوقعة ومحسوبة لا أستطع فيها الصعود، بل ولا محالة، هذا الصعود؟
فيا أيها الخفقان كن ما تشاء، ما تستطيع، كن عنيفاً، قاسياً، عاصفاً، أو كنْ رفيقاً، ورحيماً، ومهذباً، ووقوراً، ومجاملاً، وذكياً! كن ما أردت، وما استطعت، وكيف كنت؟
ويا أيها القدر! يا أقسى من يضرع إليه، أريد منك محاولة الصعود إلى أفلاكي.. إلى أشواقي.. إلى ذاتي! أريد منك أن تجعل حقي في الوصول وفي الصعود إلى من أريد الوصول والصعود إليه حقاً مطلقاً؟.
أريد منك أن تجعل حقي في الحياة حقاً مطلقاً وأن أعلن عن نفسي بأنها نفسي.. أريد منك أيها القدر أن تؤكد لي (اليوم) أن حقي في العيش! في لبنان؟ أصبح آمنّاً في وطني حقاً! أريد هذا! أريد منك هذا المقدَّر! والدليل ما يسلك إلى المطلوب، والبرهان ما يحدث في نفسي اليقين.
@ المصدر/ بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا