صيدا سيتي

الصورة التي رافقتني منذ العام 2012 سما… الطفلة التي علّمتنا كيف نرى الحاجة زائدة علي العيلاني (أم أحمد - أرملة الحاج فهد الصيداوي) في ذمة الله نظمية أحمد شريدة (أم محمد - زوجة محفوظ أبو قيس) في ذمة الله الحاج محمد إبراهيم السروجي (أبو إبراهيم) في ذمة الله مبادىء التلقين (10) - ما المقصود بـ الاستدلال (Reasoning) في سياق الذكاء الاصطناعي؟ التوجيه الأكاديمي في لبنان ودور المدارس في خيارات الطلاب المستقبلية مبادىء التلقين (9) - ما هو "الرمز/الـ Token" في ChatGPT؟ مبادىء التلقين (8) - ماذا تعني "عملية تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي"؟ الحاجة زينب أحمد الترك (أرملة صلاح الدين جرادي) في ذمة الله خليل المتبولي: صيدا تستحق النظام… والفوضى ليست خيارًا ماذا يفعل الفتى الصغير كريم الرواس في محلة القياعة؟ تهجم وتطاول على شرطة ورئاسة البلدية في صيدا مبادىء التلقين (7) - ما المقصود بالنموذج (model) في الذكاء الاصطناعي؟ خليل المتبولي: عودة وسام سعد… حين يستعيد أبو طلال عرشه في النقد الكاريكاتوري الساخر مبادىء التلقين (6) - ما المجالات التي يُبدع فيها ChatGPT؟ مؤسسة رجب وسهام الجبيلي تطلق منحة دراسية سنوية في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) موقع صيدا سيتي يفتح المجال أمام الأقلام لكتابة حكايات المدينة لإعلانك في قسم | خاص صيدا سيتي | (أنظر التفاصيل)

رحيل المُربية الفاضلة سهيلة قواس… الأم التي أطلقت موسيقى هبة إلى العالم

صيداويات - الخميس 19 حزيران 2025 - [ عدد المشاهدة: 4731 ]
رحيل المُربية الفاضلة سهيلة قواس… الأم التي أطلقت موسيقى هبة إلى العالم

بقلم هيثم زعيتر:

من صيدا، المدينة التي تنبض بالتاريخ وتفيض بالوفاء، غادرتنا المُربية الفاضلة سهيلة محمد شاكر قواس، أرملة المرحوم رفيق صدقي القواس، بعد حياةٍ نسجتها بالقيم والصبر والعطاء، كانت فيها السند الثابت لأسرتها الصغيرة، والأم المُلهمة لابنتها الدكتورة والمُوسيقية العالمية هبة القواس، رئيسة المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار"، لتكون أول سيدة تتولى رئاسة هذا المعهد، حيث نجحت بنقله إلى العالمية.

رحلت ابنة العائلة الصيداوية العريقة، عن عالمنا، بهدوءٍ يشبه ذاك الذي تنساب به الموسيقى في لحظات الصفاء، لكنها تركت وراءها أثراً لا يُمحى، وسيرة مُربية فاضلة كانت الركيزة الصلبة في صرح عائلة صيداوية عريقة، وأماً وهبت ابنتها للمسرح والعالم.

لم تكن المُربية سهيلة قواس مجرد والدة فقط، بل كانت حجر الأساس في بناء الحلم، من بيت صيداوي أصيل، زرعت في ابنتها حبّ الفن والتميّز، واحتضنت موهبتها مُنذ البدايات، حتى بات اسم هبة القواس يُتداول على مُستوى الأوركسترا العالمية، مُمثّلة لبنان والعرب، بموسيقاها التي تمزج الروح بالهوية.

بعد وفاة الزوج رفيق صدقي القواس، بقيت المُربية الفاضلة سهيلة، الصخرة التي لم تتصدّع، وواصلت تأدية رسالتها كأمّ ومُربّية ومُرشدة، بصمتٍ نبيل، وتفانٍ لا يُعلَن.

عاشت لهبة، ولحلمها، ولما كانت تُؤمن أنّه دورها الحقيقي في الحياة: أن تُطلق ابنتها إلى أبعد من حدود الواقع… إلى فضاء الإبداع.

لم تكن العلاقة بين المُربية سهيلة وابنتها هبة، علاقة أمّ بابنتها فحسب، بل كانت صداقة نادرة، ورفقة حياة، وتوأماً روحياً، كما كانت تقول هبة - كلما نتحدث إليها: "هي كلّ الدنيا بالنسبة لي، لم تكن فقط أمّي، بل أختي وصديقتي ومظلتّي الكبرى… كل شيء".

كان التعلّق بينهما عميقاً إلى درجة يظنّ فيها من يراهما معاً أنهما شقيقتان، تضحكان وتبكيان وتحلمان بالنبض ذاته.

عادت المُربية سهيلة القواس، إلى "عاصمة الجنوب"، صيدا، التي وعت فيها خطواتها الأولى، وتعلمت وعلمت فيها، لتغرس في ثراها في رحلتها الأخيرة.

شيعت بصمت لكن أثرها باقٍ، لا في بيت العائلة فقط، بل في كل مسرح اعتلته هبة القواس، وفي كل مقطوعة موسيقية كتبتها، وفي كل نغمة خُلقت من رحم الذاكرة والحنين، وفي كل تلميذ تعلم من المُربية الراحلة، وتخرج، وكثر منهم تبوأوا مراكز مرموقة، وحققوا إبداعاً وتفوقاً.

خالص التعازي إلى الدكتورة هبة القواس، التي فقدت الأم، والصديقة، والمرآة الأولى، التي نعرف أن الوفاء لها، سيكون بمُواصلة المسيرة، بإيمان أعمق، وحضور مُضاعف للمُربية والأم، التي رحلت جسداً، لتبقى خالدة.

لروح الراحلة الرحمة، وللعزيزة هبة، والعائلة، كل العزاء والمحبّة والثبات.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير وبرمجة: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1009965597
الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه.
موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة