الشيخ ماهر حمود عن تحرير صيدا: الفئات المشككة لا تؤثر على مسيرة المقاومة
قال الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة:
"تمر الذكرى 39 لتحرير صيدا واكثر الجنوب في ظروف متكررة، والدروس تتكرر وعلى رأسها قول الله تعالى (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ) (الحشر - 2).
كان الكثيرون يؤكدون ان احتلال الجنوب مستمر وان الصهيوني سيضم الجنوب الى ارضه كما ضم الجولان، وكانوا ينظّرون للهزيمة بكل ابعادها ويثبطون الهمم ويشككون بقدرات المقاومة، ولكنهم مستعدون لان يتحولوا الى ابطال يدّعون المشاركة في المقاومة والجهاد عندما يأتي النصر، وهذا المعنى مكرر في القرآن الكريم:
(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) (النساء – 141).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)) (النساء).
اننا اليوم ننتظر هزيمة العدو الصهيوني في لبنان كما في غزة، وسنرى هؤلاء المشككين والمعوقين يتسابقون بالزعم أنهم آباء هذا الانتصار وانهم صانعوه...
لقد تكرر هذا كثيراً في تاريخنا، كما اكد القرآن الكريم كثيراً على وجود الفئات المشككة، الذين لا يؤثرون على مسيرة المقاومة، ولا يؤخرونها، ولكنهم يسببون فقط ازعاجاً وبعض الارباك، كهؤلاء الذين يبحثون عن ثغرة او خطأ او تقصير، يلصقونها بالمقاومة ويصدّقون اعلام العدو، سمعنا على سبيل المثال، من يصدق ان العدو الصهيوني استهدف (مطاراً) للمقاومة في (بركة جبور)، ويبنون على هذه المعلومة الصهيونية تعليقات ومواقف، ومن يعرف المكان يعرف انه لا يتسع لمطار، وقد يكون العدو قصد في ذلك مطاراً للمسيرات التي لا تحتاج الى اكثر من عدة امتار لاطلاقها، قصدت من هذا المثال، سخافة اخصام المقاومة واعدائها."