صيدا سيتي

إحکام المعنى في القرآن الکريم الإحالة بأسماء الإشارة في التفسير البسيط لأبي الحسن الواحدي - دراسة نحوية دلالية ردود الشيخ الشعراوي على شبه المستشرقين حول القرآن الکريم من خلال تفسيره - سورة البقرة وآل عمران أنموذجا" قراءتا التخفيف بالإتباع في: (الحَمْدُ لُلهِ) و (الحَمْدِ لِلهِ) - دراسة لغوية الشهادة ومشتقاتها في القرآن الکريم - دراسة صرفية دلالية القضايا النحوية في تفسير الحداد اليمني (ت 800هـ) - ما يتعلق بالأسماء أنموذجًا توجيه المبرد لحروف المعاني في الشاهد القرآني في کتابه المقتضب علـم القراءات وعلـم التجويد - دراسة موازنة ما يحتمل النصب والجزم في القرآن الكريم المد اللازم الکلمي في القرآن الکريم - دراسة صوتية فيزيائية منهجية الجمع بين القراءتين في فکر طه جابر العلوانى المقارئ الإلکترونية کمصدر من مصادر المعلومات الإلکترونية إشکالات الألف المزيدة بعد الواو المتطرفة في رسم المصحف وضبطه بين التأصيل والتوجيه حجاج مادة "الذوق" في الخطاب القرآني إيضاح وبيان معاني الاستقامة وثوابها في القرآن - دراسة قرآنية موضوعية السرد القصصي في القرآن الکريم - نبي االله أيوب (عليه السلام) نموذجا الدلالة اللغوية فى المقامات التخاطبية - دراسة تطبيقية لأسلوب الاستفهام فى سورة البقرة الحروف الداخلة على الخبر وتطبيقاتها في القرآن الکريم - دراسة وصفية استقرائية ذو القرنين: الرحلة والشخصية صيغة فعل من أوزان الجموع في القرآن الکريم - دراسة صرفية دلالية

خليل المتبولي : املأ الفراغ ...

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - السبت 05 تشرين ثاني 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

خليل إبراهيم المتبولي

املأ الفراغ بما تراه مناسبًا ، وما هو المناسب الذي سنملؤه ؟ وكم من فراغٍ وفراغ سنظلّ نملأ ؟ ومَن الذي يراه مناسبًا ليمتلئ ، نحن أم هم ، الداخل أم الخارج ؟ هل نحن نعرف أن نملأ هذا الفراغ أم أننا نريد أحدًا كي يساعدنا في تعبئته ؟ لقد تعبنا من الفراغات ، لأنها حالة من الضياع تؤرقنا وتجعلنا نتخبّط فيما بيننا ...
إننا في بلد التعدّدية الطائفية ، وكل طائفة لها حزبها تستقوي بالخارج لتفرض سيطرتها ونفوذها كي تملأ الفراغ المناسب لها وللخارج المسيّرها . كلّ طائفة ترى أنها تريد أن تملأ الفراغ بما يتناسب مع طروحاتها وأيديولوجيتها ونظريتها في الحُكم ، وتسعى لفرض هيمنتها .
فراغ في الرئاسات ، فراغ في الحكومات ، فراغ في الإدارات ومراكز القوى ، فراغ وراء فراغ . كلما يأتي استحقاق رئاسيّ أو حكوميّ نظلّ لأشهر ولسنوات نتخبط كي يمتلأ الفراغ . نقول ونطمح إنه من الممكن أن يأتي الرجل المناسب في المكان المناسب ، إنما ما يحصل أنه يأتي الرجل المناسب لطائفة مناسبة أو لحزب مناسب ، ونعيش في صراعات ودوّامات لا حدود لها . 
املأ الفراغ بما تراه مناسبًا ، هذا الفراغ الذي نوجده نحن من خلال تعنّتنا وتشبّثنا بما يتلاءم مع تعصّبنا وتأليهنا للأشخاص ، الذين نريد أن نملأهم في هذا الفراغ . إنّ ما حصل عبر برنامج حواري تلفزيوني ينمّ عن عدم وعي وإدراك وحس وطني ، وهو دليل على عمق التعصّب والتأليه للأشخاص ، واعتبار القوّة برهان على إثبات الوجود والحضور ، إنّ ما حصل هو بعيد كل البُعد عن التعايش والحوار والسلم الأهلي . إن كان هؤلاء الأشخاص الذين يدّعون الوعي والمعرفة والثقافة والعلم قد فعلوا ما فعلوه من بلطجة وفرض رأيهم بالقوّة ، رغم ادعائهم أنهم أهل حوار ، إنما تبين أنهم أهل هيمنة وتسلّط ، فكيف للناس العامّة سيتحاورون ويتناقشون ؟ كيف تتصورون سيكون وضع الشارع ؟ إنّ ما حصل خطيرٌ جدًا ، ولا أمل في تعبئة أي فراغ . 
كيف نملأ الفراغ ونحن عاجزون عن تنظيم شؤون حياتنا ودولتنا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا ، إن هذا العجز تفرضه المعتقدات والموروثات والسيطرة الطائفية والمذهبية ، هذا العجز مرتبطٌ بظروفنا وأحوالنا وشروط ثقافتنا ، هناك العودة دائمًا إلى منطق القوّة والهيمنة والسيطرة . إنّ مفهوم الدولة لا يمكن أن يستقيم ولا بأي شكلٍ من الأشكال مع ما يطرحه الطائفيون والمذهبيون ، فمن غير المعقول أن تُبنى الدولة بمفهومها الحقيقي على سياسة الهيمة والقوة وسياسة إقصاء الآخر . تكون الدولة دولة من خلال العقل الحر المنفتح ، ومن خلال المؤسسات ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتكون الحاضنة لجميع أبنائها .
املأ الفراغ بما تراه مناسبًا ... يا لهذا الفراغ الذي يضرب عقولنا ، وحياتنا ومجتمعاتنا ! .. الفراغ اليوم يسجّل انتصارًا مبينًا ، وفوزًا ساحقًا ، وأمرًا واقعًا ... على أمل أن يُملأ الفراغ بوحدتنا وتعقّلنا وبإرادتنا ، وأن لا يصبح الفراغ رئيسًا ...


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 982361745
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة