صيدا سيتي

الشهاب و(الفضائل) فلسفة!

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الخميس 06 كانون ثاني 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

قالوا للإنسان كمال مفروض عليه أن يسعى إليه.. وقالوا أنه عرضةٌ لنقصٍ يجب عليه الترفع عنه.. وقالوا كما له في استيفاء ما يمكن من الفضائل.. ونقصه في التلوث؟؟

الفضائل سجايا للنفس من مقتضاها التآلف والتوفيق بين المتصفين بها (كالسخاء)!.. فالسخيان لا يتشاحنان ولا يتنازعان في التعامل فإن من سجيّة كل منهما البذل إذا اقتضاه وكل يعرف حدّه فيقف عنده فلا يوجد موضوع للنزاع عند معاطات الأعمال (لا يتزاحمون) فإن من خلق كل منهم (الإحترام المتبادل) الذي هو من الصفات الفاضلة لذلك نجد أن من لوازم كل فضيلة التآلف بين المتصفين بها وهذا هو نتاج الأثر الناشيء عن كل فضيلة!

فإذا إجتمعت الفضائل أو غلبت في شخصين مالت نفوسهما إلى الإتحاد والإلتئام في جميع الأعمال والمقاصد و دامت الفضيلة بينهما (بمقدار رسوخ التلاقي) تميل بكل منهما إلى الآخر وتجذب الآخر إلى من يشاكله حتى يكون الكل كواحدٍ يتحرك بإرادة واحدة ويطلب في حركته غاية واحدة!

الفضائل هي التكافؤ والتوازر في جميع الأعمال ولقد أودعت العناية الإلهية القوى ما بها يحفظ وجود الإنسان وبها يتناسل لبقائه وقد قضت حكمة الله أن يكون الإنسان ممتازاً ووجوده أرقى وأَعَلَى وهو كون الإجتماع حتى يتألف من أفراده الكثيرة بنية واحدة يعمَّها إسم واحد والأفراد فيها كأعضاء تختلف في الوظائف والأشكال وإنما كل يؤدي عمله لبقاء البنية الجامعة وتقويتها وتوفير حظها من الوجود ليعود إليه نصيب من عملها الكلّي.

الفضائل في المجتمع (الإنساني) كقوة الحياة المستكملة في كل عضو ما يقدره على أداء عمله مع الوقوف عند حد وظيفته. وإن شئت قلت الفضائل في عالم الإنسان كالجذبة العامة في العالم الكبير. وأيّ أمّة يكون الواضع فيها الرافع و الوازع و الدافع يدبر أمورها ويسومها في شؤونها و كل واحد منها قائماً بحق ولا يختار مقصداً يعاكس مقصد الكل ولا يسعى إلى غاية تميل به عن غاية الكل ولا يهمل عملاً يتعلق بالأمة حتى يكون الجميع كالبنيان المتين لا تزعزعه العواصف ولا تدركه الزلازل وبقوة كل منهم يجتمع للأمّة قوّة تحفظ موقعها وتدفع بها عن شرفها ومجدها وترد غارّة الأغيار عليها فهي الأمة التي تسود فيها الفضائل وتستعلي فيها مكارم الأخلاق!

وعلينا أن ننظر في حقائق الصفات الفاضلة ولنحكم بما ينشأ عنها من الأثر: التعقل والتروي وانطلاق الفكر من قيود الأوهام والعفة والسخاء والقناعة والدماثة (لين الجانب) والوقار والتواضع وعظم الهمة والصبر والحلم والشجاعة والإيثار (تقديم النير بالمنفعة على النفس) والنجدة والسماحة والصدق والوفاء والأمانة وسلامة الصدر من الحقد والحسد والعفو والرفق والمروءة والحمية و العدالة والتآخي والعطف والتسامح ولو عمت هذه الصفات الجليلة أمتنا العربية أو غلبت في أفرادها يكون بينها الإلتئام التام!.

وهل يوجد مثار للخلاف والتنافر بين عاقلين حريين صادقين وفيين كريمين شجاعين رفيقين صابرين حليمين متواضعين وقورين عفيفين رحيمين.. أما والله لو نفخت نسمة من أرواح تلك الفضائل على أرض قوم وكانت مواتاً لأحيتها!! أوقفر لأنبتها!! أو جدباً لأمطرتها من غيث الرحمة ما يسبغ نعمة الله عليها و قامت لها من الوحدة سياجاً لا يخرق وحرزاً منيعاً لا يهتك و إنّ الأمّة تبلغ الكمال في هذه السجايا الشريفة (أما والله يا لبنان وقد تركوك وحيداً)؟؟ (أما والله يا لبنان وقد تركوك وحيداً)؟؟ في أمّةٍ قال نبيهم - فيها – إنما بعثت لأتتم مكارم الأخلاق!..

نعم! الفضيلة حياة الأمة تصون أجسامها عن تداخل العناصر الغريبة وتحفظها من الإنشقاق.. وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون! فيا إخوة العرب بالله عليكم ساعدونا الى رتق الفتق الحاصل في لبنان قبل اتساعه ومداواة العلة في لبنان قبل استحكامها؟

وولله -قسماً- اذا نحن في لبنان أبدينا فضيلة فمنكم أخذناها وعنكم رويناها!!!.

المصدر | بقلم الأستاذ المربي منح شهاب - صيدا

Posted by ‎صيدا سيتي Saida City‎ on Thursday, January 6, 2022

دلالات : منح شهاب
 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981506819
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة