بين النصيحة والتشهير: أين الحكمة؟

بقلم المربي الأستاذ كامل عبد الكريم كزبر:
وكأن الحكمة غابت عن كثير من الناس في هذه الأيام حيث أصبح البعض يترقب زلة الآخر لا لينصحه أو يصلحه بل لينقضّ عليه بسيل من الكلمات الجارحة والانتقادات والاتهامات متناسيًا كل ما قدمه من خير وعطاء سابق.
وما حدث مؤخرًا مع الكشاف المسلم مثال واضح على ذلك دون الدخول في جدال أو تفاصيل فهي عبرة تُؤخذ لا معركة تُخاض.
فأنشطة وأعمال الكشاف المسلم الخيرية والإيجابية لا تُعد ولا تُحصى ومع ذلك عند أول خطأ أو ما اعتُبر خطأ انطلقت السهام وكأن الأمر خروج عن الملة أو ضياع كامل للبوصلة.
قد يقول قائل يجب أن نُنبّه ونُراجع وننصح… نعم هذا هو المطلوب بل هو واجب، لكن النصيحة لها ضوابط:
أولًا تكون بعيدًا عن التشهير والعلن وصفحات التواصل الاجتماعي.
وثانيًا تكون بنية الإصلاح لا بنبرة الاتهام والتخوين، ولا باتهام الناس بالانحراف وإسقاط كل تاريخهم بجرة قلم.
اتقوا الله في كلماتكم ولنراجع أسلوبنا في الدعوة والتوجيه. فالدعوة ليست في التنفير ولا في تصيّد الأخطاء، بل في الاحتواء والحكمة خاصة حين يصدر الخطأ من أهل الخير والعمل.
واللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الكشاف في مثل هذا النشاط لكن وضع “بوستر” واحد كان كفيلًا بإشعال ردود الفعل، وهنا تتجلى خطورة تأثرنا بالإعلام وسرعة انقيادنا للصورة والعنوان دون روية أو تعقل.
فلنقف مع أنفسنا وقفة صدق: هل نريد الإصلاح حقًا؟ أم نبحث عن الإدانة؟ الحكمة مطلوبة والعدل واجب والرحمة أساس كل دعوة ناجحة.