صيدا سيتي

ترشح رجال الأعمال إلى رئاسة بلدية مدينة كصيدا مسألة تثير الكثير من الاهتمام والنقاش، إذ تجمع بين عالم الإدارة الاقتصادية الصارمة والعمل البلدي الذي يتطلب تواصلاً مباشراً مع المواطنين وحساً عالياً بالخدمة العامة.

وفيما يلي عرض لأبرز الإيجابيات والسلبيات المترتبة على هذا الترشيح:

الإيجابيات:

1. الخبرة الإدارية والتنظيمية: يتمتع رجال الأعمال بمهارات إدارية متقدمة يمكن أن تسهم في تحسين أداء الجهاز البلدي وتطوير بنيته التنظيمية.
2. إدارة فعالة للموارد: لديهم خبرة في ترشيد الإنفاق وتحقيق أكبر فائدة من الموارد المحدودة، ما قد ينعكس إيجاباً على موازنات البلدية.
3. جذب الاستثمارات: يستطيعون بناء شراكات اقتصادية واستقطاب استثمارات تُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل.
4. روح المبادرة والابتكار: يميل رجال الأعمال إلى التفكير خارج الأطر التقليدية، وقد يدخلون حلولاً مبتكرة في التخطيط العمراني والخدمات العامة.
5. شبكة علاقات واسعة: غالباً ما يتمتعون بعلاقات محلية ودولية قوية يمكن أن توظف لصالح المدينة.
6. رؤية تنموية واضحة: نتيجة اطلاعهم على حاجات السوق وآليات التطوير، يمتلكون رؤية تنموية قابلة للتنفيذ.
7. تركيز على النتائج: بحكم طبيعة عملهم، هم موجهون نحو الإنجاز وقياس الأداء، ما قد يحسن من كفاءة العمل البلدي.
8. تحفيز القطاع الخاص: وجود رجل أعمال في موقع القرار قد يشجّع رجال أعمال آخرين على دعم مشاريع إنمائية وخيرية.
9. تطوير البنية التحتية: اهتمامهم بالنمو الاقتصادي قد يدفعهم إلى تحديث الطرق، والأسواق، والمرافق العامة.
10. تقليص الفساد الإداري: في حال كان رجل الأعمال ذا سمعة نزيهة، قد يُحدث تغييراً في ثقافة الإدارة ويقضي على المحسوبيات.

السلبيات:

1. تضارب المصالح: قد يُقدم مصالحه الخاصة أو مصالح شركائه على المصلحة العامة، خاصة في ما يتعلق بالمشاريع العقارية أو الصفقات العامة.
2. نظرة تجارية بحتة: قد يغلب الطابع الربحي على قراراته، ما يؤثر سلباً على العدالة الاجتماعية والخدمات المجانية.
3. ضعف الحس الشعبي: رجل الأعمال المعتاد على الإدارة من أعلى قد يفتقر إلى التفاعل الحقيقي مع هموم المواطنين اليومية.
4. عدم خبرة بالعمل البلدي: الإدارة العامة تختلف عن إدارة الشركات، وقد يُواجه صعوبات في فهم البيروقراطية والتشريعات البلدية.
5. استغلال النفوذ: قد يستخدم منصبه لتوسيع أعماله الخاصة أو السيطرة على السوق المحلي.
6. تجاهل القضايا الثقافية والاجتماعية: التركيز على التنمية الاقتصادية قد يأتي على حساب الهوية الثقافية والتراثية للمدينة.
7. ضعف في العمل التشاركي: قد يميل إلى القرارات الفردية، مما يهمش دور المجتمع المدني والمجالس التمثيلية.
8. خطر الخصخصة الزائدة: قد يعمل على خصخصة مرافق عامة بشكل يضر بمصلحة المواطنين ذوي الدخل المحدود.
9. تقليل الشفافية: في غياب الرقابة، قد يُدار الملف البلدي بعقلية "صفقات تجارية" تغيب عنها المحاسبة الواضحة.
10. تسويق الذات لا الخدمة: قد يستغل المنصب البلدي كبوابة للنفوذ السياسي أو للترويج لصورته كشخصية عامة.

إن تولي رجل أعمال رئاسة بلدية صيدا ليس شراً مطلقاً ولا خيراً محضاً، وإنما يتوقف على شخصيته، وخلفيته الأخلاقية، وقدرته على التحول من رب عمل إلى خادم عام. صيدا، بما لها من تاريخ عريق وموقع استراتيجي، بحاجة إلى قيادة تديرها بعين الاقتصادي وبقلب الصيداوي، تحترم ماضيها وتبني لمستقبلها.

إعداد: إبراهيم الخطيب