معاناة مضاعَفة للمرأة الفلسطينية خلال حرب غزة​

أكثر من 9 آلاف قتيلة و60 ألف حامل ومضاعَفة حالات الإجهاض 3 مرات

فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)
فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)
TT

معاناة مضاعَفة للمرأة الفلسطينية خلال حرب غزة​

فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)
فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)

في ظل بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، التي أكدت أن 9 آلاف أنثى قُتلن بأيدي الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى الآن، توجهت وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية، الدكتورة أمل حمد، إلى الهيئات والمؤسسات النسوية في العالم بالدعوة إلى مساندة المرأة الفلسطينية والدفاع عن قضيتها من خلال جميع المنابر المتاحة.

وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية د. أمل حمد (حساب فيسبوك)

وقالت حمد، خلال تصريحات صحافية (الخميس)، إنه «عشية اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس (آذار)، تُقتل النساء ويشرّد الأطفال ويذبح الكبار في فلسطين ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم بحق الإنسانية لتحقيق أهدافه بالقتل والتهجير القسري».

أضافت: «تمنيت أن نحتفل في اليوم العالمي للمرأة بما أنجزته المرأة الفلسطينية من خلال جهود وزارة شؤون المرأة والمؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني، في النهوض بواقع النساء الفلسطينيات والمساهمة في بناء المجتمع والمؤسسات الوطنية، وتعزيز مشاركة النساء في المؤسسات التمثيلية والتنفيذية للنظام السياسي». معبرة عن ألمها أن يأتي هذا اليوم ونساء وفتيات فلسطين يعشن أشكال العنف كافة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء، قد ذكر، في بيان استعرض أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي، أنه من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30717 شهيداً، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تم قتل أكثر من 9 آلاف أنثى.

وأوضح أن «75 في المائة من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72156 جريحاً من الإناث. كما استشهدت 4 مواطنات، من إجمالي 423 شهيداً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر».

وشكّلت النساء والأطفال ما نسبته 70 في المائة من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص. وإنه من مجموع ما يقارب مليوني إنسان اضطروا إلى النزوح من أماكن سكناهم، كان النصف من الإناث.

تشكّل الإناث حسب الإحصائيات الرسمية، ما نسبته 49 في المائة من إجمالي عدد السكان في فلسطين؛ إذ بلغ عددهن 2.76 مليون أنثى منتصف عام 2024 (بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، وـ1.13 مليون أنثى في قطاع غزة).

رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الدكتورة علا عوض، لفتت إلى أنه خلال عام 2023 اعتُقلت 300 امرأة من الضفة الغربية، 200 منهن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي محافظة القدس اعتقل الاحتلال 165 امرأة منهن 84 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعلى مستوى قطاع غزة لا تتوفر معطيات دقيقة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحق معتقلات غزة.

كما تشير بيانات هيئة شؤون الأسرى، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعتقل 56 معتقلة في سجونه بواقع 44 معتقلة من الضفة الغربية و3 معتقلات من قطاع غزة، و9 معتقلات من داخل أراضي 48، منهن 5 معتقلات صدرت بحقهن أحكام، و40 معتقلة موقوفة، و11 معتقلة قيد الاعتقال الإداري. وبين المعتقلات القابعات في سجون الاحتلال، هناك قاصرتان.

الظروف المتدهورة في غزة بثت الخوف في قلوب النساء الحوامل ووضع الأمهات أمام تحديات صارخة (أ.ف.ب)

تابعت عوض: «غالباً ما تجد النساء والفتيات أنفسهن مهمشات في حالة الأزمات؛ إذ يقللن استهلاكهن الغذائي عندما تتدهور الظروف، كما يتعرضن لخطر نقص التغذية أو سوء التغذية بشكل خاص؛ وهو ما يجعل النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للمخاطر الصحية، مثل تشوهات الولادة أو الوفاة المبكرة للمواليد».

وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لفترة الشهرين الماضيين، ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن جميع السكان في قطاع غزة (نحو 2.2 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتتحمل المرأة مسؤولية مضاعفة في هذه الحالات. وقالت عوض: «المعطيات الصحية في قطاع غزة أظهرت وجود تحديات جمة تواجه النساء الحوامل؛ إذ تشير إلى وجود نحو 60 ألف امرأة حامل في القطاع، بمعدل 180 حالة ولادة يومياً». ومن المرجح أن تعاني نحو 15 في المائة من هؤلاء النساء مضاعفات الحمل والولادة التي يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، كما أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضن نتيجة الخوف؛ ما أدى إلى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300 في المائة.

نساء وطفلات يراقبن دفن أحبتهن الذين قُتلوا بالنيران الإسرائيلية في مقبرة جماعية برفح بعد أن أطلقت إسرائيل سراح جثثهم الخميس (رويترز)

رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أشارت إلى أن الحوامل يعانين سوء التغذية والجفاف؛ إذ يواجهن فقراً غذائياً حاداً، والكثير من أطفالهن تتم ولادتهم ناقصي الوزن ويعانون مشاكل صحية، كما تعاني الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن نقص إنتاج الحليب نتيجة لسوء التغذية، ومن الصعب توفير الحليب الصناعي لأطفالهن وارتفاع أسعارها إلى حد لا يمكن شراؤه؛ ما يدفع الأمهات إلى اللجوء إلى بدائل غير كافية أو حتى غير آمنة لإرضاع أطفالهن.

وقالت إن العدوان الإسرائيلي ترك آثاراً صعبة في الوضع الصحي للنساء في قطاع غزة بسبب نقص مستلزمات النظافة الصحية، واللجوء إلى خيارات بدائية، إضافة إلى أن الكثير من النساء تناولن أدوية حبوب منع الحمل للحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية، كما تعرضت الكثير منهن للالتهابات النسائية بسبب نقص الأدوية وغياب العديد من منتجات النظافة النسائية؛ وهذا أدى إلى تأثيره السلبي في صحتهن النفسية والجسدية، وبالتالي يعيق هذا الوضع الصحي المتراكم قدرتهن على العيش بكرامة ورفاهية، ويضعهن تحت ضغط نفسي وجسدي يؤثر في جودة حياتهن بشكل عام.


مقالات ذات صلة

فيصل بن فرحان ومحمد مصطفى يبحثان تطورات غزة ورفح

الخليج الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)

فيصل بن فرحان ومحمد مصطفى يبحثان تطورات غزة ورفح

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، المستجدات في فلسطين، لا سيما التطورات في قطاع غزة ومدينة رفح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي متداولة لحملة تنظيف حي الشجاعية شمال قطاع غزة بعد أن دمره قصف إسرائيلي جوي وبري

شبان شمال قطاع غزة يطلقون حملات تنظيف وإعادة تأهيل الشوارع والأسواق

بدأ شبان متحمسون لعودة الحياة لقطاع غزة، حملات تنظيف واسعة للشوارع والأسواق العامة شمال القطاع، في محاولة لإعادة الحياة لما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مركز لتوزيع المساعدات الغذائية شرق مدينة رفح اليوم الأربعاء (رويترز)

السلطة ترفض أي «وصاية» على معبر رفح... والفصائل تهدد أي قوة تتسلمه

رفضت السلطة الفلسطينية أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح، فيما هددت فصائل بالتعامل مع أي قوة هناك باعتبارها قوة احتلال.

كفاح زبون (رام الله)
الخليج شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تشق طريقها إلى قطاع غزة عند معبر إيريز في جنوب إسرائيل (رويترز)

السعودية تدين اعتداء إسرائيليين على قافلة مساعدات إنسانية أردنية

دانت السعودية بشدة، الثلاثاء، اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأردن كانت في طريقها لقطاع غزة المحاصر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح جنوب قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

نتنياهو استغل تأخر قيادة «حماس» في قبول المشروع المصري

تأخرت «حماس» في ردها على المبادرة المصرية طويلاً، فقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استغلال ذلك بكل ما يُعرف عن جيشه من بطش لم ينسه أحد.

نظير مجلي (تل أبيب)

«النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» التي تنشط في شرق سوريا خلال عرض عسكري في بغداد
أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» التي تنشط في شرق سوريا خلال عرض عسكري في بغداد
TT

«النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» التي تنشط في شرق سوريا خلال عرض عسكري في بغداد
أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» التي تنشط في شرق سوريا خلال عرض عسكري في بغداد

توعدت حركة «النجباء» العراقية إسرائيل، بالانتقام بعد ضربات فجر الخميس، طالت مواقع تابعة للحركة في منطقة السيدة زينب بمحيط العاصمة السورية، وقالت في بيان على حسابها بـ«تلغرام»: «سنصل إلى أعماق الكيان، ولن تمر هذه الجرائم من دون عقاب».

وكان الفصيل الموالي لإيران قد كشف عن الضربة، فيما تحدثت دمشق عن استهداف «أحد الأبنية».

كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باستهداف غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي التابع لحركة «النجباء» العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، ومعسكراً للتدريب تابعاً للحركة أيضاً. كما دوت انفجارات في منطقة الكسوة (قرب دمشق) بالتزامن مع انطلاق صواريخ الدفاع الجوي التابع لقوات النظام الجوية الموجودة في المنطقة لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية، دون أن تتمكن من إفشال الهجوم الإسرائيلي، حيث وصلت الصواريخ إلى أهدافها، وسط سماع سيارات الإسعاف تتجه نحو المناطق المستهدفة ومعلومات عن سقوط خسائر بشرية، بحسب مصادر «المرصد السوري».

أرشيفية متداولة على مواقع التواصل لما وصف أنه تصدٍّ من الدفاعات الجوية لصواريخ معادية في محيط مطار دمشق ومنطقة السيدة زينب

ويعدّ الاستهداف الإسرائيلي للميليشيات هو الثالث، خلال شهر مايو (أيار) الجاري؛ إذ دوت انفجارات في 2 مايو الحالي في ريف دمشق الجنوبي والجنوب الغربي، نتيجة قصف إسرائيلي لمركز تدريب للمخابرات العامة، كان قد استولى عليه «حزب الله» اللبناني منذ عام 2014، وحوّله إلى معتقل ومركز له، قرب بلدة نجها بريف دمشق، وسط معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية. بالتوازي مع الانفجارات شهدت الأجواء تحليقاً لطائرات مسيرة إسرائيلية في سماء المنطقة، بالتزامن مع انفجارات في ريف دمشق الجنوبي الغربي قرب الحدود الإدارية مع محافظة القنيطرة.

دخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق بعد الغارة الإسرائيلية في 1 أبريل 2024 (رويترز)

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. وازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

قصف إسرائيلي سابق على منطقة السيدة زينب التي يسيطر عليها «حزب الله» وميليشيات موالية لإيران (فيسبوك)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي (...) ومعسكراً للتدريب تابعَين لحركة (النجباء) العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق». وأشار «المرصد» إلى أن ثلاثة أعضاء في الحركة أُصيبوا جراء الضربات. وأكّد مصدر في الفصيل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «صاروخاً إسرائيلياً هدّم (...) مركزاً ثقافياً» في منطقة السيدة زينب، مشيراً إلى عدم تسجيل خسائر بشرية. ونوّه المصدر نفسه، بأن حركة «النجباء» «ليس لديها مقر عسكري مُعلن في سوريا».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان نشره الإعلام الرسمي، إنه «نحو الساعة 3.20 فجر الخميس، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية في ريف دمشق». ولفتت الوزارة إلى «وقوع بعض الخسائر المادية» و«تصدِّي وسائط الدفاع الجوي لصواريخ العدوان وإسقاط بعضها».

رضي موسوي مسؤول الدعم اللوجيستي لـ«فيلق القدس» قضى بغارة إسرائيلية بـ«السيدة زينب» قرب دمشق (أرشيفية - وكالة تسنيم)

وتُعدّ السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران. ولـ«حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني» مقرات فيها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». أمّا حركة «النجباء» فهي أحد الفصائل الموالية لإيران في العراق وتشكّل جزءاً من قوات «الحشد الشعبي»، إضافة إلى أنها منضوية في «المقاومة الإسلامية في العراق» التي اتهمتها واشنطن مراراً بشنّ هجمات على قواتها. وشكّل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران التي ردّت في 13 أبريل بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل. وبعد أسبوع، استهدف هجوم نسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قلّلت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية التي استهدفت الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية لإيران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، وفي مقدّمتها «حزب الله» اللبناني. وزادت وتيرة هذه الضربات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.


مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وعملية رفح ستسير وفق المخطط

جنود إسرائيليون  داخل قطاع غزة  (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وعملية رفح ستسير وفق المخطط

جنود إسرائيليون  داخل قطاع غزة  (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الخميس إن إسرائيل قدمت للوسطاء في محادثات الهدنة في غزة تحفظاتها على مقترح «حماس» لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وإنها تعد هذه الجولة من المفاوضات في القاهرة قد انتهت.

وأضاف المسؤول أن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفق المخطط.


أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
TT

أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)

في جريمة مروعة، أقدم أب عراقي على قتل 12 شخصاً من أقربائه، بما فيهم أبناؤه، قبل أن يقدم على الانتحار في حي الموظفين بمنطقة شط العرب في محافظة البصرة العراقية، وسط شكوك حول دوافع الجريمة.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري، في بيان نقلت عنه الوكالة الرسمية: «في حادث جنائي مؤسف، وبالساعة 21:30 من يوم الأربعاء، أقدم أب على قتل عائلته بالكامل المكونة من 12 فرداً بواسطة بندقية، وبعدها قام بالانتحار في منطقة دور الموظفين بقضاء شط العرب في محافظة البصرة».

وأضاف أن «المعلومة الأولية تشير إلى أن هذه الحادث جاء نتيجة أمور مالية»، لافتاً النظر إلى أن «قيادة شرطة محافظة البصرة فتحت تحقيقاً موسعاً».

لكن هذا التفسير لم يكن مرضياً لأقارب العائلة المكلومة، ونفوا، لوسائل إعلام محلية، أن يكون الأب يواجه مشكلات مادية أو نفسية، مؤكدين أنه كان ميسوراً مادياً ويمتلك عدة عقارات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تظهر رجالاً وسيدات وأطفالاً في غرفة واحدة، وجميعهم قتل بالرصاص، إلى جانب آثار طلقات رصاص في الجدران.

وقال أحد أقارب الضحايا، لقناة «الشرقية»: «وصلت وجدتهم كلهم مقتولين، والطلقات كلها بالرأس، 3 شباب و4 سيدات وأطفال في عمر سنة وسنتين».


نار الحرب تستعر عند الحدود اللبنانية

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

نار الحرب تستعر عند الحدود اللبنانية

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)

قُتل 6 عناصر من «حزب الله»، بين مساء الأربعاء والخميس، فيما أعلن عن مقتل جندي إسرائيلي في هجوم نفّذه الحزب على أحد المواقع العسكرية، وسط تطور لافت في وتيرة العمليات العسكرية للحزب ونوعيتها.

وأكد أكثر من مصدر مقتل 4 عناصر في «حزب الله» في غارة إسرائيلية، استهدفت سيارتهم الخميس في جنوب لبنان، فيما لم يعلن الحزب إلا عن 3 منهم. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بـ«سقوط شهيدين وجريحين، أحدهما في حال الخطر جراء غارة استهدفت سيارة نقل صغيرة من طراز (رابيد) على طريق بافليه (قضاء صور)»، في حين أكد «الدفاع المدني» ومصدر أمني سقوط 4 قتلى في الغارة، ليعود «حزب الله» وينعى 3 عناصر في صفوفه.

وأشار الدفاع المدني اللبناني إلى «سقوط 4 شهداء»، وأن فرقه تعمل على «إخماد حريق شبّ داخل سيارة من نوع (رابيد) استهدفتها غارة جوية إسرائيلية على طريق عام بافليّه».

وقال المصدر الأمني اللبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قُتل 4 من مقاتلي (حزب الله) في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار على سيارتهم من نوع (رابيد) في (بلدة) بافليّه» التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.

ولاحقاً، نعى «حزب الله» 3 من عناصره، هم علي أحمد حمزة من بلدة دبعال وسكان بلدة المجادل في جنوب لبنان، وأحمد حسن معتوق من بلدة صير الغربية، وحسين أحمد حمدان من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد ساعات على نعيه عنصرين مساء الأربعاء. هما مصطفى علي عيسى من بلدة الدلّافة في البقاع الغربي، وحسن محمد إسماعيل من بلدة كفرفيلا الجنوبية.

والعنصران اللذان قتلا الأربعاء، كانا قد سقطا في غارة أخرى على بلدة العديسة الحدودية، إضافة إلى 3 عناصر في «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، قتلوا الأربعاء، في غارة استهدفت منزلاً في بلدة الخيام جنوب لبنان.

وهي المرة الأولى التي ينعى فيها «حزب الله» عناصر له، منذ نحو أسبوعين، حيث لم يعلن عن تسجيل خسائر في صفوفه، بعدما كانت قد شهدت المرحلة السابقة تفاوتاً في أعداد الخسائر بين فترة وأخرى. ولاحقاً، أعلن الحزب أنه شنّ هجوماً بطائرة انقضاضية استهدفت القيادة العسكرية لإدارة القوات الإسرائيلية في مستعمرة كفار جلعادي. كما أعلن عن استهداف مستعمرة شلومي بـ«صاروخ ثقيل».

في المقابل، وبعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن عن مقتل 3 من جنوده هذا الأسبوع في الشمال، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عنه، الخميس، تأكيد مقتل أحد جنوده في هجوم لـ«حزب الله» على موقع عسكري قرب موقع المالكية جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الجندي هو حايم سابخ، وعمره 20 عاماً.

وفي سياق المواجهات التصعيدية المتواصلة بين الطرفين، أعلن «حزب الله» عن استهداف مقاتليه بعد ظهر ‌‏الخميس «إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخراً في موقع ‏راميا بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها».‏

كذلك أعلن «حزب الله» عن استهدافه «مركزاً ‏قيادياً مستحدثاً للعدو الإسرائيلي في مستعمرة نطوعة بقذائف المدفعية».

وبعد الظهر، أفاد مراسل قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بأن «مسيرة انقضاضية قادمة من لبنان انفجرت بهدف للعدو داخل مستعمرة المطلة بعد محاولات اعتراضية للقبة الحديدية والطيران الحربي»، لافتاً إلى «أحد الصواريخ الذي أطلقته الطائرات الحربية أثناء محاولات اعتراض المسيرة الانقضاضية انفجر في أطراف مدينة الخيام محدثاً دوي غارة جوية»، وأفاد كذلك باستهداف محيط مستعمرة شلومي بصاروخ ثقيل.

يأتي ذلك بعدما كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، قد حذّر الأربعاء من أن الأشهر المقبلة «قد تكون صيفاً ساخناً» على الجبهة الشمالية، قائلاً إن هناك حاجة إما إلى اتفاق دبلوماسي أو حل عسكري لاستعادة الأمن.

وكان «حزب الله» قد تبنى تنفيذ أكثر من 10 هجمات ضد أبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي، وتحركات جنود ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل، أطلق في عدد منها مسيّرات انقضاضية وصواريخ موجهة.

ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود، يعلن «حزب الله» مراراً استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و«إسناداً لمقاومتها». ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي، يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وأسفر التصعيد عن مقتل 399 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم ما لا يقلّ عن 257 من مقاتلي «حزب الله» و77 مدنياً، وفق حصيلة «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً و9 مدنيين.


الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من لبنان تسبب حريقاً في بلدة شلومي الحدودية

صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)
صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من لبنان تسبب حريقاً في بلدة شلومي الحدودية

صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)
صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق عدة صواريخ من لبنان على مناطق مختلفة في شمال إسرائيل؛ ما تسبب في نشوب حريق في بلدة شلومي الحدودية.

وبحسب موقع «تايمز أوف إسرائيل»، توجه رجال الإطفاء إلى مكان الحادث ويعملون على إخماد الحريق.

في هذه الأثناء، قال الجيش إن طائرات مقاتلة إسرائيلية أسقطت طائرتين مسيرتين كانتا متجهتين نحو إسرائيل من لبنان.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت أيضاً مبنى يستخدمه «حزب الله» في عيتا الشعب بجنوب لبنان.


بريطانيا: قواعد بيع السلاح لإسرائيل مختلفة عن الآلية الأميركية

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا: قواعد بيع السلاح لإسرائيل مختلفة عن الآلية الأميركية

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الخميس، إن المملكة المتحدة لديها موقف مختلف عن الولايات المتحدة، في موضوع وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

والأربعاء، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، للمرة الأولى، من أنه لن يسلم أسلحة معينة لإسرائيل إذا شنت هجوماً واسع النطاق على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

لكنّ «هناك فرقاً جوهرياً بين وضع الولايات المتحدة ووضع المملكة المتحدة»، وفق ما أوضح كاميرون بعد خطاب ألقاه في لندن دعا فيه الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» إلى زيادة إنفاقها العسكري.

وقال: «الولايات المتحدة كدولة مزود كبير لإسرائيل بالأسلحة. أما في المملكة المتحدة فالحكومة ليست مزود إسرائيل بالأسلحة؛ لدينا عدد من التراخيص، وأعتقد أن صادراتنا الدفاعية إلى إسرائيل تشكل أقل من واحد في المائة من مجموع ما تستورده. وهذا فرق كبير».

وأضاف أن مبيعات الأسلحة ستبقى خاضعة «لآلية صارمة» لتجنب أي مساهمة في انتهاك القانون الدولي.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن المملكة المتحدة لن تدعم عملية واسعة النطاق في رفح «ما لم تكن هناك خطة واضحة لحماية الناس وإنقاذ الأرواح».

وأضاف: «لم نر هذه الخطة؛ لذلك في هذه الظروف لن ندعم عملية واسعة النطاق في رفح».


ماذا نعرف عن العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة؟

شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)
شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)
TT

ماذا نعرف عن العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة؟

شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)
شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)

استعرضت «وكالة أسوشيتد برس» الأميركية للأنباء العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة، حيث قالت إنه تم إغلاق معبر كرم أبو سالم أحد المعابر البرية الرئيسية إلى غزة بعد هجوم صاروخي من حركة «حماس»، وآخر بسبب توغل إسرائيلي، ولا يدخل سوى قدر ضئيل من المساعدات عبر معبر ثالث تم افتتاحه للتو في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت الوكالة أن التطورات الأخيرة تهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بعد أكثر من سبعة أشهر من الهجوم الإسرائيلي الذي شنته رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة تعبر بوابة رفح الحدودية (إ.ب.أ)

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن شمال غزة يعاني بالفعل من «مجاعة كاملة»، ويقول الخبراء إن جميع الفلسطينيين في القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون جوعاً شديداً.

وقد تسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وجعل إنتاج الغذاء شبه مستحيل، مما جعل غزة تعتمد بشكل كامل على منظمات الإغاثة للحصول على الغذاء والدواء والسلع الأساسية.

ويقول عمال الإغاثة إن عمليات الإنزال الجوي وخطط توصيل المساعدات عن طريق البحر ليست بديلاً عن التوصيل البري.

وقدمت الوكالة نظرة على حالة معابر:

معبر كرم أبو سالم

يقع في الركن الجنوبي الشرقي من قطاع غزة، وهو المعبر الوحيد المصمم للتعامل مع شحنات كبيرة من البضائع، وتم إغلاقه يوم الأحد بعد هجوم صاروخي لـ«حماس» أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين.

وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، وهي هيئة عسكرية إسرائيلية، إن المعبر أعيد فتحه يوم الأربعاء، وأصدرت فيديو يظهر دخول الشاحنات من الجانب الإسرائيلي، لكن وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المزود الرئيسي للمساعدات في غزة، تقول إنه لم تدخل أي مساعدات إلى غزة من معبر كرم أبو سالم بسبب الوضع الأمني على الجانب الفلسطيني.

وعادة ما يتم نقل المساعدات الأجنبية بالشاحنات من الجانب الإسرائيلي، ويتم تفريغها في منطقة مركزية ثم يتسلمها السائقون الفلسطينيون الذين يأخذونها إلى نقاط التوزيع.

وواصلت «حماس» إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من المعبر، بما في ذلك غارة يوم الأربعاء بعد إعادة فتحه، وتشن إسرائيل بانتظام غارات جوية في مدينة رفح القريبة وما حولها.

معبر رفح

سيطرت دبابات إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر يوم الثلاثاء وأجبرته على الإغلاق، وقالت إسرائيل إن التوغل المحدود كان جزءاً من جهودها لتفكيك القدرات العسكرية والحكمية لـ«حماس».

ومعبر رفح نقطة الدخول الرئيسية للوقود اللازم لتشغيل المركبات والمولدات الكهربائية.

وتقول الأمم المتحدة إنها تقوم بالفعل بتقنين الوقود وليس لديها ما يكفي لمواصلة عملياتها في غزة لمدة تزيد على بضعة أيام.

كما أن رفح هو المعبر الوحيد الذي يمكن للناس استخدامه للدخول إلى غزة أو الخروج منها.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن عشرات المرضى الذين كان من المقرر أن يسافروا لتلقي العلاج الطبي قد تقطعت بهم السبل.

ولا يزال من غير الواضح إلى متى تخطط إسرائيل للاحتفاظ بالمعبر أو متى يمكن إعادة فتحه.

بدأت إسرائيل مؤخراً في السماح لبرنامج الغذاء العالمي بإيصال المساعدات عبر معبر إيريز في شمال غزة، الذي عانى من دمار شديد في الأشهر الأولى من الحرب، وتم عزله إلى حد كبير من قبل القوات الإسرائيلية.

صورة من الجو لقافلة شاحنات المساعدات تدخل إلى قطاع غزة من مصر (أ.ف.ب)

ويقول برنامج الغذاء إن المجاعة تحدث في شمال غزة، وإن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة، حيث أصيب نحو 90 في المائة من الأطفال بالمرض.

وبقي نحو 300 ألف فلسطيني في شمال غزة بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء المنطقة بأكملها في أكتوبر.

معبر إيرز

كان في الماضي يقتصر على حركة المشاة، وتحول إلى طريق للبضائع.

وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية إن 60 شاحنة مساعدات دخلت الشمال يوم الثلاثاء.

نقل المساعدات جواً وبحراً

بدأ الأردن والولايات المتحدة ودول أخرى بإسقاط المساعدات جواً على غزة في وقت سابق من هذا العام، لكن وكالات الإغاثة تصف ذلك بأنه جهد مكلف وأخير لا يمكنه تلبية الاحتياجات المتزايدة.

كما أكملت الولايات المتحدة بناء رصيف عائم لإيصال المساعدات عن طريق البحر، لكنها لم تقم بتركيبه بعد على ساحل غزة بسبب سوء الأحوال الجوية.

ومع ذلك غادرت سفينة محملة بالمساعدات الأميركية ومتجهة إلى الرصيف الجديد قبرص يوم الخميس.

ويقول المسؤولون إنهم يتوقعون وصول نحو 90 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً في البداية، وسوف يرتفع العدد بسرعة إلى نحو 150 شاحنة يومياً.

وتقول «الأونروا» إن ما يزيد على 250 شاحنة في المتوسط كانت تدخل غزة عبر رفح وكرم أبو سالم قبل الهجوم الصاروخي والتوغل وقبل الحرب، كانت نحو 500 شاحنة تدخل إلى غزة عبر المعبرين الجنوبيين.


«هدنة غزة»: المفاوضات تتواصل وسط تحذيرات مصرية من «خطورة فشلها»

صورة تم التقاطها تظهر الدخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
صورة تم التقاطها تظهر الدخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: المفاوضات تتواصل وسط تحذيرات مصرية من «خطورة فشلها»

صورة تم التقاطها تظهر الدخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
صورة تم التقاطها تظهر الدخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

يكثف الوسطاء مباحثاتهم في القاهرة والدوحة للوصول إلى «هدنة» طال انتظارها في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وسط تحذيرات مصرية من «خطورة فشل المفاوضات». وأكد مصدر مصري، الخميس، «مغادرة وفود (حماس) وإسرائيل القاهرة عقب جولة مفاوضات امتدت لمدة يومين». وأشار إلى أن «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات نظر الطرفين، خاصة في ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة».

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية عن المصدر المصري الذي وصفته بـ«رفيع المستوى» قوله: إن «الوفد الأمني المصري يكثف جهوده لإيجاد صيغة توافقية حول بعض النقاط المختلف عليها». وأضاف المصدر أن «القاهرة جددت تحذيرها للمشاركين في المفاوضات من خطورة التصعيد حال فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة». في حين تحدث خبراء مصريون عن «بوادر إيجابية بشأن التوصل لهدنة في قطاع غزة».

وأيضاً قال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، «نحاول الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واتخاذ خطوات حقيقية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وأكد مدبولي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني، بشر الخصاونة، في القاهرة، الخميس، «توافق مصر والأردن على ضرورة حل الأزمة في قطاع غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي»، بينما أشار الخصاونة إلى جهود مشتركة بين ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والقادة العرب لـ«وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة إنتاج الأفق السياسي لاتخاذ مسار واضح من أجل تنفيذ حل الدولتين».

ومنذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة إلى الوصول إلى هدنة في قطاع غزة، وعقدت جولات مفاوضات ماراثونية غير مباشرة في باريس والقاهرة والدوحة، لم تسفر حتى الآن عن اتفاق. وسبق وأسفرت وساطة مصرية - قطرية عن هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم خلالها تبادل محتجزين من الجانبين.

منازل ومبان مدمرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

إشارات حول الاتفاق

وبحسب المصدر المصري، رفيع المستوى، الخميس، فإن «اتصالات مصر مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وحركة (حماس) لم تتوقف للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد»، لافتاً إلى أن «مصر مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعاً على الأرض». وأضاف أن هناك «إشارات على نضوج اتفاق».

وذكر المصدر المصري أن المفاوضات استكملت، الخميس، لـ«تذليل النقاط الخلافية»، مشيراً إلى مشاركة كل من «حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» في المفاوضات، لافتاً إلى موافقة «الجبهة الشعبية» على تعديل مراحل التوصل لوقف إطلاق النار.

وأضاف المصدر المصري أن نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية»، جميل مزهر، قد عدّل بنداً خاصاً بوقف إطلاق النار ليصبح «العودة للهدوء المستدام وصولاً لوقف إطلاق نار دائم». وأشار إلى أن هذا البند سيتم تنفيذه خلال مراحل الاتفاق على مدى 135 يوماً. ووفق المصدر المصري فإن ذلك يمثل «تنازلاً عن شرط تنفيذ هذا البند خلال المرحلة الأولى»، مشيراً أيضاً إلى أن إسرائيل حذفت جملة «وقف إطلاق نار دائم»، وأبقت «مستدام» مما يتيح لها العودة في أي وقت دون التزام.

وفي «حماس»، أكد عضو المكتب السياسي لـلحركة، عزت الرشق، الخميس، أن «إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وشدد الرشق في بيان عبر حسابه على «تليغرام» على «التزام الحركة وتمسكها بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء»، مضيفاً أن «وفد الحركة غادر القاهرة، مساء الخميس، متجهاً إلى الدوحة».

وكانت «حماس» وافقت، الاثنين الماضي، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح. لكنّ إسرائيل قالت إن هذا الاقتراح «بعيد جداً عن مطالبها» وكررت معارضتها لوقف نهائي لإطلاق النار.

وأفاد مصدر مصري مطلع في وقت سابق بـ«إبلاغ إسرائيل بخطورة التصعيد». وشدد حينها على «جاهزية مصر للتعامل مع السيناريوهات كافة»، مؤكداً أن «هناك جهوداً مصرية مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع بقطاع غزة». ونفذت إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وأعلنت، الثلاثاء الماضي، السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي.

فلسطينية مع أطفالها تخرج من مخيم جنين متجهة إلى مكان أكثر أماناً مع استمرار غارة القوات الإسرائيلية على مخيم جنين للاجئين (إ.ب.أ)

أطراف متعددة

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، أن «هناك بوادر إيجابية بين الحين والآخر بشأن الوصول إلى هدنة في قطاع غزة بين (حماس) وإسرائيل». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مباحثات الهدنة (صعبة) خاصة في ظل أطرافها المتعددة».

كما رجح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، «إمكانية إنجاز اتفاق الهدنة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلافات الحالية أعتقد أنها تتعلق بالتفاصيل التي يمكن تجاوزها»، مضيفاً أن «هناك خلافات تتعلق بصياغة البند الخاص بوقف إطلاق النار، ما بين وقف دائم أو مؤقت، إضافة إلى تفاصيل متعلقة بمن سيفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين»، مؤكداً «كل الخلافات تتعلق بتفاصيل يمكن من خلال المفاوضات تقريب وجهات النظر بشأنها».

وتطالب «حماس» بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وانسحاب كامل لإسرائيل من القطاع مع عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، وفي المقابل ترفض تل أبيب الوقف الدائم لإطلاق النار، مؤكدة عزمها «القضاء على (حماس)».

قافلة من الدبابات الإسرائيلية تجري مناورات على طول الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز)

خطوات كبيرة

وأكد حسن أن «الأيام المقبلة سوف تحسم الوضع على الأرض»، موضحاً أنه «في كل الأحوال ستكون هناك هدنة، فلا يمكن أن يستمر الوضع لا سيما مع الضغط الدولي والداخلي على إسرائيل»، لكن رغم ذلك «لا يعلم أحد موعد تلك الهدنة التي طال انتظارها»، لافتاً إلى أن «التصريحات من الجانب المصري توحي بإمكانية الاتفاق». بينما قال الحفني إن «القاهرة تواصل اتصالاتها مع الأطراف كافة للوصول إلى هدنة، ومصر حققت خطوات كبيرة في هذا الملف خلال الأشهر الماضية»، لافتاً إلى أنه «سيكون هناك اتفاق قريب بين (حماس) وإسرائيل»، و«على الجميع الانتظار لحين الوصول إلى الاتفاق النهائي».

في السياق ذاته، أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، الخميس، «موقف مصر الثابت برفضها التهجير القسري للفلسطينيين من غزة ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو الأردن»، مشيراً إلى أن «معبر رفح مفتوح على مدار الساعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ومصر قدمت أكثر من 80 في المائة من المساعدات للقطاع».

وسبق لمصر أن حذرت أكثر من مرة من خطورة تنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح الفلسطينية لما لذلك من تداعيات إنسانية، لا سيما أن المدينة تعد الملاذ الأخير لأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني. كما أكدت مصر رفضها تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم وعدت ذلك «تصفية للقضية».

أيضاً أكد رئيس الوزراء الأردني، الخميس، أن «مصر والأردن يرفضان أي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية». وطالب الدول بأن «تتحمل مسؤولياتها إزاء ذلك».


رأس «المنصور» يقسم العراقيين

رافعة تنتشل رأس تمثال أبو جعفر المنصور من موقع انفجار استهدفه عام 2005 (أ.ف.ب)
رافعة تنتشل رأس تمثال أبو جعفر المنصور من موقع انفجار استهدفه عام 2005 (أ.ف.ب)
TT

رأس «المنصور» يقسم العراقيين

رافعة تنتشل رأس تمثال أبو جعفر المنصور من موقع انفجار استهدفه عام 2005 (أ.ف.ب)
رافعة تنتشل رأس تمثال أبو جعفر المنصور من موقع انفجار استهدفه عام 2005 (أ.ف.ب)

أثير جدل في العراق حول مطالبات بإزالة تمثال رأسي للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسط بغداد، في حين أكد مسؤول عراقي أن النصب «لديه منزلة رفيعة لدى العراقيين ولا يمكن إزالته».

وظهر معلقون سياسيون في محطات محلية خلال الأيام الماضية، وطالبوا بإزالة النصب استناداً إلى سرديات خلافية بين المذهبين الشيعي والسني في العراق.

وتزامنت هذه الدعوات مع محاولات من قوى شيعية لتشريع عطلة رسمية في عموم العراق في يوم «عيد الغدير» الذي يحتفل فيه المسلمون الشيعة في العراق، ورفضته أحزاب سنية.

واعترضت أحزاب على تشريع قانون يحوّل «عيد الغدير» لدى المسلمين الشيعة عطلة رسمية في العراق.

وكان مقترح القانون على جدول أعمال البرلمان في جلسة، الثلاثاء، وتعطلت قراءته إثر جدال بين نواب شيعة وسنة حول إدراجه من دون مشاورات.

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)

تمثال تاريخي

وأزيح الستار عن تمثال أبو جعفر المنصور في جانب الكرخ ببغداد عام 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وهو عمل نحتي للفنان العراقي خالد الرحال.

وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر علناً دعوات إلى إزالة النصب، وخلال السنوات الماضية كانت تنتهي بحماية النصب واختفاء الأصوات المطالبة بإزالته أو هدمه.

لكن النصب تعرّض إلى تفجير بعبوة ناسفة عام 2005، قُيّدت حينها ضد «مسلحين مجهولين»، لتقوم السلطات بنقله وصيانته في مكان آمن، قبل أن تعيده إلى مكانه في حي المنصور بالتزامن مع تحسن نسبي في الوضع الأمني عام 2008.

وخلال الأسبوع الماضي، قال محللون مقربون من قوى في تحالف «الإطار التنسيقي» إن التمثال «يستفز أكثر من نصف الشعب العراقي»، وإنه من «الضروري رفعه من هذا المكان».

رفض عام

وتصاعدت أصوات مدونين في مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً للمقترح، واضطرت الشرطة العراقية إلى نشر عناصرها في محيط النصب، كما أظهرت صورة متداولة في موقع «إكس».

ومع ذلك، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من التعليقات التي استعادت جدلاً طائفياً، واستعادت أجواء الاستقطاب بين المذاهب في العراق.

صورة متداولة لعناصر من الشرطة العراقية في محيط تمثال أبو جعفر المنصور في بغداد (إكس)

ورفضت السلطات الحكومية الإساءة للتمثال، وقال وكيل وزارة الثقافة فاضل البدراني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة حريصة على وجود التمثال في موقعه المعروف، ولا تسمح لأي إساءة أو تجاوز».

وأضاف البدراني: «مجتمع الثقافة في العراق يعتز بباني مدينة المنصور العاصمة، ولتمثاله رمزية كبيرة في نفوس العراقيين المحبين لبغداد، بل وكل عشاق التراث والرموز التاريخية العراقية، وله الفضل باختيار مدينة بغداد بموقعها المتميز على نهر دجلة».

ووصف كتّاب عراقيون دعوات الإزالة بأنها «ثرثرة طائفية» تعكس «مسار التفاهة في النظام السياسي العراقي»، وقال الصحافي أحمد الشيخ ماجد في منشور على «إكس»، إن «الأنظمة المحترمة تحافظ على هويات مدنها، لكن العراق (...) خسر الكثير من الأشياء العظيمة في هذا السياق».

وتابع ماجد: «تخيّل أن البغدادي الذي تكون حركته من منطقة إلى أخرى مشروعاً طويلاً بسبب الازدحامات يريدون أن يشغلوه بتمثال أبو جعفر المنصور».

من جهته، رأى أستاذ الإعلام في جامعة «أهل البيت»، غالب الدعمي أن «هناك بعض الأطراف تريد تدمير كل رموز الأمة في وقت نجد أن بقية الأمم تفتخر برموزها بغض النظر عن مسيرتهم في إدارتهم للحكم من وجهة نظر هذا أو ذاك».

وقال الدعمي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك أمثلة تؤكد ذلك ومن دولة مجاورة لنا وهي إيران التي تعتز مثلاً بالفردوسي (شاعر فارسي ولد في خراسان) وأسست جامعة وشوارع باسمه؛ لأن التاريخ ملك الجميع لا ملك طرف أو جهة أو دين أو ملة».

وعبّر الدعمي عن «الأسف، أصوات متطرفة في العراق تقلل وتضعف وتشوّه تاريخهم لمجرد الاختلاف أو الاستناد (إلى سرديات عصبية)».

تقريب الأديان

في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني «ضرورة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العراق».

واستقبل السوداني، الخميس، وفد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الذي يعقد مؤتمره في بغداد.

وقال رئيس الحكومة، وفقاً لبيان صحافي، إن «التنوع المذهبي يعضد الترابط داخل الوطن الواحد، وإن تنوع هذه المدارس في الفقه والنحو والتفسير والقراءات القرانية مصدر افتخار وعلامة غنى تاريخي».

وأكد السوداني لعلماء الدين المسلمين أن المعركة التي خاضها العراقيون ضد «الإرهاب ممثلاً بتنظيمي (القاعدة) (2006 - 2008) و(داعش) (2014 - 2017) عملت على توحيد العراقيين».

وأوضح السوداني «الحاجة ماسة إلى تنمية جيل يتعامل مع الفوارق المذهبية على أنها مدارس فكرية بالدرجة الأولى».


البطريركية المارونية تتصدر حملة معالجة الوجود السوري في لبنان

جانب من المشاركين في الطاولة المقفلة التي دعت إليها بكركي للبحث في ملف النزوح السوري (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في الطاولة المقفلة التي دعت إليها بكركي للبحث في ملف النزوح السوري (الشرق الأوسط)
TT

البطريركية المارونية تتصدر حملة معالجة الوجود السوري في لبنان

جانب من المشاركين في الطاولة المقفلة التي دعت إليها بكركي للبحث في ملف النزوح السوري (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في الطاولة المقفلة التي دعت إليها بكركي للبحث في ملف النزوح السوري (الشرق الأوسط)

يتصدر ملف النزوح السوري الاهتمامات في لبنان، في موازاة التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية، ويسجّل في هذا الإطار تحركات شعبية وسياسية يقوم بها الأفرقاء اللبنانيون، بانتظار الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري، الأسبوع المقبل، والتي يفترض أن تشهد مشاركة واسعة من قبل معظم الكتل النيابية، وتنتهي بتوصية لمعالجة ملف النازحين.

وقضية اللاجئين كانت محور الطاولة المقفلة التي دعا إليها المركز الماروني للأبحاث والتوثيق، برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، وشارك فيها وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، ووزير المهجرين عصام شرف الدين، ووزير العدل هنري الخوري، ووزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وممثلون لقادة الأجهزة الأمنية، وعدد من المحافظين.

وقبل اللقاء، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إن الهبة الأوروبية لم تبت بعد كلياً، قائلاً: «ستسمعون قريباً بقافلة عودة طوعية للسوريين إلى بلدهم نعمل عليها»، وأكد: «سندافع عن لبنان، ونطبق الإجراءات اللازمة، والتعاميم نُفّذت بنسب متفاوتة بين البلديات، ولن نقبل ببقاء السوريين غير الشرعيين».

وكان قد أُعلن عن حزمة المليار يورو التي أقرت للبنان من الاتحاد الأوروبي خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس، الأسبوع الماضي.

من جهته، لفت وزير التربية عباس الحلبي إلى أنه «سيعرض في بكركي الوضع التربوي، ولا سيما بالنسبة للتلامذة السوريين، وعلى الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية وسلطاتها المحليّة تنفيذ الإجراءات القانونية النافذة».

وأتت دعوة بكركي لهذه الجلسة بعد مواقف عالية السقف أصدرها الراعي، كان آخرها في عظة الأحد حين دعا المسؤولين إلى توحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى وطنهم، مطالباً إياهم، بـ«عدم الرضوخ للضغوط الأوروبية والدولية وأساليبها المغرية، بهدف تجنّب عودتهم وإبقائهم في لبنان لأهداف سياسية».

في موازاة ذلك، نفذ «التيار الوطني الحر»، الخميس، تحركاً شعبياً في وسط بيروت؛ «رفضاً للمحاولات الخارجية لتصفية قضية النزوح السوري على أرضه، كما جاء في الدعوة، واستكملت كتلته النيابية جولتها على المسؤولين، والتقت، الخميس، رئيس البرلمان نبيه بري».

وتحدث النائب سليم عون بعد اللقاء عن «إجماع بين اللبنانيين حول قضية اللاجئين، وهو عامل قوة يجب أن ننطلق منه لنطالب المعنيين بعودتهم إلى بلدهم»، مضيفاً: «أسمح لنفسي أن أستخدم ما قاله رئيس البرلمان بأن هذا الموضوع يشكل خطراً حقيقياً على الكيان، وليس على المسيحيين، إنما على اللبنانيين؛ مسلمين ومسيحيين».

وفيما أكد مشاركة كتلة «التيار الوطني الحر» في جلسة البرلمان، الأسبوع المقبل، أشار إلى أن النواب سيخرجون بتوصية «من ضمن الروحية التي نتحدث بها، وبأنه يفترض البحث كيف يكون المال مساعداً لعودة النازحين»، مؤكداً: «المال هو وسيلة ضرورية لعودة اللاجئين، ولكن ليس لتخديرنا عن المطالبة بعدم العودة».

بدوره، واستكمالاً للجولة التي يقوم بها على عدد من المسؤولين والمعنيين في هذه القضية، قدّم وفد من كتلة حزب «القوات اللبنانية» مذكرة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين، تتضمن مقاربة «القوات» للوجود السوري، مؤكداً أن «لبنان غير مهيأ أن يكون بلد لجوء».

كذلك يستمر الحزب «التقدمي الاشتراكي» في مبادرته عبر توزيع الوثيقة التي أعدّها لمعالجة ملف النزوح السوري على الأفرقاء والمسؤولين اللبنانيين، وتتضمن دعوة لفتح حوار مع الدولة السورية بشأن النازحين.

وتأتي كل هذه التحركات التي يقوم بها أطراف عدة، قبل نحو أسبوع من موعد الجلسة التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري بطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي؛ إثر الحملة التي تعرّض لها على خلفية الهبة الأوروبية، واعتبار البعض أن المليار يورو هي رشوة لإبقاء السوريين في لبنان، وهي ما لاقت تجاوباً من معظم الأفرقاء، حيث من المتوقع أن يشارك فيها معظم الكتل النيابية، بمن فيهم الذين ينتقدون التشريع في البرلمان اللبناني في مرحلة الفراغ الرئاسي، وتحديداً «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية». وهو ما تلفت إليه مصادر في «القوات»، مشيرة إلى أن التوجه هو للمشاركة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجلسة ليست تشريعية، إنما مساءلة ووضع الضوابط أمام تحرك الحكومة وتحصين الموقف الوطني في قضية اللاجئين».

وبانتظار ما سيصدر عن جلسة البرلمان، ترى المصادر أن كل التحركات التي تحصل في لبنان اليوم هي ضمن «التعبئة المطلوبة للوصول إلى حلول».

وتقول: «اجتماع بكركي أيضاً يأتي في سياق التعبئة الوطنية المطلوبة لمعالجة ملف الوجود السوري غير الشرعي؛ لأن القرار بشأنه سيادي لبناني، ولأن هذه المسألة لم تعد تحتمل المماطلة، ويجب الذهاب فيها إلى خطوات عملية»، مذكرة من جهة أخرى بـتعاميم الأجهزة الأمنية والبلديات التي يجب أن تعمل على تطبيقها، وأن تشكل خريطة طريق للفرز بين من هو شرعي ومن هو غير شرعي لترحيله».