على وقع حرب غزة.. صناعة التكنولوجيا في إسرائيل تمر بأزمة صعبة

طوفان الأقصى خسائر اقتصاد إسرائيل في أرقام
قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي طاله ما طال مجمل الاقتصاد (الجزيرة)

تمر صناعة التكنولوجيا في إسرائيل بأزمة وصفتها صحيفة "غلوبس" الاقتصادية بـ"الصعبة"، التي تظهر من خلال تراجع الاستثمارات، وتسريح العمال، وانهيار الشركات الناشئة سريعة النمو، وغير ذلك من الظواهر.

بداية الأزمة

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد بدأ الأمر بالأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن ارتفاع التضخم، لكنه استمر في السنة الماضية حتى عندما شهد بقية العالم علامات التعافي.

وتضررت الشركات الناشئة في مراحلها الأولى بشدة من هذا الاتجاه، وهو ما ينعكس في الصعوبات في تأسيس شركات جديدة والعقبات التي تعترضها في جمع الأموال.

ومن الجوانب الرئيسية للأزمة التراجع الحاد في الانخفاض الحاد في عدد المستثمرين الملائكيين في إسرائيل، بحسب البيانات التي نقلتها الصحيفة عن مكتب دعم الشركات الناشئة (ستارت أب نيشن سينترال) غير الحكومي.

وبحسب الصحيفة، كان هؤلاء المستثمرون يشكلون في الماضي أحد الأطر الرئيسية والأكثر أهمية للشركات الناشئة حديثة التأسيس، إلا أن هذا الاتجاه يتغير اليوم.

وتراجع عدد المستثمرين الملائكيين في إسرائيل في عام 2023 إلى 61 مقارنة مع 251 في عام 2022، بانخفاض يزيد على 75%، وفي عام 2021، كان ما يقارب من 300 مستثمر ملائكي نشط في إسرائيل، مما يعني أن عددهم تراجع بنسبة 80% تقريبا في العامين الماضيين.

و"مستثمر ملائكي" يعني المستثمر الذي يضخ من رأس ماله الخاص في الشركات في مراحلها المبكرة، في جولات التمويل الأولي، وغالبا ما يحصل على أسهم في الشركة ونسبة من الأرباح المستقبلية، ويعمل أحيانا في مجموعات تدمج الاستثمار في شركة ما، وفي بعض الأحيان يتواصل شخصيا مع المشاريع ويقترحون استثمارا.

انفوغراف خسائر اقتصاد إسرائيل بسبب حرب غزة
إنفوغراف خسائر اقتصاد إسرائيل بسبب حرب غزة (الجزيرة)

تعديل قانوني

ووفق الصحيفة، فإن الانخفاض في عدد المستثمرين الملائكيين النشطين في إسرائيل يأتي على الرغم من التعديل القانوني الذي يهدف إلى جذبهم إلى الشركات في إسرائيل، وفي يوليو/تموز الماضي صادق الكنيست على "قانون الملائكة"، أو قانون تشجيع الصناعة كثيفة المعرفة، الذي يمنح -من منافع أخرى- إعفاء ضريبيا لمستثمري القطاع الخاص الذين يستثمرون في الشركات الناشئة في المراحل المبكرة.

وتقول هيئة الضرائب الإسرائيلية ووزارة المالية إن هذه الفوائد تهدف إلى تشجيع الاستثمار الخاص، وخاصة من المستثمرين الإستراتيجيين الذين لديهم خبرة في سوق التكنولوجيا، أي الملائكة.

واستنادا إلى البيانات التي قدمتها ستارتب نيشن سنترال، فإن القانون بعيد كل البعد عن تحقيق هدفه، حسبما ذكرت الصحيفة.

وبدأ عدد المستثمرين الملائكيين في إسرائيل في الزيادة في سنة 2010 وبحلول عام 2019 كان ثمة 166 مستثمرا ملائكيا نشطا في البلاد، وبحلول عام 2021 ارتفع العدد إلى 297، وفق الصحيفة.

ونقلت الهيئة عن شريك صندوق رأس المال الاستثماري دي 10 إيتاي راند قوله إن عددا من العوامل تُبعد المستثمرين الملائكيين بدءا بالأزمة العالمية في صناعة التكنولوجيا، والصراع الداخلي والخلاف في إسرائيل العام الماضي حول التغييرات في النظام القضائي، والآن الحرب (في غزة).

المصدر : الصحافة الإسرائيلية