Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حضر الداء وغاب الدواء... صيدليات غزة بأرفف فارغة

لا يوجد أي علاج للأمراض المزمنة والمساعدات التي تدخل القطاع خاصة بالتخدير والعمليات الجراحية

تعاني الصيدليات في قطاع غزة نفاد 43 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة) 

ملخص

لا توجد أدوية في صيدليات غزة حتى حليب الأطفال وحفاظات الرضع نفدت... إليكم تفاصيل أكثر

بين الصيدليات تتنقل أسمهان في قطاع غزة، وتصطحب معها أطفالها الأربعة المصابين بالبرد والرشح والقيء، وتبحث لهم عن علاج يقيهم تفاقم حالاتهم الصحية، لكن كل مرة يعتذر لها الصيدلاني ويبلغها أنه لا يتوفر دواء.

على رغم ذلك تكرر أسمهان زياراتها لمرافق صرف الأدوية، وتعلق آمالها بأن تجد لهم أي وصفة طبية توقف أعراض المرض الذي ظهر عليهم، وفي كل صيدلية تدخلها تشاهد بعينها الرفوف فارغة من علب العلاجات.

 

علاج بسيط

داخل إحدى الصيدليات اعتذر لها الصيدلاني الذي يصرف الدواء هادي العجلة، وأبلغها أن الحقن المستخدمة لإيقاف أعراض القيء أو الرشح نفدت، نصحها بالتوجه إلى مستشفى الأقصى الحكومي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لكنه لم يخف عليها تشاؤمه من أن تجد الدواء هناك.

 

 

مدهوشة أسمهان من الحالة التي وصلت لها غزة، وتقول مخاطبة الصيدلاني "ما أسال عنه علاج بسيط لمرض بسيط، الرشح ربما يحتاج إلى شراب علاجي أو مضاد حيوي، لماذا لا يتوفر، وكل مرة يبلغني الصيدلاني اعتذاره".

لم يجد الصيدلاني هادي أي عبارة يرد عليها سوى بالقول "إنها الحرب يا عزيزتي"، غادرت أسمهان الصيدلية وهي تتأفف وتضيف "على هذه الحال الموت أرحم لنا من الحياة المريرة".

حبة مسكن

وتكرر ما حدث مع أسمهان مع المواطن رجب لكن على شكل آخر، إذ يشرح ما حدث معه "زرت جميع صيدليات دير البلح لأشتري مسكن آلام، إذ كان رأسي يؤلمني بشدة ولم أجد أي حبة واحدة لعلاجي".

 

 

وأضاف رجب "نعم حبة واحدة، لم أسأل أي صيدلاني عن عبوة علاج من فصيلة المسكنات، بل كنت أطلب منه حبة علاج وأبديت استعداداً لدفع أي ثمن يطلبه، لكن عبثاً كنت ألح على العاملين الصحيين".

حليب وحفاظات الأطفال

الأمر لا يقتصر على الأدوية فحسب، إذ لروان قصة أخرى في البحث عن حليب الأطفال وحفاظات الرضع، تقول "بالعادة يكون مكان حليب الصغار عند مدخل الصيدلية وأسفل منه البامبرز، وعندما كنت أبحث لم أسأل أي صيدلاني إذا كان ذلك متوفراً أم لا".

 

 

وتضيف روان "كنت أفتح باب الصيدلية وأتجول بعيني على الرفوف، وألاحظ أنها فارغة فأغلق الباب وأغادر، من المؤكد أن كل شيء نفد، فالحرب طويلة والمعابر مغلقة، والمخزون في المستودعات قليل جداً، نعيش في كوارث لا حصر لها".

متوفر مكملات غذائية

يقول الصيدلاني هادي العجلة "نواجه نقصاً كبيراً في حليب الأطفال وأدوية الأمراض المزمنة وأصناف المسكنات والمضادات الحيوية، أرفف الصيدليات باتت فارغة من كل شيء، الأزمة أكبر من أن توصف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تشهد الصيدلية التي يديرها العجلة تكدساً من سكان المدينة والنازحين على أمل الحصول على بعض العلاج، مضيفاً "الأدوية الموجودة حالياً ليست من النوع الحيوي والضروري، وإنما الفيتامينات والمكملات الغذائية، وليس عليها طلب كبير".

بحسب الصيدلاني فإن هناك كارثة حقيقية تهدد حياة الأطفال والكبار وأصحاب الأمراض المزمنة بسبب نفاد ونقص الأدوية، متابعاً حديثه "إنه وضع سيئ أن يعرف أب أن ابنه قد يموت لعدم وجود علبة دواء عادية، هذا أمر يعجز الإنسان عن تصديقه".

 

 

قبل الحرب تعاني الصيدليات في قطاع غزة نفاد 43 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية، و25 في المئة من المستلزمات الطبية، وفق التقرير نصف السنوي الذي أعدته وزارة الصحة الفلسطينية.

أصناف مهمة نفدت

توضح مسؤولة الدواء في نقابة الصيادلة شروق حجاج أنه لا يتوفر أدوية الإسهال والقيء بشكل مطلق، أما الجرب والجدري المائي فهناك أدوية قليلة متوفرة لكنها ستنفد قريباً، وعن الأدوية الخاصة بالغدة الدرقية فقد نفدت.

وتشير حجاج إلى أن أدوية الأمراض المزمنة ستنفد في غضون ثلاثة أسابيع، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطرة على حياة المرضى، وبخاصة أمراض القلب وضغط الدم المرتفع والسكري والدهون والكولسترول.

 

 

وتؤكد المسؤولة النقابية أن أدوية المضادات الحيوية انقطعت من السوق الدوائية، ويعتبر عدم توافرها خطراً للغاية، لافتة إلى أن "أي إنسان لديه التهاب أو جرح أو أجرى عملية جراحية سيزيد لديه الالتهاب وسيضعف التئام الجرح، وسيحدث له مضاعفات ومشكلات كثيرة، إن لم يجد مضاداً حيوياً".

قطع الطريق

لا ترجع حجاج غياب هذه الأصناف لإغلاق المعابر ووقف استيراد العلاج فحسب، بل أيضاً إلى تقسيم القطاع إلى شقين، مضيفة "لدينا مستودعات أدوية وتحوي كمية علاجات لا بأس بها، لكنها موجودة في الشق الشمالي من القطاع ويصعب الوصول إليها بسبب تقطيع الطرق، فهي مغلقة أو تعرضت للقصف والتدمير".

 

 

وتوضح أنهم تواصلوا مع المؤسسات الدولية المعنية وطلبوا تنسيقاً لجلب الدواء من المستودعات شمالاً، لكنهم ينتظرون رداً بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن تأخر نقل العلاج يفاقم من أزمة نفاد الأدوية في وسط وجنوب القطاع.

ووفقاً للمسؤولة الصيدلانية فإن المساعدات الطبية التي تدخل لغزة على شكل مساعدات إنسانية معظمها عبارة عن أدوية تخدير، وأخرى مخصصة للعمليات الجراحية وما بعدها، من دون أن تحوي أدوية لعلاج الأمراض المزمنة، وحالات مرضية أخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير