ملاحقات ضريبية شرسة للشركات المتهربة في بريطانيا

طلبات لإغلاق أكثر من 2300 مؤسسة

زحام من المتسوقين في شارع ريجينت ستريت وسط العاصمة البريطانية لندن قبل عيد الميلاد (أ.ف.ب)
زحام من المتسوقين في شارع ريجينت ستريت وسط العاصمة البريطانية لندن قبل عيد الميلاد (أ.ف.ب)
TT

ملاحقات ضريبية شرسة للشركات المتهربة في بريطانيا

زحام من المتسوقين في شارع ريجينت ستريت وسط العاصمة البريطانية لندن قبل عيد الميلاد (أ.ف.ب)
زحام من المتسوقين في شارع ريجينت ستريت وسط العاصمة البريطانية لندن قبل عيد الميلاد (أ.ف.ب)

أفاد تقرير إخباري بأن إدارة الإيرادات والجمارك في بريطانيا تقدمت بطلبات لإغلاق 2391 شركة على مدار عام حتى السابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على خلفية عدم تسديد ديون ضريبية.

وهذا الرقم يشكل ثلاثة أمثال طلبات العام الماضي، بحسب البيانات التي جمعتها شركة المحاسبة «يو. إتش. واي. هاكر يانغ».

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، يوم السبت، عن بيتر كوبيك، الشريك بإحدى شركات المحاسبة، قوله: «الزيادة الهائلة في الالتماسات التي أصدرتها إدارة الإيرادات والجمارك البريطانية هي علامة واضحة على أن هيئة الضرائب تلاحق، على نحو شرس، الديون الضريبية التي لم يتم تسديدها».

وأوضحت «بلومبرغ» أنه كان قد تم تقييد صلاحية إدارة الإيرادات والجمارك البريطانية على تحريك طلبات تصفية حتى نهاية مارس (آذار) 2022، وذلك في ظل إجراءات وضعت لحماية الشركات خلال عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا.

وتحرك الإدارة طلبات تصفية، والتي يستخدمها الدائنون ضد الشركات التي تتخلف عن سداد فواتيرها، ويمكن تسوية الأمر عن طريق سداد الدين.

وتأتي تحركات الهيئة الضريبية البريطانية متزامنة مع تسجيل الاقتصاد البريطاني انكماشا لم يكن متوقعا في الربع الثالث من العام الحالي، وفق بيانات رسمية نُشرت الجمعة، الأمر الذي أثار مخاوف من أن تواجه البلاد ركوداً قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية في بيان إن إجمالي الناتج المحلي انكمش بنسبة 0.1 في المائة بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) بسبب تراجع إنتاج الخدمات، وذلك بانخفاض عن التقدير السابق البالغ صفر.

وتأثر النشاط الاقتصادي بالزيادات القوية في أسعار الفائدة التي أقرها بنك إنجلترا بهدف الحد من التضخم المرتفع وتخفيف أزمة تكاليف المعيشة.

وأضاف مكتب الإحصاءات الوطنية أن الاقتصاد استقر في الربع الثاني، مخفضاً تقديراته السابقة بتحقيق نمو بنسبة 0.2 في المائة. وأثار ذلك تكهنات بشأن ركود محتمل يعرَّف بأنه ربعين متتاليين من النمو الاقتصادي السلبي.

وأشار آشلي ويب، المحلل الاقتصادي لدى شركة «كابيتال إيكونوميكس»، إلى أن «الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الثالث قد يعني أن أخف حالات الركود المعتدل قد بدأت. ولكن سواء كان هناك ركود صغير أم لا، فإننا نتوقع أن يظل النمو الحقيقي لإجمالي الناتج المحلي ضعيفاً طوال عام 2024».

وسجل مؤشر أسعار المستهلك 3.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة مع 4.6 في المائة في الشهر السابق، وهو أضعف مستوى منذ سبتمبر 2021. ومع ذلك يبقى هذا المعدل أعلى بمرتين من هدف بنك إنجلترا البالغ 2.0 في المائة، كما أن التضخم الأساسي الذي لا يشمل تكاليف الغذاء والطاقة، لم يتراجع إلا بشكل طفيف إلى 5.2 في المائة في نوفمبر من 5.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وجمد بنك إنجلترا الأسبوع الماضي سعر الفائدة الرئيسي عند 5.25 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ 15 عاماً، لكنه حذر من أنه سيظل مرتفعاً لمعالجة الأسعار الاستهلاكية المرتفعة.

وزاد البنك المركزي أسعار الفائدة 14 مرة لوقف التضخم، وأدت هذه الزيادات إلى تراجع النشاط الاقتصادي لأن البنوك التجارية تمرر تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى الشركات والمستهلكين.


مقالات ذات صلة

تركيا: عجز التجارة الخارجية يقفز 12.9 % خلال أبريل

الاقتصاد سفينة حاويات تمر في مضيق البسفور على ساحل مدينة إسطنبول التركية (أ.ف.ب)

تركيا: عجز التجارة الخارجية يقفز 12.9 % خلال أبريل

سجل العجز التجاري الخارجي لتركيا قفزة جديدة في أبريل (نيسان) الماضي، مرتفعاً بنسبة 12.9 في المائة على أساس سنوي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

لجنة التعاون المالي بدول الخليج تبحث عمل الاتحاد الجمركي

سلّط المشاركون في الاجتماع الـ121 للجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول الخليج الضوء على ما توصلت إليه هيئة الاتحاد الجمركي في تفعيل عملها.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد سيارات «بي واي دي» الصينية في طريقها للشحن عبر ميناء يانتاي شرق البلاد (أ.ف.ب)

الصين تنتقد تحقيق السيارات الأوروبي وتدعو لمباحثات تجارية

دعت بكين المفوضية الأوروبية لوقف التحقيق الذي تجريه بشأن الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية واصفة التحقيق بأنه «غير منطقي».

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد أحد منتجعات وجهة «مشروع البحر الأحمر» (موقع الشركة)

توقّعات بنمو إنفاق السياحة الساحلية في السعودية إلى 900 مليار دولار

من المتوقع أن تنمو مصروفات السياحة الساحلية في السعودية إلى 900 مليار دولار بحلول 2030، مع معدل نمو سنوي مركب يتجاوز 5 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد توقيع الاتفاقية بين وزيري المالية السعودي والقطري (واس)

السعودية وقطر توقّعان اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي

وقّع وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، مع نظيره القطري، علي الكواري، الخميس، اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

السعودية: 4.4 % نمو الأنشطة غير النفطية وارتفاع الإيرادات 7.3 % نهاية 2023

ارتفعت النفقات الرأسمالية بنحو 19 % مقارنة بالميزانية المعتمدة (واس)
ارتفعت النفقات الرأسمالية بنحو 19 % مقارنة بالميزانية المعتمدة (واس)
TT

السعودية: 4.4 % نمو الأنشطة غير النفطية وارتفاع الإيرادات 7.3 % نهاية 2023

ارتفعت النفقات الرأسمالية بنحو 19 % مقارنة بالميزانية المعتمدة (واس)
ارتفعت النفقات الرأسمالية بنحو 19 % مقارنة بالميزانية المعتمدة (واس)

أعلنت وزارة المالية السعودية أن أداء المالية العامة في عام 2023 شهد ارتفاعاً في إجمالي الإيرادات بنحو 7.3 في المائة عن الميزانية المعتمدة، نتيجة زيادة كل من الإيرادات النفطية وغير النفطية.

وقالت الوزارة في تقرير أداء الميزانية الفعلي لنهاية العام المالي 2023، إن ارتفاع الإيرادات النفطية يعزى إلى تحصيل توزيعات الأرباح المرتبطة بالأداء، كما ارتفعت الإيرادات غير النفطية بنسبة 15.5 في المائة، مقارنة بالميزانية المعتمدة والمرتبطة في نمو الأنشطة الاقتصادية، مدعومة بجهود الحكومة المستمرة في تطبيق مبادرات تنمية الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى التطوير المستمر في الإدارة الضريبية وتحسين إجراءات التحصيل.

وفي المقابل، شهد إجمالي النفقات ارتفاعاً بنحو 16.1 في المائة عن الميزانية المعتمدة، بسبب تعزيز الصرف على منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية وصدور الدعم الملكي بزيادة الحد الأدنى الأساسي لاحتساب المعاش لمستحقي الضمان الاجتماعي. كما ارتفع الصرف على العديد من الاستراتيجيات المناطقية والقطاعية الواعدة بهدف تنويع القاعدة الاقتصادية، حيث ارتفعت النفقات الرأسمالية بنحو 19 في المائة، مقارنة بالميزانية المعتمدة نتيجة الجهود المتواصلة في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة.

وذكرت وزارة المالية في تقريرها أن أداء المالية العامة سجل عجزاً في العام الماضي بنحو 81 مليار ريال (من فائض مقدر بـ16 مليار ريال)، وهو ما يعادل 2 في المائة من الناتج المحلي. فيما بلغ رصيد الدين العام نحو 1.050 مليار ريال، وهو ما يعادل 26.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بنحو 95 مليار ريال في الميزانية المعتمدة. وبلغ رصيد الاحتياطيات الحكومية نهاية عام 2023 نحو 390 مليار ريال.

وجاء في التقرير أيضاً أن البيانات الفعلية في عام 2023 أظهرت انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.8 في المائة، مقارنة بتقديرات الميزانية التي كانت عند 3.1 في المائة بسبب انخفاض الناتج المحلي الحقيقي للأنشطة النفطية بنسبة 9 في المائة نتيجة استمرار الخفض الطوعي من إنتاج المملكة للنفط الخام بهدف دعم استقرار وتوازن أمن أسواق الطاقة. بينما شهد الناتج المحلي الحقيقي للأنشطة غير النفطية أداءً إيجابياً، إذ حقق نمواً بنسبة 4.4 في المائة، مما يعكس جهود المملكة في تعزيز دور القطاع الخاص ليقود النمو في اقتصادها، إلى جانب الجهود المبذولة لتشريع المشاريع والاستراتيجيات.

وذكر التقرير أن معدل التضخم سجل العام الماضي مستويات مقبولة وأقل من معدلات التضخم العالمية، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.3 في المائة، وهو أعلى من المقدر في ميزانية عام 2023 عند 2.1 في المائة، متأثراً بارتفاع أسعار السلع الأساسية.

هذا وتراجع معدل البطالة الإجمالي ليصل إلى 4.4 في المائة في نهاية عام 2023 مقارنة بتقديرات بـ4.8 في المائة في نهاية 2022. كما انخفض معدل البطالة بين السعوديين إلى مستوى تاريخي ليصل إلى 7.7 في المائة، مقارنة بـ8 في المائة نهاية 2022، وذلك بفعل استمرار تعافي الاقتصاد المحلي وتكثيف جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتوفير فرص عمل للمواطنين.