Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا أصبح الأميركيون مواليد الألفية أكثر تشاؤما حيال 2024؟

ترى غالبيتهم أن فرص تحقيق النجاح المالي منخفضة ويفتقد نصفهم ما يكفي من الأموال لـ3 أشهر

نساء هذا الجيل أكثر تفاؤلاً حيال المستقبل من الرجال على الرغم من ضعف ثقتهن في قدراتهن المالية (أ ف ب)

ملخص

استطلاع لـ"بنك أوف أميركا" يكشف كيف غير التضخم من أولويات الإنفاق لدى "الجيل زد"

صار مواليد الألفية من جيل "زد" الأميركيين أكثر تشاؤماً اليوم حيال إمكانية تحقيق نجاح مالي، في ظل عديد التحديات التي تمثل اليوم لتعوق قدرة الجيل التقني، على جمع الثروة وتقلص بقوة من احتمالات بلوغ الرفاهية المأمولة.

في دراسة "بنك أوف أميركا" عن "السلوكيات المالية في 2023"، التي أجريت في أغسطس (آب) الماضي، لعينة تمثيلية مكونة من 1167 بالغاً على مستوى الولايات المتحدة الأميركية ممن تراوح أعمارهم ما بين 18 و26 عاماً، بما في ذلك 276 أميركياً أفريقياً و267 من أصل إسباني ولاتيني و616 امرأة، تبدو المخاوف المالية أكثر وضوحاً لدى هذا الجيل.

تأثرت أنماط حياة هؤلاء بالتضخم المرتفع، إذ أفاد 85 في المئة من العينة بوجود عائق واحد على الأقل أمام النجاح المالي، بما في ذلك النصف (53 في المئة) ممن يرون أن ارتفاع كلفة المعيشة تعوق تحقيق هذا الهدف، في حين غير ما يقرب من ثلاثة أشخاص من كل أربعة (73 في المئة) عاداتهم بإنفاق أقل على البقالة. ويرى السواد الأعظم من العينة (96 في المئة) أهمية الإبقاء على هذه التغييرات الحياتية مدة 12 شهراً.

ويفيد ما يقرب من نصف (43 في المئة) جيل الألفية بطهيهم المتكرر في المنزل تجنباً لتناول الطعام في الخارج، فيما يخطط 90 في المئة من العينة لفعل ذلك طوال العام المقبل، وأنفق 40 في المئة من الجيل "زد" مبالغ أقل على شراء الملابس، و33 في المئة أنفقوا على الضرورات فقط، في وقت واجه ثلث هذا الجيل (37 في المئة) انتكاسة مالية من قبيل الاضطرار إلى التوقف عن الادخار أو تراكم ديون إضافية، وعانى 37 في المئة من "انخفاض في احترام وتقدير الذات" بالنظر إلى ظروفهم الاقتصادية الصعبة.

الاستدانة من الأسرة والأصدقاء

عرف هذا الجيل الطريق نحو الاستدانة مبكراً، إذ أفاد 27 في المئة منهم باقتراض الأموال من الأصدقاء والعائلة. ويرى 22 في المئة أنهم صاروا أكثر عرضة للاعتماد على الأسرة في تدبير الأموال، فيما أفاد 56 في المئة منهم بعدم امتلاك مدخرات كافية تغطي نفقات ثلاثة أشهر.

تثق أغلبية بسيطة من هذا الجيل (52 في المئة) في اتخاذهم قرارات صائبة، فيما تعتقد نسبة 48 في المئة أنهم يحظون باستقلال مالي، وبينما يشعر هذا الجيل بنسبة غالبة في جاهزيته للتعامل مع الأنشطة المالية اليومية، مثل إدارة النفقات اليومية (69 في المئة)، وإعداد الميزانية (70 في المئة)، والائتمان (67 في المئة)، فإنهم يعانون فجوة في موضوعات التخطيط المالي الأكثر تعقيداً، مثل الاستثمار في سوق الأوراق المالية (29 في المئة).

وأعرب واحد فقط من كل أربعة (24 في المئة) من المشاركين في الاستطلاع عن ثقتهم بأن الاقتصاد الأميركي سيتحسن، مما قد يؤثر على أولوياتهم المالية للعام المقبل، إذ إن ثقة الغالبية في المستقبل، آخذة في التراجع، ومنهم من يشعر بأن سوق العمل ستتحسن (32 في المئة)، وأن سوق الإسكان ستظل قوية (26 في المئة).

يلجأ أفراد الجيل "زد" إلى العائلة (55 في المئة) والأصدقاء (13 في المئة) للحصول على مشورة مالية موثوقة، فيما يذهب 15 في المئة منهم لأخذ المشورة المالية من جهات خارجية، و10 في المئة يثقون في مشورة الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقعي "يوتيوب" بنسبة 34 في المئة، و"تيك توك" بنسبة 30 في المئة.

يلفت تقرير "بنك أوف أميركا" إلى أن هذا الجيل لا يشعر بإحباط مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يقارنون وضعهم المالي بالأثرياء الذين يرونهم على هذه المنصات. ويرى أن جيل "زد" هو جيل ذو توجه وظيفي يعمل بجد من أجل كسب الأموال، وتشمل أهم أولوياته في العام المقبل تعزيز التعليم (36 في المئة) والتقدم في الحياة المهنية وزيادة الرواتب (31 في المئة) والحصول على وظيفة جديدة (31 في المئة)، مع سداد الديون (26 في المئة) وبناء وتحسين الائتمان (23 في المئة) فيما تولي نسبة 21 في المئة منهم السفر أولوية كبرى في 2024.

وفي مساعيهم نحو تحقيق هذه الأولويات، يبحث هذا الجيل عن تحسين الحياة المهنية عبر البحث عن وظيفة جديدة (33 في المئة)، والتفاوض على زيادة الراتب (22 في المئة)، فيما لدى ما يزيد على الثلث منهم (35 في المئة) نشاط جانبي.

يشعر الأميركيون السود باستقلال مالي وثقة أعلى من أقرانهم من ذوي البشرة البيضاء في هذا الجيل الشاب وفق الاستطلاع، وتشعر غالبيتهم أيضاً بثقة أكبر في المضي على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المالية المرجوة، في حين تتوزع اهتمامات هذا الجيل على شراء سيارة (33 في المئة) والحصول على وظيفة أو منصب جديد (31 في المئة) وسداد الديون (29 في المئة)، وجاءت اهتمامات الأميركيين من أصول إسبانية ولاتينية على نحو مشابه من أقرانهم السود، فالحصول على وظيفة (37 في المئة) وتعزيز التعليم (33 في المئة) وسداد الديون (29 في المئة) كانت الغالبة في قائمة هذه الاهتمامات، بينما تتراجع لديهم نسبة الثقة في مضيهم على طريق تحقيق الأهداف المالية المرجوة إلى 49 في المئة فقط، وكانوا على نحو ما أقل من غيرهم في امتلاك المدخرات اللازمة لتغطية نفقات ثلاثة أشهر.

النساء في مواجهة تحديات أكبر

لا تزال نساء هذا الجيل في مواجهة فجوات واضحة في الاستعداد المالي، فبشكل عام، تشعرن بثقة أقل من الرجال في أنهم يسيرن على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافهن المالية (49 في المئة نساء مقابل 55 في المئة رجال)، وعندما سئلن عن الإجراءات المالية التي اتخذوها في العام الماضي، تتأخر نساء الجيل "زد" عن الرجال عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في سوق الأوراق المالية (11 في المئة مقابل 18 في المئة)، وتشعر نساء هذا الجيل أيضاً بأنهن أقل استعداداً من أقرانهن الرجال للتعامل مع شؤونهن المالية بشكل مستقل (56 في المئة مقابل 63 في المئة).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع ذلك، تشعر النساء بالقدر نفسه تقريباً من القدرة على إدارة شؤونهن اليومية (70 في المئة مقابل 68 في المئة لدى الرجال) وبناء ائتمانهن وإدارته بحكمة (68 في المئة مقابل 67 في المئة للرجال)، فيما لديهم استعداد أكبر من الرجال للإنفاق غير الضروري (41 في المئة مقابل 24 في المئة)، ومع ذلك فإنهن أكثر تفاؤلاً حيال مستقبلهن المالي، إذ ترى غالبية نساء الجيل (58 في المئة) أنهن يشعرن بالثقة بأن مستقبلهن المالي متفائل، مقارنة بـ57 في المئة عند الرجال، وقد غيرن وظائفهن أكثر من نظرائهن من الرجال خلال العام الماضي (37 في المئة مقابل 30 في المئة)، وعندما سئلن عن سبب بحثهن عن وظائف جديدة، أشرن إلى أن الوظيفة الجديدة ستوفر لهن راتباً أعلى (40 في المئة) وستكون بمثابة خطوة للأمام (36 في المئة).

أما عن الأولويات الأربع الكبرى لنساء الجيل في عام 2024 فكانت كما يلي، مواصلة تعليمهن (39 في المئة مقابل 33 في المئة من الرجال)، والحصول على وظيفة جديدة (32 في المئة مقابل 31 في المئة)، والارتقاء بمسيرتهن المهنية (29 في المئة مقابل 34 في المئة للرجال، وسداد ديونهم (29 في المئة مقابل 23 في المئة للرجال).

على ما يبدو، تأتي هذه النتائج لتوضح كيف أوقع التضخم العصي على التراجع في الولايات المتحدة الأميركية تأثيرات بالغة الضرر في نفوس هذا الجيل الشاب، حتى صار المستقبل لديه في ظل هذه التحديات الجسام، أكثر قتامة العام المقبل.