تعرَّف إلى أكثر 10 حروب تكلفة.. الخسائر بالأرقام

تعرَّف إلى أكثر 10 حروب تكلفة.. الخسائر بالأرقام

31 أكتوبر 2023
خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات بين الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان (فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى التقارير اليوم عن الخسائر المادية والاقتصادية التي يمكن أن يسببها عدوان الاحتلال المستمر على غزة، أكان بالنسبة إلى الاقتصادين الفلسطيني والإسرائيلي، أم انعكاساته على المنطقة والاقتصاد العالمي ككل. لكن يبقى احتساب تكلفة هذا العدوان مستحيلاً قبل انجلاء غبار الأعمال الحربية.

عموماً، الحرب لا يمكن التنبؤ بخسائرها، ما دامت عملياتها مستمرة، فيما الناس حول العالم يشكون غالباً من الميزانية المخصصة للدفاع، نظراً لأرقامها الفلكية التي تأتي عادة على حساب التنمية والازدهار في العديد من الدول. ذلك أن صنع رأس حربي نووي واحد، مثلاً، يكلف ملايين الدولارات، ولدى دول مثل الولايات المتحدة وروسيا المئات وربما الآلاف منها.

وفي كل الأحوال، إن لاحتساب التكاليف المباشرة للحروب ظروفها وتعقيداتها. فماذا عن أكثر الحروب تكلفة في التاريخ المعاصر، وفقاً للمجلة الإلكترونية المتخصصة "توب تنز دوت نت":

1 - الحرب الباردة: 5.8 تريليونات دولار

من الناحية الفنية، الحرب العالمية الثانية أكثر حرب كلفة خيضت على الإطلاق، لكن الحرب الباردة لا تزال تعتبر حرباً، حتى لو لم تغزُ القوات أي مكان من أجل تحقيق هدف كبير.

في الفترة الممتدة من عام 1940 إلى عام 1996، وبجمع الأموال المنفقة على سباق التسلح النووي الذي كان في قلب صراع الحرب الباردة، يتبين أن الولايات المتحدة أنفقت مبلغاً مذهلاً قدره 5.8 تريليونات دولار.

وقد يكون رهاناً آمناً تخمين أنه أُنفِق أكثر من 10 تريليونات دولار في جميع أنحاء العالم على الحرب الباردة وديمومة صيانة الترسانات النووية.

2 - الحرب العالمية الثانية: 4.7 تريليونات دولار

بحساب التضخم، من المفترض أن الحرب العالمية الثانية جلبت ثمناً باهظاً قدره 4.7 تريليونات دولار. وفي السنة الأخيرة من الحرب، بلغت الأموال المنفقة 40% من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة.

ومقارنة باليوم، فإن هذا أكثر بكثير من المنفق على الحروب الحديثة التي تقلّ تكلفتها عن تريليون دولار. ويأتي جزء من ذلك من النطاق المذهل للحرب العالمية الثانية. فقد ضم الجيش الأميركي حينها 2.5 مليون عضو مقارنة بالحرب العالمية الأولى عندما نُشر 12.2 مليون فرد.

وذهبت هذه الأموال إلى بنود في موازنة الدفاع مثل 41 مليار طلقة ذخيرة و303 آلاف طائرة و10 آلاف دبابة و27 حاملة طائرات من بين العديد من النفقات الأخرى. وللمساعدة في تغطية التكلفة، زيدت الضرائب بنسبة تصل إلى 94% في بعض الحالات.

ولتعزيز بقاء الرجال في الجيش، دُفع 50 دولاراً شهرياً لكل واحد منهم. ومع أن هذا أمر تافه اليوم، لكنه في تلك الأوقات كان أكثر مما يتقاضاه معظم المهنيين الذين يحصلون على رواتب منتظمة.

3 - الحرب العالمية الأولى: 3.3 تريليونات دولار

رغم أنها لم تكن باهظة التكلفة مثل الحرب العالمية الثانية، إلا أن الحرب العالمية الأولى دفعت العالم إلى حسابه المصرفي الجماعي وأخذت كل البنسات الموجودة فيه. ففي ذلك الوقت، كانت تكلفة الحرب تراوح بين 185 مليار دولار و208 مليارات دولار. لكن حتى لو ذهبت إلى الحد الأدنى من هذا المقياس واحتسبت التضخم منذ عام 1918، فإن الفاتورة تصل إلى 3.3 تريليونات دولار بعد التعديل.

لقد دفعت ألمانيا أموالاً أكثر من أي دولة أخرى، وتجاوز إجماليها بالدولار في زمن الحرب 37 مليار دولار، ليصل المجموع بالتعديل الحديث إلى نحو 686 مليار دولار. وتكبدت الولايات المتحدة 414 مليار دولار فقط، بينما دفع البريطانيون 641 مليار دولار.

ودفعت ألمانياً ثمناً غالياً، حيث شهدت أجزاء منها تضخماً مفرطاً تجاوز المعقول، بعدما انهار المارك ودمّرت السلطات اقتصاد البلاد من أجل تمويل المجهود الحربي. وكان إصلاح هذا الدمار الاقتصادي، جزئياً، هو ما مهد الطريق لصعود أدولف هتلر.

4 - حرب عام 1812: 2.8 تريليون دولار

أثبتت حرب عام 1812، وهي واحدة من أقدم الحروب في التاريخ الأميركي، أنها كارثة مالية على مرّ العصور واستغرقت نحو 20 عاماً لتؤتي ثمارها. وبحلول نهاية الحرب، كانت الحكومة قد دفعت فيها 158 مليون دولار ذهب ما يزيد على 90 مليون دولار منها لدفع تكاليف الجيش والبحرية. وبتعديل الرقم استناداً إلى التضخم، فإن الخسائر تقدَّر بنحو 2.8 تريليون دولار.

وبحلول عام 1814، كانت الحكومة مفلسة. فقد تخلفت عن سداد العديد من القروض، ولم تتمكن من تحمّل النفقات العادية. وكانت رواتب الجنود متأخرة لمدة تصل إلى عام. كذلك كان على الحكومة أن تعرض على الجنود منحهم الأراضي مقابل الخدمة، ووعدت بما يصل إلى 320 فداناً لأي جندي يتمسك بالمهمة حتى نهاية الحرب، رغم عدم حصوله على رواتب.

في الواقع، سدّد أصحاب الملايين من القطاع الخاص الجزء الأكبر من الديون التي تكبدتها الحكومة على مدار الحرب، حيث قدم ديفيد باريش وستيفن جيرار وجون جاكوب أستور معاً نحو 16 مليون دولار لمساعدة البلاد، وهم ما يناهز ربع مليار دولار بحسابات اليوم.

5 - حرب أفغانستان: 2.3 تريليون دولار

دامت أكثر من عقدين من الزمن، والمنطقة لا تزال غير مستقرة بأي حال من الأحوال، لذلك لا داعي لإعلان إنجاز المهمة حتى الآن.

وتختلف التقديرات، لكن الإجماع العام هو أن التكلفة الإجمالية ناهزت 2.3 تريليون دولار.

تجدر الإشارة إلى أن تفصيل كيفية إنفاق هذه الأموال ليس بالأمر السهل. لكن ذهب إجمالي 800 مليار دولار إلى التكاليف المباشرة، مثل رواتب الجنود والمعدات. وأُنفقت 85 مليار دولار على تدريب الجيش الأفغاني. إلا أن حركة طالبان اجتاحت البلاد وهزمت ذلك الجيش في أيام قليلة.

وذهبت 750 مليون دولار أخرى لدفع رواتب الجيش الأفغاني، فيما تشمل التكاليف الأخرى الأموال التي تُنفَق لمساعدة المحاربين القدامى المصابين، بالإضافة إلى الفوائد على جميع الأموال التي تُنفَق في المقام الأول.

6 - حرب العراق: 1.9 تريليون دولار

انخرطت الولايات المتحدة في الحرب على العراق من عام 2003 حتى عام 2011، وبقيت قواتها في البلاد باستمرار. وتشير التقديرات إلى بلوغ تكاليفها الإجمالية 1.9 تريليون دولار.

ذهب الجزء الأكبر إلى النفقات اليومية للحرب، من جنود على الأرض والمعدات التي يستخدمونها، لكن الكثير من هذه الأموال سُرقت عملياً.

فقد اختُلِسَت أموال المقاولين في كل من العراق وأفغانستان. وفي الواقع، تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ثلث الأموال المخصصة للتعاقد يُنفَق على مطالبات احتيالية، وهذا يعني أساساً أن المقاولين يبالغون في فواتير الحكومة لملء جيوبهم الخاصة.

وبين العراق وأفغانستان، وصل ذلك إلى ما بين 31 مليار دولار و60 مليار دولار. كذلك ذهب ما مجموعه 138 مليار دولار إلى المقاولين، سواء أكانوا صالحين أم فاسدين.

7 - حرب فيتنام: تريليون دولار

رغم أن الحرب بدأت في عام 1959، إلا أن الولايات المتحدة انخرطت في فيتنام في عام 1965، وبقيت هناك حتى 1973. وعلى مدار تلك السنوات الثماني، أُنفق أكثر من 168 مليار دولار، بما في ذلك 28.5 مليار دولار كمساعدات لشعب فيتنام الجنوبية. وهذا يزيد قليلاً على تريليون دولار بتعديل التضخم حتى نهاية الحرب.

ومن المثير للدهشة أن تكلفة حرب فيتنام لا تزال نفقاتها مستمرة. إذ يُعوَّض المحاربون القدامى وأسرهم بمعدل سنوي قدره 22 مليار دولار. ومنذ عام 1970، بلغ مجموع قيمة المنافع نحو 270 مليار دولار.

8 - الحرب الكورية: 308 مليارات دولار

عندما انتهت الحرب في عام 1953، بلغت التكلفة الإجمالية نحو 30 مليار دولار. وبعد تعديله ليتناسب مع التضخم، يتخطى الرقم 308 مليارات دولار.

وكلفت الحرب 3 سنوات وحياة 36 ألف أميركي، إضافة إلى أكثر من مليون مدني كوري جنوبي و200 ألف مدني كوري شمالي.

9 - الحرب الأهلية الأميركية: 87 مليار دولار

كانت الولايات المتحدة تعاني بالفعل من الديون بحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب الأهلية. وهو مبلغ متواضع بلغ 64.8 مليون دولار في عام 1861. وبحلول نهاية الحرب، كان قد أضيف نحو 5.2 مليارات دولار. وبتعديل الرقم ليتناسب مع التضخم، فإنه يصل إلى نحو 87 مليار دولار.

أصدرت الحكومة قانون العطاء القانوني في عام 1862 للمساعدة على تمويل الحرب. وشمل ذلك بيع سندات بقيمة 500 مليون دولار، وكذلك إنتاج النقود الورقية على شكل دولارات أميركية. وكانت هذه الأوراق النقدية الأولى التي لم تكن مدعومة بالذهب.

10 - الحرب الصينية اليابانية الثانية: 70 مليار دولار

معظم الحروب الأكثر تكلفة في التاريخ شاركت فيها الولايات المتحدة، لكن ليس جميعها. فواحدة من أكبر الحروب الحديثة كانت الحرب الصينية اليابانية الثانية التي اندلعت في الفترة بين عامَي 1937 و1945، تزامناً مع الحرب العالمية الثانية.

وكان هذا جزءاً مما جعل الحرب العالمية الثانية حرباً عالمية حقيقية، لكنها غالباً ما تُستبعَد من كتب التاريخ الغربية، لأنها لم تتضمن قوات الحلفاء مباشرة.

كانت الحرب الصينية اليابانية أساساً بين الصين واليابان. وفي ذروة الحرب، كانت أرقاماً خيالية. والنتيجة النهائية هي ما بين نحو 413 مليون دولار و1.3 مليار دولار شهرياً. السبب وراء كبر النطاق، أن العثور على آلة حاسبة للتضخم للين في حقبة الحرب العالمية الثانية أمر غير موجود إلى حد كبير.

إذا حوّلت الين إلى الدولار، ثم عدَّلت التضخم، فستحصل على 1.3 مليار دولار. لكن يكفي القول إن الحرب كلفت ثروة صغيرة، واستمرت 8 سنوات. وهذا يعني أن اليابان كانت تنفق ما يزيد على 39 مليار دولار، على أقل تقدير، إلى ما يتجاوز 100 مليار دولار، أي ما متوسطه 70 مليار دولار تقريباً. ويبقى ما تكبدته الصين غير معلوم من فاتورة الحرب.

المساهمون