الثلاثاء 2023/10/31

آخر تحديث: 14:51 (بيروت)

الجامعة الأميركية تطلق رؤية القرن للبنان: اقتصاد وسياسة ودفاع

الثلاثاء 2023/10/31
الجامعة الأميركية تطلق رؤية القرن للبنان: اقتصاد وسياسة ودفاع
فكرة طاولات الحوار تقديم مشاريع وحلول للأزمات قابلة للتنفيذ خلال المئة عام المقبلة (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
تطلق الجامعة الأميركية في بيروت وكلية الآداب والعلوم وقسم التاريخ والآثار نقاشاً وطنياً تحت عنوان "لبنان في قرنه الثاني: رؤية مستقبلية". حدث تعلن عنه الجامعة الأميركية غداً الأربعاء في 1 تشرين الثاني وتمتد فعالياته حتى شهر آذار المقبل. ويقوم على تنظيم ورش عمل عدّة، هي عبارة عن طاولات مستديرة تتناول الشؤون السياسية والأمن والاقتصاد والمجتمع والثقافة. والمراد من هذه النقاشات عدم الاكتفاء بتقديم تشخيص للأزمات والمشاكل المزمنة التي يعاني منها لبنان، بل تقديم مشاريع وحلول والتوصل إلى وضع خريطة طريق مستقبلية للبلد.

طرح القضايا المصيرية
الحدث هو عبار عن اجتماعات ومؤتمرات مفتوحة ومغلقة، سينتج عنها أوراق عمل ومقالات رأي ودراسات وملخصات تغطي بشكل منهجي وشامل الجوانب التأسيسية للبنان، بصفته كياناً سياسيّاً ومجتمعاً، وهو يدخل القرن الثاني من وجوده الحديث.
ويشرح المشرف على هذا الحدث، المحاضر في التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، مكرم رباح لـ"المدن" بأن الجامعة الأميركية تطلق هذا الحديث من خلال توفير الحاضنات المادية والفكرية لهذه المناقشات الوطنية. والهدف إعادة النظر بالمفاهيم المؤسسة للبنان.
يتضمن الحدث تنظيم نحو 12 ورشة عمل حول الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأمن والدفاع. وكل جلسة سيقترح فيها مشروع ويطرح للتفنيد والتمحيص. لكن الجامعة ستكتفي بطرح مواضيع الجلسات الأربع الأولى غداً الأربعاء. وتعلن في المقابل عن فتح الباب لتقديم اقتراحات من المشاركين لاختيار مواضيع أخرى، وذلك بغية إشراك الجميع.
وعن تصورات الجامعة الأميركية العملية لهذه النقاشات ومؤداها، يقول رباح: لطالما عقدت نقاشات وطاولات حوار لتشخيص الأزمة لكن من دون وضع تصورات حقيقة وجذرية لتطبيق الحلول المقترحة. أو كانت تطرح حلول قصيرة الأمد تنتهي مع انتهاء الحراك السياسي القائم. لكن ما تقوم به الجامعة الأميركية، من خلال إشراك الخبراء والفاعلين، هو تأسيس طاولة مستديرة لتناول القضايا المصيرية في القرن الحالي الذي يمتد لمئة عام.

مشروع لمئة عام
ويضيف أن المنهجية المقترحة هي أن كل مشروع سيقترح على طاولة البحث يجب أن يقترن باقتراح ثلاثة حلول له: الأول قابل للتنفيذ خلال عام، والثاني خلال العشر سنوات المقبلة، والثالث خلال المئة عام المقبلة.  فالمنهجية تقوم على مبدأ أساسي بأن كل مشروع، كي يكون صالحاً وقابلاً للتنفيذ، يجب أن يطبق أقله خلال سنة وعشرة سنوات، وخلال مئة عام رغم أن وضع مشاريع لمئة عام تعتبر في غاية الصعوبة.
ويضيف رباح أن هذه الحوارات تهدف إلى تقديم حلول للمشاكل والأزمات وهي عبارة عن إعادة ترميم البيت اللبناني ليصبح صالحاً للعيش مستقبلاً. ويشارك فيها خبراء وأشخاص متخصصين لديهم مشاريع متبلورة وواضحة وقابلة للتطبيق. على سبيل المثال يمكن عرض مشاريع اللامركزية الإدارية لمعرفة كل جوانبها ونقدها وتطويرها، أو عرض المناهج التربوية الحالية وإعداد مناهج متطورة، أو عرض مقترحات الأمن والدفاع عن لبنان.. على أن يكون المبدأ الأساسي وضع خريطة طريق للمستقبل أو للمئوية المقبلة.

قيمة الحدث التفاضلية
ويستدرك رباح بأن الجامعة الأميركية لن تعمل بشكل مباشر على اقتراح قوانين أو تحديثها كعمل سياسي مباشر. بل العمل على وضع مواد قابلة للتطبيق تطرح للفاعلين، سواء كانوا نواباً أو جهات مدنية أو ناشطين، مع الأخذ بالاعتبار أن لا الأحزاب أو نوابهم لديهم القدرة أو رغبة بتطبيقها. وعليه سيكون المنتج النهائي لهذا الحدث عبارة عن ورقة بيضاء عملية، تلخّص النقاشات والمقترحات، وتعرض وجهات النظر، وطرح الأسئلة الأساسية التي تواجه لبنان، للاتفاق حول خريطة طريق عملية.

لكن ما القيمة التفاضلية لهذا الحدث وأنشطته عن الطاولات المستديرة التي عقدت طوال السنوات السابقة حول المواضيع المقترحة؟
وفق رباح، الجامعة الأميركية تطرح أفكاراً علمية، ولديها القدرة على جعل النقاشات أكثر شفافية. ولها قدرة التجميع، لا سيما أن الجامعة لا تطمح لتأسيس حزب سياسي ولا تريد أن تصبح طرفاً سياسياً له نواب ووزراء في الحكم. بل هي طرف حيادي وعلمي له القدرة على التواصل والتفاعل محلياً واقليمياً. ولديها كليات متخصصة ومراكز أبحاث في مختلف المواضيع التي ستقترح على الطاولات المستديرة. وتختلف هذه الطاولات عن غيرها بأنه لم تنشأ طاولة حوار لوضع أسس أو اقتراح حلول بعيدة المدى، تخرج بمفاهيم يتفق عليها المجتمع أو صياغة خيارات لبنان الاستراتيجية للمئة عام المقبلة.

هل يمكن أن تتفق المكونات اللبنانية المختلفة والمتناقضة، إلى حد التباعد، على الأمور الاستراتيجية؟

يجيب رباح: نطمح لإيجاد اتفاق مشترك، أو أقله تنظيم الاختلافات، للعيش معاً، والعمل لمصلحة البلد وتحديد دوره.  

في طاولات الحوار المتقرحة ستتناولون قضية الأمن والدفاع. وموضوع الاستراتيجية الدفاعية لطاما كان موضوعاً إشكالياً في لبنان. كيف يمكن مقاربة هذا الملف المزمن والاتفاق حوله بين المكونات المتناقضة؟

ويقول رباح: علمياً لا يمكن وضع استراتيجية دفاعية ليتم التوافق عليها كما حصل في لبنان. نحن سنعمل على مفهوم الأمن القومي وتحته يكون هناك استراتيجية دفاعية. ويمكن التفكير بنظام دفاع خاص بالقرى الحدودية للدفاع عن لبنان. على سبيل المثال، فنلندا بلد صغير وبنى جيشه بطريقة خاصة للدفاع عن الحدود. وأسلوب الدفاع يجعل الجيش الروسي يهاب الجيش الفنلندي، حتى لو أن الأخير لا يستطيع تحدي الجيش الروسي والانتصار عليه. وبالتالي طاولة الحوار تسعى للإجابة عن السؤال المتعلق بهدف لبنان من الاستراتيجية الدفاعية. وهذا يختلف عن فكرة سلاح حزب الله. صحيح أن حزب الله يلجأ إلى الطائفية السياسية والمكون الشيعي لتغطية الحفاظ على سلاحه، لكن لا يمكن وضع أسس للبنان للمئة عام المقبلة ولا يوجد أرادة سياسية للبنانيين بموضوع السيادة، التي تستوجب نزع السلاح خارج شرعية الدولة.      

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها