رئيس قمة الويب يستقيل لانتقاده إسرائيل: إليك لائحة العار التكنولوجية

رئيس قمة الويب يستقيل بعد انتقاده إسرائيل: إليك لائحة العار التكنولوجية

21 أكتوبر 2023
بادي كوسغريف رئيس قمة الويب (Getty)
+ الخط -

نشر موقع "أيريش أندبندنت" أن بادي كوسغريف، الرئيس التنفيذي لشركة Web Summit، أكبر قمة تكنولوجية في أوروبا، سيستقيل من الشركة. وفي بيان صدر بعد ظهر الجمعة، قال كوسغريف: "سأستقيل من منصبي كرئيس تنفيذي لقمة الويب بأثر فوري".

وجاء ذلك بعد حملة قادتها شركات التكنولوجيا الإسرائيلية ضد كوسغريف، إثر إدانته ممارسات إسرائيل في غزة، وأدت إلى إعلان كبرى شركات التكنولوجيا التي كانت راعية للمؤتمر انسحابها منه. 

وفي حين أن لائحة المشاركين في المؤتمر تضم أكثر من 340 شركة راعية وشريكة، وأكثر من 2400 شركة مشاركة، بحسب موقع قمة الويب، وغالبيتها لم تعلن أي موقف من كوسغريف، فإن الشركات الكبرى التي تحتكر تقريباً سوق التكنولوجيا العالمية، دخلت لائحة العار وأعلنت أنها لن تشارك، وبعضها سحب رعايته للمؤتمر، وذلك على الرغم من المجازر الإسرائيلية المرتكبة في غزة، والتي لم تستدع أي موقف مناهض من قبلها.

وفي تغريدة له بتاريخ 13 أكتوبر/ تشرين الأول، قال كوسغريف: "لقد صُدمت من خطاب وأفعال العديد من القادة والحكومات الغربية، باستثناء الحكومة الأيرلندية التي فعلت الشيء الصحيح لمرة واحدة. إن جرائم الحرب، حتى عندما يرتكبها الحلفاء، يجب أن يجري الكشف عن حقيقتها".

وقام كوسغريف، بحسب موقع "غلوبس" الإسرائيلي بنشر مقارنة بين عدد القتلى الفلسطينيين مقابل الإسرائيليين في 2008-2023، واتهم لاحقاً إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، ووضع إعجاباً على تغريدة تقول "إذا كان القتل الجماعي للسكان الأبرياء على يد إسرائيل دفاعاً عن النفس، فإن القتل الجماعي للمدنيين الإسرائيليين الأبرياء هو أيضاً دفاع عن النفس".

وإثر ذلك، أعلن رجال الأعمال الإسرائيليين الانسحاب من المؤتمر مثل أوري غوشين، الرئيس التنفيذي لشركة AI21 Labs، وعساف رابابورت الرئيس التنفيذي لشركة Wiz السيبرانية. ومن الأسماء الأجنبية التي انضمت إلى الاحتجاج مبكراً وأعلنت مقاطعة المعرض، غاري تان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Y Combinator، ومستثمرون في صناديق رأس المال الاستثماري مثل Founders Fund، وSequoia، وAndreessen Horowitz، وExcel. 

وبعدها اتسعت لائحة العار، لتضم كلاً من أمازون، وميتا وغوغل، وتيك توك، وسيمنس الألمانية، وإنتل، وشركة ستريب لأنظمة الدفع. كما أكد خبير التسويق الأميركي المؤثر ومقدم البودكاست سكوت غالاوي، أستاذ التسويق بجامعة نيويورك، أنه انسحب من قائمة المتحدثين، في حين أن الممثلة الكوميدية الأميركية، إيمي بوهلر، التي كان من المقرر أن تتحدث في هذا الحدث، لم تعد موجودة أيضاً. وكان الممثل جوزيف جوردون ليفيت ومغني الراب إل إل كول جي قد اختفيا يوم الخميس من الموقع، بينما أكدت ممثلة التربية الجنسية جيليان أندرسون أنها انسحبت، بحسب موقع "أيريش أندبندنت".

ويستعد المسؤولون التنفيذيون في الشركة لمزيد من الانسحابات من المؤتمر المقرر عقده في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني. وكان من المقرر أن يستضيف الحدث ما يصل إلى 70 ألف شخص من 160 دولة، وفق موقع الشركة على الإنترنت.

ووُلِدّ باتريك كوسغريف في 19 مارس/ آذار 1982 في مقاطعة ويكلو في أيرلندا، وهو رئيس Web Summit وأحد مؤسسيه. وفي عام 2015، جرى إدراجه في المرتبة الـ 18 في قائمة Wired UK لأكثر الأشخاص تأثيراً في أوروبا في مجال التكنولوجيا.

وقال كوسغريف خلال إعلان استقالته "لسوء الحظ، أصبحت تعليقاتي الشخصية مصدر إلهاء عن الحدث، وفريقنا والجهات الراعية وشركاتنا الناشئة والأشخاص الذين يحضرون المؤتمر. أعتذر بصدق مرة أخرى عن أي أذى تسببت فيه".

وأكد متحدث باسم قمة الويب أنهم سيعينون رئيساً تنفيذياً جديداً في أقرب وقت ممكن، وستعقد قمة الويب 2023 في لشبونة، كما هو مخطط لها.

وفي الوقت نفسه، أخبر المديرون التنفيذيون الموظفين في قمة الويب أن وظائفهم ليست مهددة حالياً بسبب المقاطعة المتصاعدة من شركات التكنولوجيا الكبرى للحدث. وتوظف الشركة 200 شخص في مقرها الرئيسي في دبلن من إجمالي أكثر من 300 موظف حول العالم. ومع ذلك، جرى إخبار الموظفين أيضاً أن هذا هو أكبر تهديد لوجود الشركة منذ كوفيد.

وفي اعتذاره خلال الأسبوع، قال كوسغريف: "أتفهم أن ما قلته، وتوقيت ما قلته، والطريقة التي قُدم بها قد سببت أذى عميقاً للكثيرين. ولكل من جرحته كلماتي، أعتذر بشدة. المطلوب في هذا الوقت هو التعاطف، وأنا لم أنقل ذلك. هدفي كان وما زال هو السعي من أجل السلام".

وفي بداية الأسبوع، وقبل انسحاب شركة إنتل، أصر كوسغريف على أن شركته لم تتضرر بسبب تصريحاته، ورغم ذلك حذف تغريداته ونشر اعتذاراً طويلاً على تغريدته السابقة.