صيدا سيتي

المطران حداد: النفط سبب معاناة لبنان والإنتخابات لن تؤدي للتغيير المنشود!

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - السبت 01 كانون ثاني 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

اعتبر راعي أبرشية صيدا ودير القمر والمدبر الرسولي على ابرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد ان "النفط عامل أساسي في التغيير الذي يحدث اليوم في التعاطي الخارجي مع لبنان ، وان هذا هو سبب "الإهتمام " و" اللاإهتمام" والضغط على لبنان ، بهدف تذويب الدولة المركزية حتى لا تستطيع اتخاذ القرار ولتجويع الناس واجراء حوارات حول لبنان بدون اللبنانيين.

المطران حداد وفي حديث خاص لـ "مستقبل ويب " تناول خلاله أبرز التحديات التي تواجه لبنان خلال العام 2022، أشار الى أنه " لا يؤمن بالإنتخابات النيابية في تغيير الواقع في لبنان طالما أننا محكومون بالنهاية بشيء اسمه توافقية وميثاقية " معتبرا ان "المجتمع المدني بصورته الحالية لا يستطيع – على الأقل بالمدى المنظور - أن يغير من هذا الواقع لأنه لم يبرهن عن نضوج سياسي او يحدد فلسفته وبرنامجه وسياسته من القضايا الكبرى".

وجاء في حديث المطران حداد:

حول رؤيته للوضع في لبنان حالياً يقول حداد " لقد وصلنا في لبنان الى مكان اصبحنا نحن في قعر الإنهيار ولكن دائما هناك أمل ورجاء لأن هذه ليست طبيعة لبنان بل طبيعته البحبوحة وحب الحياة والاعتماد على المغترب والسياحة والخدمات ولم نتحدث بعد بالأمور النفطية التي أذا احسنا ادارتها تجعل البلد يقف على قدميه ، لكن تغييب الدولة المركزية من لبنان ومن خارج لبنان يؤدي الى انهيار وكأن هذا الإنهيار مقصود... واذا كان مقصوداً هذا يعني قلة اخلاق وقلة محبة ويعني خيانة للوطن وعمالة من نوع آخر ، واذا كنا مرغم علينا او مكرهين لا بد وان يأتي وقت تعطينا الإتفاقات الدولية أملاً بأن ننطلق".

ويضيف" ما يشم رائحته الواحد هذه الأيام ان النفط عامل أساسي في التغيير الذي يحدث في التعاطي الخارجي اليوم مع لبنان ، لأننا ولأول مرة نصل الى وقت لا احد يمد له يد العون . يتحدثون عن الفساد ، في السابق كانت الاتفاقات تأتي بهمس من الخارج أن" اتفقوا " وينتهي الأمر وتتألف الحكومة وتمشي في وقت دائما كان لدينا فساد ومشاريع تحت الطاولة ومشاريع وهمية ، والفساد موجود منذ زمن طويل . واليوم لا الدول تساعد ولا الداخل يساعد .. وصلنا الى مكان لأول مرة يحدث ما نشهده .. والعنصر الجديد الذي طرأ على الساحة هو النفط وكيف سيكون توزيعه وهذا سبب "الإهتمام " وسبب " اللاإهتمام" والضغط على لبنان ، تذويب الدولة المركزية حتى لا تستطيع اتخاذ قرار وتجويع الناس ، واجراء حوارات حول لبنان بدون اللبنانيين".

ويشير المطران حداد الى انه "حتى في أيام الحرب لم يحدث ان الرئيس الفرنسي يأتي ويذهب مرتين ، وكأنه يبحث عن مكان يطل منه على البحر المتوسط ولا يجد الا لبنان.. ربما يريد ان يوفر على بلده الغاز الروسي الغالي جداً الذي يتحكم فيه، وهناك الإسرائيلي جغرافياً عبء كبير على جانبك، وهناك مشكلة في تمرير الأنبوب النفطي للبنان وهذا يحتاج الى إرادة داخلية صلبة وبدلاً من ذلك يحاولون تقاسم النفط قبل ان يستخرج ، وثانياً يحتاج إرادة دولية وأيضا هناك صراع على هذا الموضوع".

ويقول" الآن ، كم ينجح مؤتمر فينا وغيره بتسهيل هذه المهمة وأين يضعونا ، هل في الخانة الغربية او الخانة الشرقية او بين بين ، عندها يستقر الأمر .. لكن القرار اللبناني مع الأسف غائب . وربما لو كنا ناضجين مع بعضنا لكنا وضعنا الدول امام الأمر الواقع وسهلنا عليهم الخيار اننا نريد كذا..".

وعن الأزمة الاقتصادية والمالية وانعكاسها على معيشة المواطن يقول حداد " للأسف لقد تحولنا الى تعاونية كبرى ، كلنا نساعد كلنا ، وكل واحد " معو شوية مصاري " يساعد الفقير وحتى الفقراء يساعد بعضهم بعضاً، وهذا جانب جميل، لذلك أقول ان هناك أملاً باللبناني. الشعب اللبناني شعب حي لا خوف عليه ويستطيع ان ينقذ البلد لكن المشكلة هي في الحكام . الدولة استدانت، والمصارف فرحت بالدين والحاكم لم يرف له رمش، لم يستقل ولم يحكي .. وبالنهاية طارت الودائع . معنى ذلك ان هناك مخططاً لدى هذه الطبقة وانها تعرف اين هي ذاهبة بعد موضوع النفط، وانه لا شيء غير النفط يقوم بهذا الحمل كله ، لكن كيف؟ وعلى حساب من ؟ لا اعرف!".

ونسأل المطران حداد عما اذا كان يرى بصيص أمل بتغيير قادم في البلد من خلال الانتخابات النيابية فيجيب حاسماً "انا لا أؤمن بالمجلس النيابي ، سواء كانت أكثرية هنا وأكثرية هنا .. لأن هناك شيء اسمه ميثاقية في المجلس، واذا كانت طائفة واحدة "مش عاجبها " وطلعت من المجلس لا تستطيع ان تفعل شيئاً كأكثرية . كما انني لا أؤمن بالإنتخابات النيابية وهي لا تغير واقعاً كبيراً في لبنان لأننا محكومون بالنهاية بشيء اسمه توافقية وميثاقية . والنظام في لبنان اما توافقي او لا شيء ، وهذا ليس بنظام ديمقراطي!".

وعما اذا كان صعود المجتمع المدني يمكن ان يساهم بالتغيير ، يقول حداد " رغم أنني مع الخط الذي يعتمدونه وليس مع التقليد ، لكنهم لا زالوا "مراهقين " بالسياسة ولم يبرهنوا عن نضوج سياسي . نريد ان تكون هناك فلسفة أوضح لهذا الخط ، وأن يكونوا قياديين وواضحين ويصرحوا ويعلنوا عن خطهم وبرنامجهم وكأنه تأسيس لحزب جديد تكون له فلسفته ويحدد موقفه من كل القضايا ويقول ما هي سياسته من النفط ومن الخدمات الإجتماعية ومن النظام المدني والدولة المدنية في لبنان ، هناك تصريحات جانبية " نكاية " بالنظام القديم ، لكن لا توجد فلسفة متكاملة ليتبعها اللبناني".

ويضيف " هؤلاء في المدى القصير لا يستطيعون ان يحدثوا تغييرا ، لكن اذا تمكنوا من الإختراق في أول مجلس نيابي قادم ربما يحدث تغيير ذهني ويستندوا الى عدد من النواب في الانتخابات اللاحقة ، أي مع مرور الوقت كما حدث في فرنسا وألمانيا ..التغيير في أوروبا لم يحدث بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة بل استغرق ستين سنة حتى غيرت أوروبا ذهنيتها وحتى جاءت الثورة الصناعية وغيرت كل المفاهيم . فالثقة تبنى مع الوقت ، وليس"نكاية" بسلطة قائمة ولا "ردة فعل ".. عليهم ان يقدموا انفسهم اكثر ويعرفوا عن انفسهم ليعرف الناس لمن سيعطون أصواتهم وعلى أي أساس ؟ فربما كانوا متفقين مع السلطة الحالية او مع جهة خارجية من يعرف؟".

ويعتبر المطران حداد ان " هيكلية السلطة او المرشح للسلطة تحتاج لتاريخ وفلسفة وأدب وفكر كأمثال الذين صنعوا الثورة الفرنسية، وليس ان يكون فكر الثورة سطحياً.. لا زالوا يحكون بالزواج المدني .. هذه ليست فلسفة للدولة المدنية بل هذا امر له محاذيره وفيه اهانة للأديان .. نحتاج الى فلسفة جديدة تتقبل الواقع الطائفي ومنه تنطلق".

ويتمنى المطران حداد سنة مباركة على اللبنانيين وأفضل من سابقاتها ، ويختم بالقول" انقاذ لبنان يكون بالأخلاق .. وان شاء الله تكون سنة أخلاق"!.

المصدر | رأفت نعيم - مستقبل ويب

الرابط | https://tinyurl.com/39ju3nab


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981501137
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة