الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الحمّام الجديد... جدرانه تحاكي قصص مدينة صيدا القديمة

المصدر: النهار
ريم قمر
الحمّام الجديد
الحمّام الجديد
A+ A-

يقع الحمّام الجديد في الحيّ الذي يحمل اسمه (شارع حمّام صيدا) بين حيَّي مار نقولا وحارة اليهود في قلب مدينة صيدا التاريخية، وهو يُعدّ من الأبنية العثمانيّة التي لا تزال تحافظ على طرازها وطابعها القديم. بُني الحمّام في القرن الثامن عشر، وهو يُعرف بالجديد لأنه أحدث حمّام تأسّس في صيدا في تلك الفترة.

بالرّغم من أن الجدران المزيّنة بشكل مذهل قد تلاشت، وتحطّم الكثير من المناور الزجاجيّة الملوّنة في الأسطح المقبّبة، فلا يزال هذا المكان شاهداً حيّاً على جمال الهندسة الإسلامية التي تميّزت بها أبنية المدينة، حيث يظهر التصميم الإنشائي العثماني واضحاً في التفاصيل، ولا تخلو زاوية فيه من الزخارف والنقوش الهندسية الرائعة.

 
 

بُني الحمّام في العام 1720 لصالح التاجر المغربي مصطفى حمود، وفق ما يظهر من الأبيات الشعريّة التي تعلو مدخله، والتي تُظهر دوراً اجتماعيّاً واقتصادياً مهمّاً له في المنطقة. فكان هذا المبنى عبارة عن حمّام واسع مكوّن من 10 غرف، تشتمل على العديد من أحواض الاستحمام وغرف التدليك والساونا. ولقد زيّنت كلّ غرفة بأرضيّة رخاميّة فريدة من نوعها، يعلوها سقف مقبّب، وتتّصل الغرف ببعضها البعض بواسطة ممرّات ضيّقة وغرف انتظار. وتتكوّن جميع الغرف من قباب مرصّعة بالزجاج الملوّن الذي يوفّر الإضاءة الطبيعيّة.

 
 

يتألّف الحمّام من قاعة استقبال تتوسّطها نافورة مياه رخاميّة، كانت تغذّيها الينابيع الطبيعيّة، وتُحيط بها مصطبات للانتظار، تؤدّي بدورها إلى الغرف المخصّصة للاستحمام. إحدى هذه الغرف كانت مخصّصة لأبناء الجالية اليهوديّة، يستحمّون فيها، ويمارسون بعضاً من طقوسهم الدينية.

 
 

 يُعدّ الحمام الجديد الأكبر والأجمل والأحدث في صيدا، وثاني أكبر حمّام في لبنان، والأكثر زخرفة وتزييناً على مستوى الجدران والأرضيّات. وبسبب موقعه على الطريق الرئيسيّة، كان يستقبل الناس من جميع الخلفيّات والطبقات الاجتماعيّة والمناطق، وكان يشكَل محطّة يتوقّف فيها التّجار والمسافرون قبل الانتقال إلى مناطق أخرى، ممّا أكسبه أهميّة وشهرة تاريخيّة.

 

 

A post shared by V I S I T S A I D A | صيدا (@visitsaida)

 

أغلق الحمّام في العام 1948، عندما بدأت السباكة تصل إلى المنازل الخاصّة، ما خفّض الإقبال على الحمّامات العامّة. استخدم المبنى، لفترة وجيزة، معملاً للنّجارة ومستودعاً للتخزين، وبقي كذلك حتى الحرب الأهلية اللبنانية، حين لحقت به بعض الأضرار. وخلال الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، تعرّضت الأسقف المقبّبة للقصف والدمار.

 

 

A post shared by SHARQY (@sharqyfoundation)

 

منذ ذلك الحين، دخل الحمّام مرحلة الإهمال والنسيان، وبقي مقفلاً لأكثر من 40 عاماً، إلى أن عاد اليوم ينبض بالحياة من جديد، بعد تأهيله وافتتاحه أمام الناس كمتحف تراثيّ ومعرض يروي تاريخ المدينة، مع المحافظة على شكل بنائه الأصليّ المميّز. ومن أبرز هذه المعارض الفنية معرض Revival للرسّام توم يونغ، الذي يزيّن برسومه، التي تحاكي تاريخ حمّام صيدا وناسه، جدران الحمّام وغرفه.

 

 

A post shared by Sahar Bsat (@saharbsat)

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم