التفكير والتفكر في القرآن الكريم
التفكير والتفكر في القرآن الكريم، أو عتبة الانتقال من الغفلة إلى اللبابة
الكاتب : سهلي مَحمد بن أحمد
مجلة العلوم القانونية والاجتماعية
المجلد 6, العدد 1, الصفحة 124-139
المصدر | ASJP
الملخص:
هل حقا بلغت البشرية بالتفكير والعقل العتبة التي تمكنها من الخروج من دائرة الغفلة؟ هل تجاوز العلم المعاصر عتبة النفعية الضيقة ليواصل السير إلى مآلات الخلق وجوهر الحق؟ إن القرآن يميز بين التفكير والتفكر، ليخلص إلى أن (فكَّر) لا تتجاوز معنى التكثير، ولا تُبلغ الغاية، بينما (تفكَّر) تفيدُ التكرارَ الناشئ عن باعثٍ عليهِ، مع تمهُّلٍ، يوصل إلى النظرِ الصحيحِ، وإصرار لا يتوقف معه دون تحصيل الفقه، وهو خطوة عقلية أبعد من مدى التفكير، تسعى لإدراك المآلات، وتجاوز الظواهر إلى الحقائق. غير أن التفكير العلمي اليوم، على الرغم من اختياله وافتخاره بالتطبيقات العلمية والتكنولوجية الباهرة يظل تفكيرا قاصرا تلهى ِبعُسيلة التطبيقات النفعية عن المضي قدما نحو الحقيقة الكامنة وراء خلق الخلق، ولم يبلغ الغاية التي لا تحصل إلا بالارتقاء إلى مستوى التفقه، وبذلك فهو لم يتجاوز خط الغفلة إلى آفاق اللبابة.