كيف تمارس مهارة الاستماع الفعال إلى الأطفال؟
الاستماع الفعّال يعني أن تمنح الطفل انتباهك الكامل عندما يتحدث، وتظهر له أنك مهتم بما يقول عبر تعابير الوجه، وحركات الجسد، والردود المناسبة. هذا لا يعني فقط سماع الكلمات، بل فهم المشاعر والاحتياجات التي وراءها.
لماذا هذه المهارة مهمة؟
- تعزز ثقة الطفل بنفسه، لأنه يشعر بأن صوته مسموع ومهم.
- تساعد في بناء علاقة إيجابية مبنية على الاحترام والتقدير.
- تقلل من التصرفات السلبية التي قد تصدر من الطفل بحثًا عن الانتباه.
- تتيح لك فهم ما يواجهه الطفل من مشاكل أو مخاوف لتتمكن من مساعدته بشكل أفضل.
كيف تمارسها؟
- انظر إلى الطفل مباشرة أثناء حديثه.
- تجنب المقاطعة أو إعطاء الحلول مباشرة، فقط استمع أولاً.
- استخدم عبارات مثل: "أنا أفهم شعورك"، "هل يمكنك أن تخبرني أكثر؟".
- كرر أو لخص ما قاله الطفل لتأكد من فهمك.
- أظهر تعاطفك واحترامك لمشاعره.
تقنيات عملية لتطبيق هذه المهارة
- استخدم لغة الجسد الإيجابية: انحنِ قليلاً تجاه الطفل لتظهر اهتمامك. حافظ على التواصل البصري الدافئ والمريح. ابتسم أو أومئ برأسك لتشجيع الطفل على الاستمرار.
- امنح الطفل وقتًا كافيًا للتعبير: لا تتعجل بالرد أو قطع الحديث. امنحه فرصة لإيجاد الكلمات التي تعبر بها عن مشاعره وأفكاره.
- كرر وأعد صياغة كلام الطفل: مثلاً: "أنت تقول إنك شعرت بالحزن عندما...". هذا يساعد الطفل أن يشعر بأنك تفهمه ويعزز ثقته بنفسه.
- اطرح أسئلة مفتوحة: بدلاً من أسئلة نعم/لا، اسأل: "ماذا حدث بعد ذلك؟" أو "كيف شعرت في تلك اللحظة؟" تشجع الطفل على التعبير بشكل أوسع وأعمق.
- تجنب إصدار الأحكام أو الانتقاد أثناء الحديث: استقبل كلام الطفل بحيادية حتى ينتهي، ثم ساعده بهدوء في فهم المشاعر أو المواقف.
- استخدم عبارات تعاطف: "أفهم أنك كنت تشعر بالغضب، هذا شعور طبيعي." هذا يربط الطفل بمشاعره ويعلمه كيف يعبر عنها بشكل صحي.
- خصص وقتًا يوميًا للحديث مع الطفل: اجعل الحوار عادة يومية، حتى يشعر الطفل بأن هناك دائمًا مكانًا آمناً للتعبير.
مثال عملي على حوار مع طفل باستخدام هذه التقنيات
حوار بين راشد (الوالد أو المربي) وطفله سامي، يوضح استخدام تقنيات الاستماع الفعّال:
سامي: أبي، اليوم في المدرسة ما دعوني ألعب مع الفريق.
راشد: (ينحني قليلاً ويتواصل بالنظر) فهمت، يا سامي. كيف شعرت عندما لم يدعوك للعب؟
سامي: شعرت بالحزن والغضب، لأنني كنت أريد اللعب مع أصدقائي.
راشد: (يومئ برأسه) هذا شعور طبيعي جداً. ربما كان هناك سبب دفع الفريق إلى عدم اختيارك. ماذا تتوقع أن يكون السبب؟
سامي: ربما لأنني لم أتدرب بما يكفي أو لأن مستواي ليس قوياً مثل الآخرين.
راشد: (يعيد صياغة) هل تقصد أنك تشعر بأنك تحتاج إلى المزيد من التدريب لتصبح أفضل في اللعب؟
سامي: نعم، لكن أحياناً أشعر أنني أريد التوقف.
راشد: (يتعاطف) جميل أنك تعترف بهذا الشعور، يا سامي. أحياناً يشعر الجميع بذلك. لكن التدريب سيساعدك على التحسن وتحقيق ما تريد.
سامي: معك حق، سأحاول أن أبذل جهداً أكبر.
راشد: وأنا هنا معك، إذا أردت أي مساعدة فأنا جاهز.
في هذا الحوار:
- راشد منح سامي اهتمامه الكامل ولغة جسده إيجابية.
- استخدم أسئلة مفتوحة لتشجيع سامي على التعبير.
- كرر كلام سامي وأعاد صياغته ليشعر بالفهْم.
- أظهر تعاطفاً مع مشاعره.
- قدم دعمًا مستمرًا بنهاية الحوار.
إعداد: إبراهيم الخطيب