7 | 100 ذو القرنين وبناء السد: تمكين الناس وصناعة الإنجاز الجماعي
في رحلته المديدة، بلغ ذو القرنين قومًا يشكون من خطر يأجوج ومأجوج، ويطلبون منه الحماية. لم يفرض عليهم حلاً جاهزًا، ولم يحتكر العمل أو يتفرد بالقرار. بل دعاهم إلى الشراكة، ووجههم نحو استخدام الموارد المتاحة: الحديد من أرضهم، والنار من أيديهم، والجهد من سواعدهم. لم يكن السد مجرد حاجزٍ جغرافي، بل كان نموذجًا في العمل التشاركي، وبناء الحلول من الداخل لا من الخارج.
الدرس الريادي:
المشروع الناجح لا يُبنى على عبقرية فرد، بل على طاقة جماعة. الريادي الحقيقي لا يضع نفسه فوق الناس، بل في صفهم، يستخرج من أرضهم مواردهم، ويوقظ فيهم قدراتهم. فحين يشعر الناس أن الإنجاز إنجازهم، يتحول المشروع من فكرة إلى مصير. وفي زمنٍ تتعالى فيه الأصوات الفردية، تبقى الريادة الأصيلة هي تلك التي تُعيد الناس إلى دائرة الفعل، لا إلى مقاعد المتفرجين.
إعداد: إبراهيم الخطيب