4 | 100 مخاطرة موسى عليه السلام بالعودة إلى فرعون
كان موسى عليه السلام يعلم أنه مهدد، وأن فرعون لم ينس ضربته الأولى. ومع ذلك، عاد إليه لا بسلاح بل برسالة، لا لينقذ نفسه بل لينقذ أمة بأكملها. لم يكن الدافع مغامرة فردية، بل تكليف إلهي، واستجابة لمناداة المستضعفين. تحرك في قلب الخطر، لكن بثقة ملؤها التوكل، وحكمة تدرك أن التغيير لا يتم من بعيد. لم تمنعه الذاكرة ولا المطاردة من الحضور بثبات أمام طاغية يدعي الألوهية.
الدرس الريادي:
المشاريع العظيمة لا تبنى في الظلال ولا تحقق من خلف الشاشات. الريادة تتطلب شجاعة محسوبة، ومخاطرة متوكلة، وإقدامًا يحمل الفكرة فوق الوجل. ليست كل مخاطرة ممدوحة، ولكن حين يكون وراءها رؤية عادلة، وإيمان عميق، وتخطيط رصين، فإنها تصبح جسرًا إلى النصر لا إلى الهلاك. الريادي لا يقيس السلامة الشخصية فقط، بل يزن الغاية، ويحمل الرسالة ولو وسط لهب الطغيان.
إعداد: إبراهيم الخطيب