صيدا سيتي

ابن الأرض برنارد قهوجي المُخرِج.. عاد فلاحاً بمشروع زراعي - سياحي في كرخا شرق صيدا

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الأربعاء 26 نيسان 2023
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

"العودة إلى الأرض هي العودة إلى الحياة"، هكذا يلخص الشاب برنارد قهوجي قراره بترك نمط العيش والعمل في العاصمة بيروت، والانخراط منذ سبع سنوات في مشروع زراعي خاص ومختلف.

فلاحة يدوية

إبن بلدة كرخا قضاء جزين، الذي درس العلوم السياسية وفنون التلفزيون والإخراج، وساهم بإنتاج العديد من  الأفلام الوثائقية، تخلى عن كل ذلك وقرر العودة إلى بلدته لتحقيق حلمه.

عبر صفحته في "تويتر" المعنونة "يوميات إبن الأرض"، يروي برنارد ما يفعله وما يطمح إليه. يزرع أرضه، التي تبلغ مساحتها 37  ألف متر مربع، بشتى أنواع المزروعات، ويربي أيضاً الحيوانات الأليفة. وهو يعتمد على الفلاحة اليدوية من دون الإستعانة بآليات، كي لا يشوه برنارد شكل الأرض الزراعية.

لكن ما هو مختلف بمشروعه أنه جَعل من أرضه مساحة مفتوحة للزوار كي يعيشوا تجربة الحياة الزراعية، من الزرع إلى قطاف المحصول، والاستمتاع بأجواء الطبيعة. فهم يأتون من أجل النزهة picnic، ويتاح لهم التمتع بالمكان وتسهيلاته، مقابل المساهمة بقطف المحصول التي يتغير وفق مواسم الفصول، كما يتاح لهم شراء الخضار والفاكهة "العضوية" (organic) بسعر زهيد.

محبّو الأرض

يقول الشاب الثلاثيني لـ"المدن"، إن تغريداته على موقع تويتر، كانت كفيلة بتعريف الناس على مشروعه، وتشجيعهم على قضاء الوقت مع أطفالهم بالطبيعة، وشراء أفضل نوعية خضار وفاكهة وبقولٍ بأسعار متهاودة. وبذلك يمضون عطلتهم ونزهاتهم بكلفة ضئيلة، ويستمتعون بمزايا المكان السياحية. ومن جهته يستطيع تسويق منتجاته من دون دفع تكاليف النقل لبيع المحصول في سوق الخضار في مدينة صيدا، كما يوفر كلفة عُمال التوضيب".

هدف برنارد الأساسي جمع محبي الأرض والطبيعة، بكل اختلافاتهم وتنوعهم الثقافي والاجتماعي والديني، في بيئة مثالية هي دوماً "حلم حياته"، الذي لم ينس منه الشق البيئي. فالمشروع يعمل على تدوير النفايات التي يستخدمها سماداً للأرض. ومن يأتون بكل ما هو بلاستيك أو زجاج، يأخذه لإعادة التدوير، ويخلق من إعادة التصنيع بعض الحرف".

العديد من الشبان، الذين يربطهم حب الزراعة، والذين هربوا من نظام العمل المرهق، التحقوا ببرنارد، بغض النظر عن الاعتبارات التقليدية لمفهوم المزارع. وحسب برنارد، تلقى مشروعه الرفض من عائلته، كون "العمل بالأرض والزرع له ناسه وفئته الاجتماعية، وعليه أن يأتي بالعمال ليعملون تحت أوامره وإشرافه، لا أن يتحول هو إلى فلاح". لكن الشاب يرفض هذا الأمر بالقول "إن ما تزرعه في اليد يأتيك بالخير الوافر، لأنه يُحيي الأرض".

خلال التجوال في الأراض الزراعية، وبساتين الليمون والحامض، ومزروعات الفول والبازلاء، التقينا بالشاب عباس الحاج، الذي هرب من ضواحي العاصمة بيروت، بحثاً عن هوايته في زراعة الأرض وتربية الأسماك، والذي قال لـ"المدن": "تعرفت على مشروع برنارد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال بعض الرفاق الذين زاروا المكان". خبرة عباس بالحيوانات والطيور، استثمرها بمشروع برنارد في تحويل فضلات الحيوانات إلى سماد طبيعي.

مخيم صيفي

بين أشجار الفاكهة، خلق برنارد مساحات طبيعية للزوار، في حال أرداوا التخييم وإقامة حفل شواء، مولياً أهمية لمنح الأطفال فرصة التعرف على أنواع الشجر. وصمم المكان على نحو يعطي لكل عائلة مساحتها الخاصة، من دون إزعاج الآخرين، ومشدداً على شرط المحافظة على نظافة المكان.

يسعى "المزارع برنارد"، التوصيف الذي يحبه، إلى الاستثمار بالأرض، بمشاريع تفيد جميع الفئات العمرية، لا سيما الأطفال. إذ يريد تحويل أحد البساتين إلى مخيم صيفي لأطفال، يتعلمون به تحت الأشجار دروساً صيفية وبيئية، من خلال التعرف على أنواع المزروعات والأشجار، واختبار التجربة الحسية في التعامل مع النباتات والخضار والثمار.. واللمس والقطف بأيديهم".

يصعب الوصول إلى البساتين بالسيارات لوعورة الطريق، لكنه يؤمن وسيلة بدائية للتنقل، بواسطة الحمير أو الأحصنة. ويشير، أن هذه الوسائل تزيد من اهتمام الزوار، ودهشة الأطفال، كفرصة لتجربة عيش بعيدة عن العاصمة أو عن أماكن سياحية مصطنعة في ضواحي المدن، كتلك التي خلقت أجواء قروية مصنّعة بقوالب تجارية، والتي ساهمت باقتطاع الأحراج، من أجل تشييد بيوت ضيافة أو شاليهات ومسابح في عمق الأراضي المُثمرة.

مشروع برنارد الكبير، هو إضافة أكواخ bungalow، يشيدها النجارون من مواد ملائمة للطبيعة ومن دون تشويه الأراضي. ومن سيأتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والنوم، سيكون لديه عمل زراعي يختاره بنفسه، أو أن يقدم أي شيء من منتوجاته أو عمله للمشروع، كتبادل المنتوجات التي تصنعها السيدات كماء الزهر وماء الورد ودبس الرمان، والمربيات والحلويات. وهو تسويق  لبيع العمل المنزلي وتشجيع لأصحاب الأعمال الصغيرة التي إليها كُثرٌ منذ جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية.

في مزرعة برنارد "من يأتي ويداه فارغتان يعود بهما ممتلئتين بما لذ وطاب، مكتسباً راحة نفسية، وشحناً للطاقة الإيجابية التي تبعثها الأرض".

المصدر | صفاء عياد - المدن

الرابط | https://tinyurl.com/mr2dbnb6


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981261206
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة