صيدا سيتي

لصيدا الحبيبة... | بقلم د. مصطفى حجازي

X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

يوم عيد الفطر المبارك، هو يوم فرحة يشترك فيها المسلمون جميعًا ويجتمعون في صلاة العيد لترتفع أصواتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح، ويتبادلون التهاني والمعايدات وسط ابتسامات الأهل وفرحة الأطفال.

وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، سنن جميلة في يوم العيد، فيدعو إلى الفرح والسرور والاستعداد لهذا اليوم المبارك. فيلبس في أيام العيد أفضل ما يجده من الثياب وكان يتجمل ويدهن ويضع العطر فكان لا يُشم إلا طيبا طاهرا عليه الصلاة والسلام.

يأتي العيد في زمن كورونا وقد أفسد الوباء الكثير من مظاهره وطقوسه، ولكن يمكننا أن نلتمس معانيه، فالعيد من العود والمعاودة والرجعة.

(عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ      بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ)

هكذا قالها الشاعر أبو الطيب المتنبي قبل أكثر من 1000 عام .. فها هو العيد قد عاد على الأمة الإسلامية ولكن ليس بأحسن حال، يحمل في طياته كثير مما مضى، ولكن جديده أنه في زمن الأوبئة وعلى رأسها جائحة كورونا والوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يعيشه الوطن لبنان.

في زيارتي الأخيرة لمدينتي الحبيبة صيدا، ولأول مرة في حياتي و بعد غربة 12 سنة لم استطع تحمل نفسيا القصص التي سمعتها والمشاهدات  التي كنت شاهدا عليها، الوضع المعيشي والصحي التي تعانيه مدينتي الحبيبة  خاصة ولبنان عامة لا يمكن ان يتحمله بشر.

هناك آباء فضلوا تحمل اوجاع المرض والموت في منازلهم بهدوء بسبب عدم تمكنهم ماديا أو حتى لا يوجد سرير متاح في مستشفيات لبنان وخاصة صيدا ، انا اتكلم عن قصص ب العشرات.

فالعيد ليس فقط أن نتصل ببعضنا ونهنئ أنفسنا، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصل أرحامُنا، وتتقارب قلوبُنا؛ ونشعر بمعاناة الآخرين ونخفف عنهم احزانهم واوجاعهم وهذا هو المعنى لحقيقى للعيد فى الإسلام.

ما أشد حاجة الأمة الإسلامية أن تفهم العيد فهمًا جديدًا، لا كما يأتى الآن كئيبًا ممسوحًا من معانيه الرائعة.. الجديد فيه هو الثياب، وزيادة الابتسامة على النفاق.

ادعو ابناء مدينتي  صيدا لمساعدة المحتاج وخاصة في عيد الفطر المبارك، هذه  لها مكانة عالية في الإسلام، كما أنّ الصدقة تفتح أبواب الخير للفرد، فالفرد بصدقته هو يرجو رضا ربه، وأن يرزقه الخير الذي يفتح أبواب السعادة إليه،  فيقول الشاعر ابن الرومي عن الفقر:

وما الفقرُ عيبًا ما تجمَّلَ أهلهُ

ولم يسألوا إلا مداواةَ دائهِ

ولا عيبَ إلا عيبُ من يملك الغنى

ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائِهِ

عجبتُ لعيب العائبينَ فقيرَهم

 بأمرٍ قضاهُ ربُّهُ من سمائِهِ

إن الفقر ليس شيئًا يُعاب صاحبه به

، بل إن الفقير حبيب الله

فمساعدة الفقراء ليس بالشيء الصعب، بل يستطيع الفرد بمجرد مجهوده الفردي أن يجلب السعادة لأحد الفقراء والمحتاجين، ومن الأفكار لمساعدة الفقراء التبرع، حيث يمكن التبرع بشتى أنواع الحاجات اهمها في وقتنا الحالي: دفع حق أو توفير دواء ودفع فاتورة علاج مريض وكل ما يمكن أن يعود بمنفعة على الفرد وتخفيف معاناته واوجاعه وآلامه.

اللهم أهِل علينا هلال عيد الفطر ونحن سعداء نرتدي ثوب الصحة والعافية.. ألهمنا الله رشدنا أجمعين، وغفر لنا الماضى، وأصلح الحاضر، وأحسن المستقبل.

المصدر | د. مصطفى حجازي - مغترب صيداوي 


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981441995
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة