الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كارثة بيئية في معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا (صور وفيديو)

المصدر: صيدا- "النهار"
معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا (أحمد منتش).
معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا (أحمد منتش).
A+ A-
أحمد منتش
 
الحلم الذي تحقّق لأبناء وأهالي مدينة صيدا وضواحيها، والذي تمثّل ببناء معمل حديث لفرز ومعالجة النُفايات المنزليّة، بعد أن ظلّت تتكدّس طوال أربعة عقود متتالية في الهواء الطلق بمحاذاة شاطئ البحر، والتي تحوّلت إلى جبلٍ، وُصف بأنّه أم المشكلات في المدينة والجوار، نتيجة تقاعس كلّ الحكومات المتعاقبة والجهات المعنيّة عن معالجة المشكلة إلى أن أنشئ المعمل من خلال ردم مساحات كبيرة من البحر، بلغت تكلفتها ملايين الدولارات.

المعمل الحديث الذي احتفلت بتشييده الدولة وفاعليّات صيدا ومنطقتها، التي اعتبرته من أهم الإنجازات التي تحققت في صيدا، تحوّل منذ سنوات إلى مشكلة بحدّ ذاته، بسبب الصعوبات التي تواجه الشركة المشغّلة، وعدم تحمّل المسؤوليّات المتعلّقة بتشغيل المعمل وفرز ومعالجة النفايات في نطاق اختصاصهما، مقابل نحو مئة دولار عن الطن الواحد، يتمّ صرفه من صندوق بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا - الزهراني؛ علماً بأن المعمل يستقبل يومياً من صيدا وبعض قرى الجوار نحو ثلاثمئة طنّ، إضافة الى نحو مئتين وخمسين طناً من نفايات بيروت، التي ظلّ المعمل يستقبلها لأكثر من سنة.

الكارثة البيئية في داخل المعمل محيطه تظهر بوضوح من خلال تراكم النفايات لأسباب عدّة، منها عدم القيام بأعمال الصيانة أو عدم توافر التيّار الكهربائيّ أو المازوت، ممّا يؤدّي إلى توقّف المعمل عن العمل، وتجميع النفايات في الداخل والمحيط، حيث ارتفعت سلسلةٌ من تلال النُفايات ومن عوادمها، علماً بأن مساحة كبيرة من مياه البحر، ضمن منطقة أعمال الردم، وتُشبه البحيرة، يجري تغطيتها تباعاً بكمّيات كبيرة من العوادم والنفايات والأتربة.
 
وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو التي وثّقتها "الحركة البيئيّة اللبنانيّة"، إضافة الى الصور التي التقطتها عدسة "النهار"، حجم الكارثة على البيئة والسلامة العامة، وكذلك على الثروة السمكيّة، نتيجة تدفّق عصارات النّفايات نحو مياه البحر.
 
دعوة لعقد مؤتمر وطني لمعالجة المشكلة

رئيس الحركة البيئية اللبنانية فضل الله حسونة، الذي أطلق الصرخة محذّراً من أثار وتداعيات الكارثة البيئية في داخل معمل المعالجة، قال لـ"النهار" "أمام الوضع الذي وصل إليه معمل المعالجة وتراكم وتكدّس النفايات في داخل المعمل وفي محيطه، من دون أيّ فرز أو معالجة، ندعو الجميع، خصوصاً الوزارات المسؤولة والجهات المعنيّة في صيدا والمنطقة، إلى عقد مؤتمر وطني لمناقشة أسباب المشكلة، وللتوصل إلى إيجاد حلول مستدامة لمعالجة النفايات، التي تضرّ بالبيئة والثروة السمكية وتغيّر المناخ؛ وهدفنا إيجاد الحلّ الجذري وليس لدينا أيّ رغبة في إقفال المعمل".

رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أكّد متابعته لكل التفاصيل المتعلقة بمعمل النفايات، موضحاً بأن المعنيين عن المعمل لا ينفون أبداً تراكم تلال النفايات من جديد، وأن الجزء الكبير منها قديم، وليس حديثاً، ويعود إلى الفترة التي توقف فيها المعمل عن العمل بسبب تعطّل المولّدات التي تعمل على الغاز وتغذّي المعمل بالطاقة، لافتاً إلى أن المعنيين "استعانوا بمولّدات تعمل على الديزل، إلا أن هذا الأمر لم يعطِ النتيجة المرجوّة للمعالجة اليومية لأطنان النفايات بنفس قدرة المعالجة التي كانت تعطيها المولّدات، التي تعمل على الغاز؛ وذلك لعدة أسباب، أهمّها ارتفاع تكلفة المازوت، إضافة إلى ندرته في سوق المحروقات؛ وهذه الأمور مجتمعة قد أدّت إلى هذا التراكم لأكوام النُفايات".
 

سعد طالب المسؤولين إلزام أدارة المعمل بمعالجة المشكلة

النائب أسامة سعد الذي سبق له أن قام مع مجموعات من أنصار التنظيم الناصري والهيئات البيئية، وبحضور الإعلاميين، باقتحام المعمل عنوة، كشف عن حجم المخالفات المتعلقة بتراكم وتكديس النفايات ضمن التلال الناجمة عن العوادم، إضافة إلى طمر بحيرة مياه البحر، في داخل المنطقة المردومة، وحذّر مجدداً من"الأضرار الخطيرة على الصحة العامة، والبيئة الناجمة عن تلال النفايات المكدسة في داخل المعمل وعلى الأرض المجاورة له، محمّلاً إدارة "معمل النفايات" المسؤولية عن كلّ الأضرار الناجمة عن عودة تلال النفايات. ولفت سعد إلى "المعاناة الصحيّة لسكّان حي سينيق، ومنطقة جنوب صيدا عموماً، من الروائح الكريهة والغازات الضارّة والسامة، التي تنبعث من النفايات القديمة والحديثة المكدّسة". كذلك لفت إلى تلوّث التربة ومياه البحر بالعصارة السّامة التي تفرزها النفايات.
ودعا سعد بلدية صيدا ووزارة البيئة والقضاء المختص للمسارعة إلى التحرك من أجل إلزام إدارة المعمل بمعالجة الكميات الكبيرة من النفايات المتراكمة، ومن أجل وضع حد لتفاقم الأضرار على الناس والبيئة.

ياسين: زيارة مفاجئة للاطلاع على الوضع واتخاذ الإجراء المناسب

وقال وزير البيئة ناصر ياسين لـ"النهار" "أتابع عن كثب أوضاع معمل الفرز والمعالجة في صيدا، وهو وضع مأساوي، وسبق لي أن قمت بتفقّده، وأبديت بعض الملاحظات، وطلبت من المعنيين إعداد تقرير بيئيّ. وقريباً، سأقوم بزيارة مفاجئة لتفقّد الوضع والاطّلاع على سير الأعمال والمشكلة القائمة، وعلى ضوء ذلك سنتخذ الإجراءات اللازمة".
 

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم