زيرة صيدا: متعة الترفيه في بحر نظيف

تالا الحريري

أصبحت جزيرة الزيرة قرب قلعة صيدا مقصداً لسكان المدينة ومحيطها في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة أثناء الصيف وغلاء تكلفة الدخول إلى المسابح. هذه الجزيرة التي كانت تستقطب العائلات بسبب كلفة نزهتها الرخيصة لا سيما وأنها مكان مناسب للهو الأطفال، بدأت بدكانٍ صغير فقط، لكن الحركة إليها نشطت منذ حوالي 15 عاماً بعدما تم تحسينها وانتعشت الحركة إليها، ولم تعد زيارتها تقتصر على سكان صيدا فقط.

وتشهد الزيرة الآن سياحة بحرية ناشطة، سواء في ممارسة الهوايات البحرية أو من خلال جولات الاستكشاف في المراكب.

زيرة صيدا

مقصد الفقراء وموقع نظيف

أحد العاملين في شرطة البلدية أفاد “لبنان الكبير” أن جزيرة الزيرة كانت معروفة أنّها مقصد للفقراء، بحيث كان يتوافد عليها سكان صيدا من المخيمات وصيدا القديمة فقط. أمّا الآن فتشهد توافداً كبيراً من مختلف المناطق، بعدما بدأ الناس بالنظر إليها على أنّها موقع مهم ونظيف، ولاحقاً اكتشفوا أن نسبة المد والجزر فيها قليلة، إضافةً إلى ذلك، أصبح البعض يقدّم طلب الحصول على رخصة من أجل القيام ببسطات عليها”.

ويشير إلى أن “لبلدية صيدا دوراً كبيراً سواء على جزيرة الزيرة أو على مسبح صيدا الشعبي، ولديها إمكانيات كبيرة تمكنها من توظيف جهودها لتطوير شواطئ صيدا”.

زيرة صيدا

كورونا لم تمنع الزوار

وفي ظل أزمة كورونا، لم تتوقف الجزيرة عن استقبال الزوار، مع تشديد البلدية على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وما جعل عملها مستماًر، هو التزام أصحاب المقاهي والزوار بهذه الإجراءات، محافظين على التباعد الاجتماعي.

ولا يمكن أن ننسى مبادرة جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا بالتنسيق مع بلدية صيدا، في إعادة تأهيل وتحسين شواطئها الصخرية مع تحديد المناطق الآمنة للسباحة .

هكذا بدأ شاطئ صيدا يستعيد نشاطه، كما وقد كان للبلدية الدور الأكبر في المحافظة على السلامة العامة وأن تبقى الجزيرة معلماً سياحياً لافتاً، وبالتالي أصبح هناك إقبال كبير من العائلات والصيادين والغواصين والسيّاح.

المنقذون يشكون قلة الراتب

وبالرغم من إمكانيات البلدية الكبيرة، إلا أنّها لا تقدّم المعاشات الكافية للشباب المنقذين على الشواطئ رغم خبرتهم.

فعندما قابلنا أحد المنقذين على جزيرة الزيرة، قال إن الراتب يجب أن يكون أكثر بثلاث مرّات نسبةً إلى المهمة التي يقومون بها. “ليست مهمتنا فقط مراقبة الشاطئ، بل نحن نعرض حياتنا للخطر مقابل انقاذ أرواح الآخرين”.

في المقابل، أصحاب المراكب لهم الدور الأكبر في عملية نقل الزبائن إلى جزيرة الزيرة التي تبعد حوالي 3 دقائق عن شاطئ صيدا. وأفادوا أن حركة الزبائن قوية كثيراً لأنّ تكلفة النقل ما زالت أرخص من غيرها بكثير، وكموقع استراتيجي يعتبرها الناس مكاناً آمناً بعيد عن التيارات والمخاطر.

كلفة النقل 10 آلاف ليرة

في السنوات الماضية كانت كلفة النقل في المركب إلى الجزيرة ألف ليرة لبنانية، ومع صعود سعر صرف الدولار أصبحت التكلفة 10 آلاف ليرة للشخص الواحد. ولكن رغم ذلك، لم تتأثر حركة الزبائن. أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون هواية الصيد في منتصف البحر فتكلفة النقل تكون بحدود 200-300 ألف ليرة لمدة 4-5 ساعات.

من الناحية الأخرى، أصحاب المراكب “يعتلون همّ” تكاليف صيانة مراكبهم، خاصة المراكب السياحية التي تحتاج إلى تغيير زيت كل شهر. فقد كان تغيير الزيت يكلّف بين 100 و150 ألف ليرة، الآن أصبح يكلّف بين 800 ومليون ليرة.

وأوضح أحد أصحاب المراكب: “نحن واكبنا الغلاء عندما زدنا تكلفة التوصيل إلى الجزيرة، لكن اذا خفّت الحركة بنسبة 5% فقط، فهذه خسارة كبيرة بالنسبة لنا”.

وفي جولة لنا في المركب حول الجزيرة، لاحظنا حشداً كبيراً من الناس، وفي استفتاء سريع، عبّر الجميع عن مدى استمتاعه، وقال أحد الزوار: “أدفع 30 ألف ليرة عني وعن زوجتي وابنتي، وأقضي وقتاً ممتعاً من الصباح حتى المساء بدلاً من أن أدفع اكثر من 100 ألف ليرة تكلفة الدخول إلى المسبح”.

شارك المقال